المصدر الأول لاخبار اليمن

الهوية اليمنية تولد من جديد

مركز المشغولات اليدوية.. لوحة إبداع لانهائية الألوان والتفاصيل

استطلاع خاص : وكالة الصحافة اليمنية في كل زاوية من زوايا صنعاء تقف حكاية ومع كل خطوة تكتشف قصة وتشعر بالحياة كأنها سمفونية يعزفها الإنسان والمكان منذ قرون طويلة. في المركز الوطني النسوي للمشغولات اليدوية واحدة من حكايات صنعاء المتعددة العناوين والفصول والألوان. هنا في هذا المركز تستقبلك صنعاء وهي ترتدي زيها التقليدي الأصيل وتدعوك […]

استطلاع خاص : وكالة الصحافة اليمنية

في كل زاوية من زوايا صنعاء تقف حكاية ومع كل خطوة تكتشف قصة وتشعر بالحياة كأنها سمفونية يعزفها الإنسان والمكان منذ قرون طويلة.

في المركز الوطني النسوي للمشغولات اليدوية واحدة من حكايات صنعاء المتعددة العناوين والفصول والألوان.

هنا في هذا المركز تستقبلك صنعاء وهي ترتدي زيها التقليدي الأصيل وتدعوك للرحيل إلى عالم آخر لا يشبه جماله سواه.

خطوة واحدة إلى داخل مركز المشغولات النسوية كانت تكفي لأن تجعلنا نودع حاضرنا المليء بالزيف والضجيج والدخول إلى قلب صنعاء وعالمها المفعم بالسحر والجمال.

خطوة واحدة تكفي لنودع عالم البهرجة الزائفة والأزياء المستوردة الممزوجة برائحة النفط وآلات مصانع النسيج والألوان المزيفة وملامح وبصمات الغرباء.

خطوة واحدة كانت كافية لأن نعيش ونعايش الجمال الحقيقي والروعة والتميز والإبداع بكل تفاصيله وملامحه وندرك بأن الماضي الجميل ما يزال حيا وسيظل ويبقى حيا بجهود وتفاني مجموعة من سيدات صنعاء اللواتي حملن على عاتقهن مسئولية إحياء تراث كاد يموت ويندثر ويتلاشى في زحمة عصر الموضة والأزياء التي لا تشبه اليمنيين واليمنيات ولا تعبر عن الهوية اليمنية بأي حال من الأحوال.

المرأة اليمنية تنتصر للتراث

هنا في هذه الزاوية من المدينة العتيقة ولد مشروع نسوي رائد انتقل بالمرأة والعمل النسوي ،بشكل عام، من مرحلة التنظير والشعارات الفارغة إلى مرحلة العمل والإبداع والتميز والإسهام الفاعل في الحياة.

مشروع نسوي حول المركز إلى خلية نحل لم تتوقف منذ ثلاثين عام، بل تحول إلى مشغل إبداع ترسم فيه المرأة اليمنية لوحة مساحتها كل ما كان في الماضي والحاضر وستتسع لتشمل كل المستقبل..

لوحة لانهائية التفاصيل والألوان ترسمها المرأة اليمنية بأناملها الأكثر دقة من أنامل بيكاسو والأروع تجسيدا وترجمة للجمال من سريالية وخيال سلفادور دالي، تتقاسم رسم ملامحها وتفاصيلها كل أقسام المركز لتشكل في مجملها لوحة إبداع وتميز ملونة بجمال وسحر يتجاوز حدود المكان والزمان ..

لوحة إبداع تنسج أنامل المرأة اليمنية تفاصيلها وتحيي من خلالها جمال التراث وتبعث الهوية اليمنية من جديد وتمنحها روحاً وجسداً وبهاءً ووجوداً وتعيد إلى واجهة الحياة ما كاد يموت ويندثر ويتلاشى.

عودة الهوية

* في المركز النسوي للمشغولات اليدوية التقينا الاخت نجلاء الجوزي مديرة المركز والتي حدثتنا عن المركز وطبيعة العمل فيه ودوره في إحياء التراث اليمني وتفعيل دور المرأة واسهاماتها في هذا المجال وأجابت على تساؤلاتنا بالقول:

– يعتبر هذا المركز أول مركز نسوي متخصص يهتم بالتراث اليمني في مجال الأزياء اليمنية الاصيلة، وقد تم انشاء هذا المركز في العام 1988م، وقد استطاع المركز منذ انشائه وحتى اليوم تحقيق الكثير من النجاحات وترجمة الأهداف التي انشئ من أجلها وتجسيدها على أرض الواقع وتحويل الأحلام إلى حقيقة وهو بطبيعة الحال يتبع الهيئة العامة للأثار في وزارة الثقافة.

* وعن دور المركز في إحياء التراث اليمني الأصيل والحفاظ على الهوية اليمنية وتدريب وتأهيل المرأة في هذا المجال قالت مديرة المركز:

ترتكز أهدافنا في المركز على إحياء التراث وإعادة الأزياء التي تحمل الهوية اليمنية إلى الواجهة وتفعيل دور المرأة اليمنية، وقد تمكنا والحمدلله من ترجمة أهدافنا من خلال إقامة العديد من الدورات والبرامج وورش التدريب والتأهيل في العديد من المجالات المتعلقة بالأزياء والمشغولات ابتداء بأعمال الخياطة والتطريز وانتهاء بالإكسسوارات والأعمال الفنية والإبداعية الاخرى.

وقد تمكنا منذ انشاء المركز وحتى اليوم تنفيذ الكثير من الدورات والبرامج التدريبية وورش العمل، وقد لاقت تلك البرامج إقبالا وتفاعلا كبيرا واستفادت منها الكثير من النساء اللواتي التحقن بها، حيث بلغ عدد المستفيدات من دورات وبرامج المركز ثلاثة آلاف 3000 متدربة يقمن الأن بأعمالهن الخاصة والمركز على تواصل مستمر معهن ويقدم لهن الكثير من الخدمات التي تساعدهن في تطوير وتنمية أعمالهن وبطبيعة الحال فإن ما يقدمه المركز من دورات وبرامج تتنوع بتنوع الأقسام والمهام.

إبداع وصمود

* وعن المنتجات وتقسيمات العمل داخل المركز قالت نجلاء الجوزي:

– تتنوع منتجات المركز وتتعدد بحسب تعدد الأقسام والاختصاصات، والمركز بطبيعة الحال مقسم إلى عدة أقسام، تأتي في مقدمتها إدارة التدريب والتأهيل والعلاقات العامة وكون المركز يعتمد على برامج التدريب والتأهيل العملي فان عملها موزع بين العديد من الأقسام مثل:-

قسم النسيج بأنواعه وقسم الحرير بأنواعه وقسم التطريز وقسم الخياطة وقسم الإكسسوارات، وكل قسم من هذه الأقسام يتفرع إلى عدة فروع ومهام وتتنوع فيه الأعمال والمنتجات.

وعن الخدمات التي يقدمها المركز للنساء المستفيدات بعد تأهيلهن وتخرجهن قالت مديرة المركز:

 الخدمات التي يقدمها المركز للمستفيدات لا تتوقف عند حدود خدمة التدريب والتأهيل بل تتجاوزها إلى ما هو أبعد من ذلك، وباعتبار المركز الحاضنة الأولى للمتدربات فإن المركز يقوم بدعم المشاريع والأعمال الخاصة بهن وتزويدهن بالتصاميم والمواد الخام التي يحتجن إليها لتنفيذ أعمالهن الخاصة وتسليمها إلى المركز الذي يقوم بعملية التسويق وبيع المنتجات مقابل نسبة للمركز.

وحاليا فإن عدد المستفيدات اللواتي يحصلن على هذه الخدمة يتجاوز الـ”800″ إمرأة، وقد قمنا بتنظيم هذه العملية عبر إدارة الحسابات في المركز والتي قمنا من خلالها بفتح حساب لكل مستفيدة ينظم عملية تسليم المواد والتصاميم وما تم استلامه وبيعه من منتجات وما لكل مستفيدة من مستحقات مالية.

وعن الصعوبات والمعوقات التي يعاني منها المركز قالت:

نعاني من الكثير من الصعوبات والتي جاءت نتيجة لما تشهده بلادنا من عدوان وحصار، وهذه المشاكل والصعوبات يمكننا تلخيصها في انقطاع الكهرباء وعدم توفر المواد الخام وعدم وجود تسويق يواكب الانتاج ويلبي احتياجات المشتغلات في هذه المهنة التي نؤكد أنها أنقذت العديد من الأسر التي أصبحت تعتمد على مردوداتها في تلبية احتجاجاتها والصمود في وجه العدوان والحصار..

الأزياء اليمنية في الواجهة

من خلال جولة سريعة في شوارع العاصمة صنعاء لاحظنا تزايدا كبيرا للمحلات التجارية التي تبيع الأزياء التراثية اليمنية وكان لابد لنا من الدخول إلى إحدى تلك المحلات والسؤال عن مصدرها وهل هي يمنية أم مستوردة؟

يقول الشاب “رمزي” الذي يعمل في أحد المحلات: ما تراه أمامك إنتاج وصناعة يمنية وهذا المحل واحد من سلسلة محلات “أبوهاشم” ولدينا معامل وورش خاصة لإنتاج الملابس والأزياء اليمنية في صنعاء وفي كل محافظات الجمهورية.

وعندما سألناه عن الاقبال عليها من قبل الجمهور قال:

الاقبال على الأزياء اليمنية التراثية كبير ويتزايد كل يوم وقد اصبحت هذه الأزياء جزءا لا يتجزأ ولا يمكن الاستغناء عنها في الكثير من المناسبات، كالأعراس و”الولاد” وغيرها من المناسبات.

قد يعجبك ايضا