المصدر الأول لاخبار اليمن

تُباع في الشوارع والأسواق.. مستحضرات التجميل وجوه متعددة تصيب المرأة بالعديد من الأمراض

تُباع في الشوارع والأسواق.. مستحضرات التجميل وجوه متعددة تصيب المرأة بالعديد من الأمراض

صنعاء / خاص/ وكالة الصحافة اليمنية /

 

لم تكن لوحدها المواد الغذائية وغيرها من السلع المقلدة والمهربة ومجهولة المنشأ هي من تنتشر في الأسواق.. إلا أن مستحضرات التجميل التي تعد هواية ورغبة وهاجس لكل امرأة، باتت مؤخرا هي الأخرى سلعة مجهولة وخطيرة بين أيدي النساء، ومنها لا تخضع لأي معايير ومواصفات الجودة ومجهولة المنشأ، وأخرى أصبحت فاسدة وضارة بفعل تعرضها لأشعة الشمس لأيام و لأشهر في بسطات وعربيات الشوارع والأسواق، تهديد مباشر بانتشار الأمراض الجلدية منه الالتهابات والبثور وانسداد البشرة وتساقط الشعر، والبعض منها تؤدي إلى امراض السرطان.

 

اثناء التسوق الرمضاني لوحظ وبشكل ملفت العديد من أصناف وأدوات التجميل المنتهي منها والمقلد والمجهول، ومنها أصبح تالف بفعل تعرضها للشمس بشكل مستمر،  في الشوارع وبما يسمى” البسطات” والتي أصبحت بُغية للكثير من النساء في اقتناء احتياجاتهن من بعض المستحضرات،  ممن لا تهمهن الماركات العالمية، لأسعارها المنخفضة عن المحلات التجارية والصيدليات، التي تجد أصنافا أخرى بأسعار تكاد تكون أضعاف  مما هو في متناول الأيادي النساء في الأسواق الشعبية.

 

تعليق ساخر

 

في سوق الزهراوي – الصافية العديد من مستحضرات التجميل على قارعة الطريق ـ للأسف الشديد الكثير من النساء لا يعرفن مدى مخاطر تلك المنتجات، وتجهل الكثير منهن أهمية البيانات الخاصة للمنتجات.

 في حين رفضن بعض النساء التعليق والحديث حول هذا، دون وعي وإدراك بمخاطر ذلك..

إلا أن احداهن علقت ساخرة أن مستحضرات التجميل ليست للأكل حتى لا يتم شرائها من البسطات والشوارع، لافتتا بأن من يبيعون تلك المنتجات لا ذنب لهم.

حاولنا الإيضاح بأنها قد تسبب العديد من الأمراض والالتهابات الجلدية المزمنة، وما إن سمع “البائع” صاحب البسطة حديثنا وجه كلامه إلي “صم على فال الله  وخلينا نطلب الله سكته” مبينا بأنه يشتري من أجود وافضل البضاعة ومن تجار ووكلاء صنعاء، ولا يوجد مما نقوله شيء.

 

فارق الأسعار

 

إلا أن أم دعاء حسين الوادعي، بعد أن طلبنا منها تعرفنا على نفسها أكدت أن الكثير من النساء يسترخصن أسعار  المستحضرات من المراهم والنيفيا وغيرها من المنتجات، وذلك بفعل الفارق الكبير في الأسعار.

مبينتا أن البعض ليس لها أي فاعلية، وحتى بعض زيوت الشعر قد تكون مضرة أكثر بالشعر، وتؤدي إلى التساقط، بحسب قولها.

 

ظروف غير ملائمة

عن تركيبة تلك المستحضرات التي يتم بيعها في الأسواق والشوارع اوضح الصيدلي ماجد أحمد مقبل – عن مخاطر  المستحضرات التجميلية التي تباع في الشوارع أن معظمها تباع  في ظروف غير ملائمة ومناسبة مع تركيبة بعص المستحضرات الكيماوية، والتي تبقى بعضها لأشهر تحت أشعة الشمس، وتندرج بعضها إلى وضع الأدوية تماما، ولاسيما المرطبات الجلدية.

موضحا أن الأضرار والمخاطر قد تكون مزمنة بسبب احتوائها على دهون غير صحية أو طريقة التصنيع الخاطئ الذي يؤدي لوقوع خلل في نسب مكوناتها.

مبينا أن بعض مستحضرات التجميل يجب أن يتم معاملتها من حيث الاهتمام كالأدوية تماما وفق درجة حرارة معينة، وبعيدا عن التجريب، وكل العوامل التي تسهم في تحللها وافسادها.

لافتا إلى ضرورة تشديد الرقابة ومنع بيع مثل تلك السلع في الأسواق الشعبية، وذلك للحد من توسع وانتشار الأمراض الجلدية، والتي بلا شك لا يدرك حجم تلك المخاطر  إلا القليل من أبناء المجتمع.

 

التهابات جلدية

اخصائي الجراحات التجميلية الدكتور صالح مسعد الحيظاني أشار إلى أنه يستقبل العديد من الحالات والتشوهات والأمراض والمشاكل الجلدية الناتجة عن الالتهابات، مؤكدا بأنه يستقبل مختلف حالات التشوهات ناتجه عن الأمراض الجلدية.

مبينا أثناء حديثه بأنه لم تحضر إليه حالات تحتاج لجراحات تجميلية  ناتجة عن اضرار المستحضرات التجميلية.

موضحا بأن تكوينات ومحتويات مستحضرات التجميل من مواد أولية وراثية ليست علاجية أو دوائية، إذا لم تكن نافعة، فليس لها أضرار سوى بعض الالتهابات الجلدية، ولا تؤدي إلى أي تدخل جراحي.

 

تشوه طبقة الجلد

وتوافق الدكتورة فاتن عبدالمجيد الحصيني – تخصص صيدلة – في حديثها ما تناوله الصيدلي ” ماجد مقبل ” من حيث المخاطر والأضرار والتي تسبب العديد من الأمراض الجلدية منها الالتهابات والتشوه، والتبقع في طبقة الجلد الخارجي، لاسيما في الوجه واليدين.

 

وصفة طبية

وأكدت ” فاتن ” بضرورة شراء مثل تلك المستحضرات التجميلية الا بواسطة وصفة طبية من الطبيب المختص بما يتناسب مع نوعية البشرة، لافتتا إلى عدم شراء منتجات التجميل بناء على وصفة وتجربة النساء بجودة بعض المنتجات، الذي قد يحدث نتائج عكسيه بفعل تغير اختلاف نوعية البشرة، وهكذا بالنسبة لزيوت الشعر.

وأرجعت ذلك إلى غياب ثقافة الوعي الصحي في بلادنا، وعدم استشارة الطبيب المختص التي تبدو شبه غائبة ومنعدمة تماما، والقيام بذلك عند الشعور بالخطر.

محذرتا المرأة اليمنية عدم شراء بعض مستحضرات التجميل من أرصفة الشوارع المعرضة لأشعة الشمس، لأنها أصبحت دون جدوى، وشراء المنتجات الآمنة ذات الجودة المعروفة، لأن شراء مثل تلك المنتجات والمستحضرات مجهولة المنشأ تؤدي إلى العديد من الأمراض والتشوهات والالتهابات الجلدية الحادة والمزمنة.

 

منتجات مقلدة

حاولنا معرفة رأي صاحب أحد المحلات بيع مستحضرات التجميل عن بيع مثل تلك المنتجات على أرصفة الشوارع،  والذي أكد عبدالله عبده عباس الوصابي – بأن معظم ما يتم بيعه في الأسواق هي منتجات رخيصة جدا مقلدة ومغشوشة وتحاول المحلات الكبيرة التخلص منها إلى الشارع، بل ومعظمها دخلت عن طريق التهريب، ويتم بيعها في السوق دون أي ضوابط أو اهتمام من الجهات المختصة التي لم تدرك وتأبه لمثل المنتجات بأي حال من الأحوال، إلا بعد وقوع الفأس في الرأس، والذي كما يشاع بأن هناك بعض من مستحضرات التجميل تسبب أمراض السرطانات الجلدية ومنها في الوجه والفم، والله أعلم بذلك، والله يقي ويصرف مجتمعنا المخاطر الذي لسنا بحاجة أكثر مما نحن فيه.

معايير الجودة

 

الكثير  من منتجات ومستحضرات التجميل لا تطابق المواصفات والجودة ويتم التعامل معها بالسلع والمنتجات العادية جدا، من قبل الجهات المعنية في مختلف المنافذ البرية والبحرية، بل والكثير منها لم تخضع لتجارب وفحص المختبرات المركزية الوطنية، ليتم اعتمادها منتجات صحية وفق مواصفات ومعايير الجودة، والتي تعرف بالمهرب.

حسب الطلب

حيث بات السوق المحلي، سوقا مفتوحا على مصراعيه أمام مئات الأصناف الغير مجدية، والتي أصبحت عبارة عن مخلفات وصناعات بدائية لا ترتقي لتصل لمستوى الحاجة والطلب الكبير للاستيراد، ويرجع ذلك للتجار المستوردين المحليين، الذي يشترطون أن تكون المنتجات رخيصة جدا، دون الاهتمام بفاعلية وجودة المنتج، وفق نظرتهم للواقع وبما يتماشى ويتلاءم مع الأوضاع المعيشية للمجتمع اليمني.

 

آثار جانبية

وكشفت خبيرة التجميل “احلى” الذي أكتفت بالاسم الأول – أن  الاستخدام العشوائي من قبل النساء لمستحضرات التجميل وخصوصا التي تباع على أرصفة الشوارع و المقلدة، يترتب عليها العديد من المخاطر الكبيرة التي قد تؤثر وبشكل كبير جدا على بشرة المرأة، وتترك آثارا جانبيه  خطيرة مثل ظهور الحبوب والتهابات البشرة، بالإضافة إلى تكثير النمش والبثور.

وشددت على ضرورة استخدام المستحضرات الآمنة، وفق ما ينصح به خبراء التجميل، لأن هناك بعض الرموش الصناعية تلحق اضرارا بالعينين وغيرها من الماركات المجهولة، بالإضافة إلى أن هناك مستحضرات تكون قد فقدت المواد الحافظة لتعمل على مضاعفة الأضرار على البشرة.

 

الجهات المعنية

وطالبت “احلى” الجهات المختصة وزارتي الصناعة والصحة، النزول الميداني لضبط مثل تلك المنتجات التي تهدد صحة المرأة ومنها تؤدي إلى أمراض مجهولة، وحدوث عجز في تجديد خلايا البشرة وانسداد المسام  الجلدية بسبب تراكم مواد التجميل، والأكثر من ذلك أن بعضها كما يحكى تؤدى إلى أمراض السرطان في الجلد.

ودعت المرأة اليمنية إلى اختيار المستحضرات المعروفة والتي تحمل المواصفات وخضعت للتجارب ويوصي بها المختصين، وضرورة  تفحص تاريخ تصنيع المنتج وفترة الصلاحية.

 

طبيب مختص

حاولنا الالتقاء بأحد الأطباء المختصين.. ذهبنا لإحدى عيادات الجلد للأسف لم نجد الطبيب المختص، ثم التواصل مع احد اساتذة كلية الطب البشري إلا أنه اعتذر عن الحديث في حينه بحكم أنه مسافر، على أن نتواصل معه في وقت آخر، ولكن للأسف الشديد لم يرد على الاتصالات الواردة إليه.

 

وجوه متعددة

اصبحت مستحضرات التجميل بالنسبة لبعض النساء أشبه بالماء والهواء، ولا حياة بدون ذلك ووصلت الحالة بهن كما يؤكدن البعض في أحاديث لدرجة الحالة النفسية  “المرض” بأنها لم تكن جميلة إلا إذا استخدمت مثل تلك المعجنات والألوان من أجل أن تظهر بصورة أجمل وأفضل، في حين تختفي خلف تلك المستحضرات وجوه متعددة تفقد المرأة بريق بشرتها الطبيعية وتصيبها بالعديد من الأمراض، وتجعل منها مجرد كائن آخر، وكما يقال إذا زاد الشيء عن حده، انقلب ضدة، وما نشهده هو انقلاب مزيف على جمال المرأة الطبيعي.

قد يعجبك ايضا