المصدر الأول لاخبار اليمن

تقرير: الدول العربية من أكثر الدول جفافًا في العالم

ترجمة خاصة/وكالة الصحافة اليمنية//

 

سلط تقرير لـ”ميدل ايست مونيتور” البريطاني الضوء على قضية المياه في الوطن العربي وأولويات الصراع المصري الأثيوبي، كتبه د/ مصطفى فتوري اليوم الخميس، وقال فيه: منذ 2011م، تقوم إثيوبيا ببناء سد النهضة الكبير، في وقت تتصاعد شكوى السودان ومصر، واللتين تخشيان تقليص حصتيهما من المياه، خاصة وأن مصر تعتمد بشكل أساسي على مياه النيل.

وأشار التقرير إلى أن الخلافات والنزاعات تزداد كلما بدأ موسم الجفاف، ما يعني أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأكملها تعاني من مشاكل مائية كبيرة.

ولفت التقرير إلى أن الدول العربية من أكثر الدول جفافًا في العالم، بسبب قلة الأمطار السنوية وتغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب والإفراط في استخدام المياه العذبة.

من بين هذه الدول بحسب دراسة نشرتها منصة Aqueduct 3 التابعة للمعهد العالمي للموارد في سبتمبر الماضي ، تواجه تسع دول عربية – قطر ولبنان والأردن وليبيا والكويت والسعودية والإمارات والبحرين وعمان “ضغطًا مائيًا شديدًا”.

وتعاني 18 دولة أخرى من أصل 22 دولة عربية من نقص حاد في المياه ومن المحتمل أن تكون المشكلة محسوسة في هذه البلدان ، خاصة خلال مواسم الجفاف.

وتابع التقرير: إن ما يزيد من تفاقم مشكلة المياه في الوطن العربي؛ يرجع إلى أن الأنهار التي تتدفق إلى الدول العربية تقع مصادرها خارج حدودها، على سبيل المثال يبدأ النيل من بحيرة فيكتوريا في أوغندا، وينتهي به المطاف في البحر الأبيض المتوسط بعد مروره عبر مصر. ينبع روافده، النيل الأزرق، من بحيرة تانا في إثيوبيا قبل الاندماج مع النيل الأبيض في السودان لتشكيل نهر النيل. وهذا يجعل إمدادات المياه لبلدان مثل مصر والسودان رهينة العلاقات السياسية مع إثيوبيا على وجه الخصوص.

كما أن نهري دجلة والفرات اللذين يزودان سوريا والعراق ينبعان في تركيا. لتقوم تركيا ببناء سدين كبيرين، سد إليسو وسد أتاتورك الأكبر، مما ولّد العديد من الخلافات بين الدول الثلاث عندما افتتحته أنقرة في التسعينيات. وتشكو كل من سوريا والعراق من أن السدود خفضت تدفق المياه بمقدار الثلث، مما حد من إمدادات المياه في البلدين خاصة في ما يتعلق بأغراض الري.

إسرائيل ومراقبة الليطاني

من ناحية أخرى كانت إسرائيل تراقب نهر الليطاني الذي ينبع من وادي البقاع في لبنان، بينما كان إنشاء إسرائيل لا يزال في مراحل التخطيط، شارك زعيمان يهوديان صهيونيان كبيران، حاييم وايزمان وديفيد بن غوريون في مؤتمر باريس عام 1919، واللذان جعلا من هذا النهر هدفًا استراتيجيًا وهو ما يفسر سبب تسمية غزو لبنان في مارس 1978 بـ”عملية الليطاني”.

فلسطين الوضع سيء

في الأراضي الفلسطينية يزداد الوضع المائي سوءًا بسبب سياسة المياه الإسرائيلية التمييزية ضد الشعب الفلسطيني، خاصة من حيث الاستهلاك المحلي الفردي للمياه. على سبيل المثال يستخدم كل مستوطن صهيوني ما يصل إلى 600 لتر من الماء يوميًا، في حين أن الفلسطينيين لا يحصلون حتى على الحد الأدنى البالغ 100 لتر الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية.

استراتيجية عربية للمياه

في ظل غياب استراتيجية عربية للمياه تحاول كل دولة معالجة المخاطر الخاصة بها والتي لا يمكن تحملها. المملكة العربية السعودية على سبيل المثال، كانت تشتري الأراضي للإنتاج الزراعي في البلدان الأفريقية لتلبية احتياجاتها المحلية.

وجد الأردن والسلطة الفلسطينية نفسيهما مجبرين على شراء المياه من إسرائيل. وقعت الأطراف الثلاثة على اتفاقية في عام 2013 تتلقى عمان العاصمة الأردنية معظم مياهها من بحر الجليل الذي تسيطر عليه إسرائيل. في كل هذه الترتيبات تجعل الدول العربية نفسها رهائن محتملة للأوضاع السياسية للدول الأخرى.

على سبيل المثال اضطرت ليبيا إلى بناء نهرها العظيم من صنع الإنسان بسبب نقص المياه العذبة في أكثر مناطقها سكانًا. وتنقل خطوط الأنابيب المدفونة التي يبلغ طولها 4000 كيلومتر المياه العذبة من الجنوب القليل السكان إلى المنطقة الساحلية حيث يقيم معظم الناس. يوفر المشروع ما يقرب من 70 في المائة من احتياجات المياه، على الرغم من الأضرار التي لحقت بخطوط الأنابيب ومحطات التحكم نتيجة الحرب.

فشل جامعة الدول العربية

إن الأمر المحير حقًا هو لماذا فشلت جامعة الدول العربية، وهي منظمة عربية، حتى الآن في الخروج باستراتيجية مشتركة لمعالجة مشكلة المياه. هناك العشرات من الإجابات المختلفة لهذا السؤال البسيط، ولكن لها كل ما يتعلق بالسياسة وليس لها علاقة بالمياه. إن غياب إرادة عربية جماعية هو عائق خطير في الجهود المشتركة لحل الاهتمامات المشتركة مثل المياه.

قد يعجبك ايضا