المصدر الأول لاخبار اليمن

الكتاب المدرسي.. حضور كثيف في السوق السوداء!!

تحقيق /خاص //  وكالة الصحافة اليمنية // في الوقت الذي تعاني فيه وزارة التربية والتعليم من صعوبة في طباعة المناهج التعليمية واضطرار إدارات المدارس لصرف منهج تعليمي واحد لكل طالبين أو أكثر وإلزامهم بإعادة تلك الكتب في آخر العام الدراسي، وبقاء عدد كبير جداً من الطلاب بدون مناهج_ تجد في شوارع المدن اليمنية وخاصة العاصمة […]

تحقيق /خاص //  وكالة الصحافة اليمنية //

في الوقت الذي تعاني فيه وزارة التربية والتعليم من صعوبة في طباعة المناهج التعليمية واضطرار إدارات المدارس لصرف منهج تعليمي واحد لكل طالبين أو أكثر وإلزامهم بإعادة تلك الكتب في آخر العام الدراسي، وبقاء عدد كبير جداً من الطلاب بدون مناهج_ تجد في شوارع المدن اليمنية وخاصة العاصمة صنعاء “سوق سوداء” لتلك الكتب الدراسية، معظم تلك الكتب مؤرخة بتاريخ جديد، ومن ملامستك لها تدرك بأنها خرجت للتو من مطابع الكتاب المدرسي.

 

ومن مظهر باعة الكتب في أرصفة شوارع العاصمة صنعاء ستظن بأنهم بسطاء يبحثون عن لقمة العيش، لكنهم يتاجرون بكتب مكتوب على أغلفتها وبالخط العريض “لا يجوز بيعها”!، لذلك فمسألة حصولهم على تلك الكتب يعتبر أمر معقد ولا يمكن أن يشترونه من أي محل تجاري أو حتى من المكتبات والأكشاك المخصصة للكتب عامة، إذاً لا بد من وجود عصابة كبيرة تقوم أولاً بطباعة الكتب في مطابع الكتاب المدرسي ومن ثم تهريبها ليقوم بعض الباعة بعرضها للبيع في الشوارع الرئيسية.

 

الطفل عبدالرحمن لا يتجاوز عمره الثانية عشرة يبيع الكتب في ميدان التحرير وسط العاصمة قال أنه يقوم بشراء الكتب المستعملة من بعض الآباء بسعر 100 ريال للكتاب الواحد ليعيد بيعها بسعر 200 الى 300 ريال للطلاب الذين لم يحصلوا على المناهج من مدارسهم.

 

سعيد محسن 42 عام من جهته أكد بأنه يعتمد على الآباء والأمهات الذين يأتون بالكتب لبيعها نظراً لحاجتهم المادية، وأكد أن بعض الامهات اضطرت لبيع الكتب التي صرفت لأبنائهن من المدارس، لكنه رفض الكشف عن كيفية حصوله على الكتب الجديدة التي في حوزته وبنسبة أكبر من تلك المستعملة.

 

أمين الاسدي أحد الآباء جاء للبحث عن كتابي اللغة العربية والفيزياء لإبنه الذي قال أنه في الصف التاسع، ومن فوره رد عليه صاحب الـ “بسطة” طلبك موجود وبعد تقليب للكتب أخرج كتاب اللغة العربية وطلب مهلة قصيرة للإتيان بكتاب الفيزياء وأخذ يركض الى أحد باعة الكتب في نفس الرصيف ليعود بعد دقيقتين بكتاب الفيزياء، وبعد مفاوضات و”مراجلة” على سعر الكتابين اقتنع الأب بدفع 700 ريال.

 

وللبحث عن مصادر طباعة وتهريب المناهج التعليمية التقت وكالة الصحافة اليمنية بالمدير العام التنفيذي لمطابع الكتاب المدرسي الدكتور همدان الشامي، حيث أكد بأن التسريب له مصدرين رئيسيين : الأول مخازن التربية نتيجة لما كان يحدث من فساد سابقاً اضافة الى عمليات الطباعة خارج مؤسسة الكتاب المدرسي بشكل غير رسمي، والثاني هي مؤسسة مطابع الكتاب المدرسي التي كان يقوم بعض المستفيدين والمتنفذين بتهريب الكتب منها، لكنا قمنا بضبط المؤسسة ولم يتبقى حالياً سوى الكميات الموجودة في السوق السوداء.

 

وأضاف الشامي بأن الموضوع قديم وليس من اليوم وأن الإشكالية تكمن في أن الكتاب المدرسي مدعوم من الدولة التي تتحمل قيمته، ويصل مجاناً لكل طالب، بالرغم من أن تكلفة الكتاب الواحد تصل الى 420 ريال، وأكد أن علاقة مؤسسة مطابع الكتاب بوزارة التربية والتعليم واضحة وأنها تقوم بطباعة الكتاب المدرسي وتوريده الى مخازن الوزارة في مكاتب التربية.

 

وقال بأن المؤسسة والوزارة قامتا بجهود كبيرة في هذا الجانب وقلصت من عمليات بيع الكتاب المدرسي، وهناك سلسلة من الاجراءات التي بدأت المؤسسة باتخاذها للحد من ظاهرة بيع الكتب المدرسية بطرق عشوائية وغير مشروعة من أجل توفيره للجميع بالطرق والآليات الرسمية.

 

وكشف رئيس مؤسسة مطابع الكتاب المدرسي كانت تبيع المنهج المدرسي للمدارس الاهلية بسعر رمزي لا يتجاوز الـ 250 ريالاً للمنهج الواحد مع أنها تبيع المنهج للطالب بسعر 4200 ريال، وقد بدأت المؤسسة باعتماد سعر موحد لكل الكتب المدرسية التي تباع للمدارس الاهلية بسعر 250 ريال لكل كتاب.

 

وبشأن عملية توزيع الكتب المدرسية في المناطق التي وقعت تحت سيطرة دول التحالف أكد رئيس المؤسسة أن عملية التوزيع في تلك المناطق توقفت في العام الدراسي الحالي 2017_2018م نتيجة لرفض السلطات التي تحكم تلك المناطق استلام المناهج من صنعاء، وهو الأمر الذي دفع وزارة التربية والتعليم الى التوقف عن ترحيل الكتاب المدرسي، وكانت آخر عملية ترحيل في العام الدراسي 2016_2017م.

 

ولأن مطابع الكتاب المدرسي لم تحصل على تمويل منذ عام ونصف فقد انخفضت عملية الطباعة من 73 مليون كتاب سنوياً الى ما نسبته 5% ، لافتاً الى أن منظمة اليونيسيف قدمت دعماً للمؤسسة قبل عامين، غير ذلك الدعم توقف نتيجة لتدخل بعض الاطراف الموالية للعدوان وما يسمى بالشرعية وكذلك بعض الشخصيات المحسوبة على حزب المؤتمر الشعبي العام.

قد يعجبك ايضا