المصدر الأول لاخبار اليمن

رويترز: العائلة الحاكمة في السعودية تطرح البديل لبن سلمان

خاص // وكالة الصحافة اليمنية //

 

أكدت وكالة رويترز، في 2 تشرين الأول/أكتوبر، أن انتقادات تنمو داخل فروع لعائلة آل سعود المالكة السعودية حيال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مشيرةً إلى أن البعض طرح اسم عمه الأمير أحمد بن عبد العزيز إذ يمكن “التوافق عليه” بديلاً من الأمير الشاب.

 

وذكرت الوكالة في تقرير حصري أن بعض أفراد الأسرة الحاكمة ونخبة من رجال الأعمال في السعودية “أعربوا عن إحباطهم من قيادة” ولي العهد عقب الهجوم على منشأتي نفط رئيسيتين في أرامكو السعودية 14 أيلول/سبتمبر الماضي، وقد عُدّ أكبر هجوم على الإطلاق على البنية التحتية النفطية في المملكة.

واستندت رويترز إلى شهادات دبلوماسي أجنبي كبير وخمسة مصادر تربطها صلات بالعائلة المالكة ونخبة رجال الأعمال. وقالت إنهم اشترطوا جميعاً عدم نشر أسمائهم.

قلق وإحباط وانعدام ثقة

 

وأوضحت أن الهجوم المشار إليه أثار قلقاً وسط عدد من الفروع البارزة وذات النفوذ القوي داخل “آل سعود”، الذين تبلغ أعدادهم قرابة 10 آلاف، بشأن “قدرة الأمير محمد على الدفاع عن أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وعلى قيادتها”.

كما أشارت المصادر إلى أن الهجوم أثار سخطاً وسط بعض الأشخاص في دوائر النخبة الذين يعتقدون أن ولي العهد سعى لتشديد قبضته على السلطة. وقال بعض هؤلاء إن “الهجوم أثار انتقادات بين من يعتقدون أنه (بن سلمان) اتخذ موقفاً عدوانياً مبالغاً فيه تجاه إيران”.

وقال أحد أفراد النخبة السعودية والذي تربطه صلات بالعائلة المالكة: “ثمة حالة استياء شديد” من قيادة ولي العهد، متابعاً “كيف لم يتمكنوا من رصد الهجوم؟”.

ولفت المصدر نفسه إلى أن أشخاصاً في أوساط النخبة يقولون إنهم “لا يثقون” في ولي العهد، وهذا ما أكدته بقية مصادر رويترز.

وكان ولي العهد قد فسرعدم رصد الهجوم على أرامكو، خلال مقابلة تلفزيونية بثتها محطة “سي.بي.إس” التلفزيونية الأمريكية فجر 30 أيلول/سبتمبر، بحجم المملكة الكبير الذي يقارب مساحة قارة وتعدد التهديدات التي تواجهها.

وقد أدى الهجوم إلى توقف نصف إنتاج المملكة من النفط، أي ما يمثل 5% من إنتاج النفط العالمي. وألقت الرياض وواشنطن بالمسؤولية على إيران في الحادث برغم تبني انصار الله اليمنية له. ونفى الإيرانيون تورط بلادهم فيه بشكل قاطع.

وزير دفاع…”

 

غير أن الباحث لدى مؤسسة تشاتام هاوس البحثية في لندن، نيل كويليام، قال لرويترز: “لا يغيب عن السكان حجم هذه الهجمات ولا حقيقة أن ولي العهد وزير الدفاع وشقيقه نائب وزير الدفاع، ومع ذلك يمكن قول إن البلاد تعرضت لأكبر هجوم على الإطلاق”.

وأضاف الخبير في شؤون السعودية والخليج: “تقلصت الثقة في قدرته على تأمين البلاد، وهذا نتيجة لسياساته”، مشيراً إلى إشراف الأمير محمد على السياسة الخارجية والأمنية والدفاعية.

مصادر مقربة من العائلة المالكة السعودية تقول لرويترز إن هناك إحباطاً وانعدام ثقة تجاه قيادة ولي العهد محمد بن سلمان بعد الهجوم على منشأتي نفط في أرامكو، وإن البديل “التوافقي” لبن سلمان طرح بالفعل

برغم الانتقادات لقيادته داخل العائلة المالكة، رجحت مصادر أن ولي العهد “لن يتأثر شخصياً كحاكم محتمل… على الأقل ما دام الأب على قيد الحياة”

الاستقرار السياسي على المحك

 

وأشارت الوكالة إلى أن “الاستقرار السياسي في أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم بات على المحك”، مشيرةً إلى أن الرياض حليف رئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

 

وأوضحت أن ولي العهد يخلف رسمياً والده الملك سلمان (83 عاماً) وأن الأمير محمد (34 عاماً) يعد الحاكم الفعلي للمملكة.

 

وأكدت أن الأمير “يحظى بشعبية عند الشباب السعودي، وتلقى إشادة في الداخل بعدما خفف القيود الاجتماعية في المملكة المحافظة ومنح النساء مزيداً من الحقوق وتعهد تنويع الاقتصاد السعودي” المعتمد على النفط.

وفي الوقت نفسه لفتت إلى أن “سيطرة الدولة على وسائل الإعلام وقمع المعارضة في البلاد جعلا من الصعب قياس مستويات الحماس الحقيقي (للأمير) محلياً”.

 

وكان الهجوم على المنشأتين النفطيتين قد “أجج مشاعر استياء وجدت منذ تولي ولي العهد منصبه قبل عامين” بحسب رويترز التي تشير إلى تنحيته منافسيه على العرش واعتقاله المئات من أبرز الشخصيات في المملكة في “مزاعم فساد”.

وبيّنت أن سمعة الأمير محمد تضررت في الخارج بعد ذلك بسبب حربه المكلفة في اليمن لا سيما أن الحرب تسببت بمقتل عشرات الآلاف وأدت إلى أسوأ أزمة إنسانية، بحسب الأمم المتحدة.

وقد تعرض ولي العهد أيضاً لانتقادات دولية واسعة إثر مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي قبل عامٍ في قنصلية بلاده بإسطنبول، خصوصاً بعدما أفاد تقرير لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية بأن الأمير الشاب أمر بقتله.

ونفت الحكومة السعودية مراراً أي دور أو علم مسبق لولي العهد بالجريمة التي وصفتها بـ”المارقة”، كما نفى ولي العهد، خلال مقابلة “سي.بي.إس”، أن يكون أمر بقتل خاشقجي. في المقابل، أكد تحمله “المسؤولية الكاملة” عن الجريمة التي تمت بأيادي موظفين لدى الحكومة السعودية.

السياسية العدائية وإحكام القبضة “أضرا بالمملكة

 

وقالت أربعة مصادر على صلة بالعائلة المالكة وبالنخبة في السعودية إن منتقدين سعوديين يرون أن السياسة الخارجية “العدائية” للأمير محمد تجاه إيران ومشاركته في حرب اليمن “عرضتا المملكة للهجوم”.

كما أعربوا عن شعورهم بالإحباط لأن ولي العهد لم يتمكن من منع الهجمات برغم إنفاق مئات مليارات الدولارات على الدفاع، بحسب مصادر رويترز.

 

كذلك يقول بعض أفراد النخبة السعودية إن جهود ولي العهد لإحكام قبضته أضرت بالمملكة. وقال أحد المصادر المقربة من الدوائر الحكومية إن الأمير محمد جاء بمسؤولين أقل خبرة من السابق بشكل عام.

 

وقبل عامين، أزاح الأمير محمد بن سلمان الأمير محمد بن نايف من ولاية العهد ووزارة الداخلية، بعدما كان يتمتع بخبرة عمرها نحو 20 عاماً في تولي المناصب العليا بالوزارة التي اضطلعت بمسؤولية الشرطة المحلية والاستخبارات.

 

وعين بن سلمان أيضاً ابن عمه البالغ من العمر 33 عاماً بدلاً من ولي العهد السابق، ونقل القطاعات الرئيسية للمخابرات ومكافحة الإرهاب إلى اختصاص الديوان الملكي.

 

 أطاح ولي العهد الأمير متعب بن عبد الله من الإشراف على قيادة الحرس الوطني الذي تولى قيادته منذ عام 1996، ليحل محله في نهاية العام الماضي الأمير عبد الله بن بندر بن عبد العزيز الذي لم يكن قد تخطى الـ 32 عاماً، ولم يسبق أن تولى سوى منصب نائب أمير منطقة مكة نحو عامين، عقب اشتغاله بعدد من الأعمال التجارية الخاصة.

البديل التوافقي

وينظر بعض أمراء آل سعود إلى الأمير أحمد بن عبد العزيز (77 عاماً)، وهو الأخ الشقيق الوحيد للملك سلمان المتبقي على قيد الحياة، بديلاً ممكناً لبن سلمان. ويحظى الأمير أحمد بدعم أفراد الأسرة والجهاز الأمني وبعض القوى الغربية، وفق اثنين من المصادر الخمسة التي استند إليها التقرير.

 

وذكر أحد رجال الأعمال السعوديين الكبار: “ينظرون جميعاً إلى (الأمير) أحمد ليروا ما سيفعل. لا تزال العائلة تعتقد أنه الوحيد الذي يستطيع الحفاظ عليها”.

 

ويقول مراقبون سعوديون إلى أنه ليس ثمة دليل على أن الأمير أحمد مستعد للقيام بهذا الدور. وهو لا يشغل أي دور رسمي، وقد ظل بعيداً عن الأنظار إلى حد كبير منذ عودته إلى الرياض في تشرين الأول/أكتوبر عام 2018، بعدما أمضى شهرين ونصف الشهر في الخارج.

 

وخلال رحلته تلك، بدا الأمير وكأنه ينتقد القيادة السعودية لدى رده على متظاهرين خارج مقر إقامته في لندن وهم يهتفون بسقوط أسرة آل سعود.

 

وكان مصدران سعوديان قد أشارا إلى أن الأمير أحمد كان واحداً من ثلاثة في هيئة البيعة، التي تضم كبار أفراد الأسرة الحاكمة، عارضوا أن يصبح الأمير محمد بن سلمان ولياً العهد عام 2017.

 

وقال أحد المصادر الخمسة إن موقف الأمير أحمد بشأن ما إذا كان سيتحدى بن سلمان هو أنه “سنعبر هذا الجسر عندما نصل إليه”.

 

ليس في حياة الملك سلمان

 

برغم كل ما سبق، يؤكد مطلعون سعوديون ودبلوماسيون غربيون أن العائلة المالكة لن تعارض الأمر محمد، على الأرجح، أثناء وجود الملك على قيد الحياة، معتبرين أنه من غير المحتمل أن ينقلب الملك على ابنه الأثير.

 

وينبهون إلى أنه بصرف النظر عما سيحدث في المستقبل بعد الملك، فإن “تحدي” سلطة الأمير محمد قد يكون صعباً في ظل قبضته المُحكمة على هيكل الأمن الداخلي.

قد يعجبك ايضا