المصدر الأول لاخبار اليمن

لماذا تعمل الرياض على فرض توجهات جديدة على التحالف في اليمن؟

تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //

اتسعت رقعة المواجهات التي تتعرض الفصائل الموالية للإمارات بشكل ملحوظ خلال الآونة الأخير، في مناطق سيطرة التحالف جنوب وشرق اليمن.

ومن حضرموت مروراً بشبوة ووصولاً إلى أبين ولحج، يبدو المشهد خارج عن سيطرة الرياض وأبو ظبي، حيث اضطرت الإمارات إلى إعادة حساباتها وعدم المجازفة بخوض غمار أي مواجهة عسكرية في وادي وصحراء حضرموت، بعد مضي أكثر من ثلاثة أعوام من الإعداد والتجهيز الذي قامت به أبو ظبي لطرد مسلحي جماعة الإخوان ” حزب الإصلاح” من ” المنطقة العسكرية الأولى” في وادي حضرموت.

بينما تعرضت عملية “سهام الشرق” التي أطلقتها الفصائل الموالية للإمارات مطلع أغسطس الماضي لطرد مسلحي الإصلاح و”الجماعات الإرهابية” من محافظة أبين إلى الكثير من الانتكاسات، حيث يبدو من وجهة نظر مراقبين أن الفصائل الموالية للإمارات غرقت في مستنقع حرب استنزاف مع “المجاميع المسلحة” والقبائل المؤيدة لحزب الإصلاح في محافظتي شبوة وأبين، وبشكل حول انتصارات السيطرة السريعة التي حققتها أبو ظبي في المحافظتين إلى فخ تسبب بحسب البعض إلى ارباك كل مساعي القوات الإماراتية التي كانت تطمح إلى الانتقال خطوة إلى الإمام باتجاه وادي حضرموت.

بينما لا يبدو الوضع على المدخل الشمالي لمدينة عدن، وتحديداً في محافظة لحج أفضل حالاً حيث لا يكاد يمر أسبوع دون أن تندلع المواجهات بين قبائل الصبيحة والقوات الموالية لأبوظبي على امتداد الشريط الساحلي لمحافظة لحج، والتي تمكن خلالها مسلحو القبائل من السيطرة على مساحات واسعة من المراكز والنقاط العسكرية على امتداد سواحل محافظة لحج المحاذية للبحر الأحمر وباب المندب.

معادلات جديدة

 

ويبدو من وجهة نظر مراقبين أن تزايد اضطراب الوضع جنوب وشرق اليمن، يرجع إلى مساعي السعودية لفرض معادلة جديدة على المشهد، والذي بدأت ملامحها تظهر منذ مطلع أكتوبر الماضي، باحتجاز زعيم المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي ومنعه من العودة إلى عدن، والعمل على اضعاف البنية القائمة للانتقالي الجنوبي، والتي ظهرت جلياً باختفاء عدد من قيادات الانتقالي مثل أحمد سعيد بن بريك، وظهور الانتقالي بموقف هزيل على غير العادة فيما يخص الزيادات السعرية الأخيرة التي فرضتها الحكومة الموالية للتحالف الثلاثاء الماضي، والتي كانت سابقاً تمثل فرصة للانتقالي لطرد الحكومة وتعزيز سطوة توجهاته الانفصالية برعاية التحالف. حيث يرى البعض ان حالة الضعف التي اعترت البيان الأخير الذي أصدره الانتقالي الأربعاء الماضي حيال قرارات “الحكومة” برفع الأسعار، ناجمة عن مخاوف أبو ظبي من إمكانية أن تستغل الرياض الموقف إما بالانقضاض على فصائل “الانتقالي” التابعة لأبو ظبي في حال إقدام الأخيرة على تصرفات نزقة ضد ” المجلس الرئاسي” أو ” الحكومة”.

استثمار السخط الشعبي

في حين يرى البعض أن التوجهات الجديدة للسعوديين جنوب اليمن، تفيد أنه قد حان دور الرياض لاستثمار حالة السخط الشعب ضد التحالف، واستغلال الوضع المعيشي المتردي الذي خلقه التحالف لصالح الرياض، وتحويل الغضب الشعبي الناجم عن الانهيار الاقتصادي، إلى حالة من المزايدات يمكن استخدامها ضد أبو ظبي واتباعها، وانهاء حقبة كانت خلالها أبو ظبي هي من تحتكر السخط الشعبي ضد الحكومة التي تعمل الرياض وأبو ظبي على افشالها، وتستفيد أبو ظبي وحدها من ذلك الفشل.

انتزاع أوراق للتفاوض

 

ويبدو من وجهة نظر البعض أن الرياض تمهد الوضع في مناطق اليمن التي يسيطر عليها التحالف، بغرض انتزاع بعض من أوراق التفاوض من تحت يد أبو ظبي، استعداداً لتسوية محتملة بين الرياض وصنعاء، بعيداً عن أي مفاهيم ملتبسة باسم ” التحالف” فالوقت بحسب محللين سياسيين لم يعد يحتمل أي مفاهيم عائمة، خصوصاً في ظل الأجندات الانفرادية التي يعمل عليها كل طرف من أطراف التحالف على حدة، بشكل لم يعد يخدم توجهات السعوديين سلماً أو حرباً في اليمن. مع احتفاظ جميع مكونات التحالف بالتوجه الرئيسي المتمثل بتقسيم اليمن، والذي يبدو أن السعودية قررت أن تحتفظ لنفسها خلاله بمساحة نفوذ لا تقل عن المساحة التي تحوزها أبو ظبي في اليمن.

قد يعجبك ايضا