المصدر الأول لاخبار اليمن

محطات تاريخية عن انتكاسات التحالف في نهم

تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//

عادة ما كانت دول التحالف تعمد إلى شن حملات إعلامية مظللة، مع كل عملية تصعيد عسكرية في جبهة نهم، وفي كل مرة تكون النتائج عكس ما تدعيه قوى التحالف، ورغم ذلك لا يزال هناك كثيرين يراهنون على قوى التحالف، رغم فشلها المتواصل.

تفاصيل معركة نهم

بدأت معركة نهم شمال شرق محافظة صنعاء في 21 ديسمبر 2015، حيث استغلت دول التحالف موافقة حكومة صنعاء على تنفيذ هدنة أممية لإنجاح مشاورات الكويت فقامت قوات التحالف بعمليات مباغته سيطرة فيها على “معسكر ماس” في حدود محافظتي الجوف ومأرب، والقريب من حدود مديرية نهم، ومنه توغلت تلك القوى القادمة من مأرب والجوف باتجاه جبل “اللدود” ثالث جبل مطل على “فرضه نهم”، حيث واجهت مقاومة شرسة من اللواء 312 مدرع واللواء 314 مدرع استمرت حتى فبراير 2016م.

وبينما كانت القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية تلتزم بوقف إطلاق النار نشرت وسائل إعلام التحالف في 6 أغسطس 2016 بأن قواتهم العسكرية تمكنت من السيطرة على عدد من المواقع العسكرية أبرزها جبل المنارة المطل على مركز مديرية نهم وقرية الحول وجبل القناصين والعيان باشرت فيها على أثرها حملة دعائية تقول فيها أنها على مشارف العاصمة صنعاء.

وبعد أن انتهاء محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة في الكويت دون التوصل إلى اتفاق نفذت القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية هجمات مكثفة على مواقع قوى التحالف في المديرية تكبدت فيها قوى التحالف خسائر فادحة، بالرغم من ذلك استمر إعلام التحالف في المبالغة والمغالطة في نتائج المعركة ليقول تارة بأن قواته سيطرت على مديرية بني حشيش ثم مديرية أرحب، وقد أسهب إعلام التحالف في تلك الأكاذيب إلى درجة الادعاء أنهم سيطروا على مطار صنعاء الدولي.

وفي 5 نوفمبر 2018م، استأنفت قوى التحالف تصعيدها العسكري في جبهة نهم بشكل مكثف لكنها فشلت مجدداً.

انتكاسة جديدة للتحالف

ويبدو أن التحالف لم يتعلم من الدروس الماضية خلال 4 سنوات من الفشل في جبهة نهم، حيث عادت قوى التحالف فجر الجمعة 17 يناير الجاري لتفجير الوضع عبر زحف كبير جدا على المديرية بهدف السيطرة على العاصمة صنعاء من خلال تجهيز أكثر من 45 ألف مقاتل ضمن تشكيلات عسكرية شملت 17 لواء عسكري و20 كتيبة من المدفعية.

وأطلقت يومها قيادات التحالف و”حكومة هادي” وقياداتها العسكرية تصريحات نارية عن بدء عملية “معركة صنعاء” وبأن عمليتهم العسكرية تستهدف العاصمة صنعاء ولا رجعة عنها.

وقال معين عبدالملك رئيس “حكومة هادي” في تغريدة له مساء يوم هجوم قوات التحالف على مديرية نهم بأنه أبلغ المبعوث الأممي في أتصال هاتفي برفض حكومته وقف التصعيد العسكري بالمديرية وبان العاصمة صنعاء هي محطة قوات التحالف ولا رجعة عنها.

ومنذ الساعات الأولى للزحف أسهبت وسائل إعلام التحالف في الضحك على ذقون مناصريهم بتحقيق انتصارات وهمية، إذ سرعان ما تفاجأوا بشراسة قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية، التي وجّهت لهم خلال الساعات الأولى العديد من الضربات الصاروخية والعسكرية الموجعة، أدت إلى انقلاب المشهد العسكري كلّياً لمصلحة قوات الجيش واللجان الشعبية.

وفي أول رد رسمي من حكومة صنعاء على معركة نهم الأخيرة قال محمد البخيتي عضو مجلس الشورى اليمني في تصريح لقناة الجزيرة: كانت الأمور تسير بيننا وبين حزب الإصلاح بشكل جيد، “تهدئة في الجبهات، ودعوة مشتركة لعودة المقاتلين اليمنيين من جبهات الحدود مع السعودية، واستشعار الطرفين لخطر المشروع الإماراتي غرب تعز، وخطر استهداف وحدة اليمن”، ولكننا فوجئنا بهجوم مباغت في جبهة نهم وبغطاء جوي من دولتي العدوان (السعودية والإمارات) رغم وجود تفاهم بين العسكريين من الجانبين على الهدنة.

وتابع البخيتي “لا نعرف بالتحديد الأسباب التي دفعتهم لهذا التصعيد، وعلى ما يبدو أن ضغوط دول العدوان كانت سببا لذلك، وعلى أي حال فإنها خطوة غير موفقة ولم تكن في صالحهم خصوصا أن موازين القوى باتت تميل لصالحنا”.

كيف انعكست الأوضاع بعد الحملة الإعلامية الأخيرة

لكن الناطق باسم الجيش اليمني العميد يحيى سريع اعلن أمس عن تفاصيل عملية البنيان المرصوص وذلك بعد أن التزمت صنعاء الصمت حول العملية لمدة عشرة أيام,

وكشفت “قناة العالم” عن مصادر ميدانية يمنية بأن الجيش واللجان الشعبية اليمنية شنوا منذ فجر يوم الأحد هجوماً عسكرياً واسعاً على جبال “يام” الواقعة في منطقة “نهم”، وفي غضون ساعات قليلة تمكنت تلك القوات من إسقاط تلك السلسلة الجبلية بالكامل، بعدما استغلّت نقص قوى التحالف في ميمنة الجبهة لتنفيذ التفاف عسكري من جبال “يام” نحو منطقة “واغرة” الواقعة في مديرية “مجزر”، لقطع أيّ خطّ إمداد قادم من محافظة الجوف.

وأضافت المصادر الميدانية للقناة أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية قامت عقب سيطرتهم على سلسلة جبال “يام”، بشنّ هجوم آخر انطلق من سلسلة الجبال هذه التي تطلّ على مفرق الجوف وتمنح سيطرة نارية على مناطق واسعة في منطقة “نهم”، إلى جنوب مديرية “مجزر” للسيطرة على الخط العام بين مفرق الجوف والصفراء.

ولفتت تلك المصادر الميدانية إلى أن الجيش واللجان الشعبية تمكنوا أيضا يوم الاثنين الماضي ومع وصول تعزيزات عسكرية لهم من شنّ هجوم ثالث من جبل “صلب” على خطّ الإمداد الرئيس في منطقة “الخانق”، وصولاً إلى منطقة “جفينة الجدعان”، وبعد معارك عنيفة تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية من السيطرة على قرية “آل رقيب”.

وأوضحت المصادر الميدانية أن قوات الجيش واللجان الشعبية، شنّت أيضاً هجوماً رابعاً خلال الايام الماضية، تمكّنت على إثره من السيطرة على فرضة “نهم” بالكامل وعلى مثلث مفرق الجوف الذي اطلق عليه في صنعاء بـ«مثلث النصر» الجديد.

وأكدت القناة عن خبراء عسكريين بأن الطريق إلى العاصمة صنعاء لم يعد معبّداً، ولم تعد نهم مسرح عمليات عسكرية تشعلها القوات الموالية للتحالف، بين فترة وأخرى للضغط على صنعاء. فالطريق إلى العاصمة اليمنية أغلق بالكامل عبر عملية «البنيان المرصوص»، وأصبحت نهم تحت سيطرة صنعاء، حتى مشارف مركزَي مأرب والجوف، للمرة الأولى منذ أربع سنوات.

قد يعجبك ايضا