المصدر الأول لاخبار اليمن

فورين بوليسي: محمد بن سلمان “ضعيف ضعيف ضعيف”

الخليج..وكالة الصحافة اليمنية.. في مقاله بمجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، انتقد زميل مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي “ستيفن كوك” الحرب الدبلوماسية التي شنتها السعودية على كندا مؤكدا أنها، وعلى العكس من هدفها الرئيسي بإظهار قوة ولي العهد السعودي وحسمه، فإنها كشفت المزيد عن ضعفه، واختار “كوك” نشره تحت عنوان مثير يعبر عن هذه الحقيقة من وجهة نظره […]

الخليج..وكالة الصحافة اليمنية..
في مقاله بمجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، انتقد زميل مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي “ستيفن كوك” الحرب الدبلوماسية التي شنتها السعودية على كندا مؤكدا أنها، وعلى العكس من هدفها الرئيسي بإظهار قوة ولي العهد السعودي وحسمه، فإنها كشفت المزيد عن ضعفه، واختار “كوك” نشره تحت عنوان مثير يعبر عن هذه الحقيقة من وجهة نظره وهو “محمد بن سلمان ضعيف ضعيف ضعيف”.

نص المقال في السطور التالية:

عندما خرجت بسيارتي الهيونداي إلى الطريق قبل أسبوعين وتوجهت نحو 450 ميلا إلى الشمال، كان الغرض من ذلك فقط قضاء إجازة قصيرة، لكنني كنت متحمسا لترك تلك الفوضى حولي بعد عام مربك من السياسة الخارجية الغريبة حول العالم. وبعد أن تخلصت من مهمة فهم الخلل المتزايد في الولايات المتحدة وتأثيراته المتقلبة على العالم، أخذت جولات طويلة على طرقات البلاد، وتناولت الكثير من الآيس كريم، واستلقيت على الشاطئ مع زوجتي وبناتنا الصغار، قرأت رواية، واحتفلت بعيد ميلاد.

وعدت إلى المكتب قبل بضعة أيام، وقلت يا ليتني لم أتمكن من ذلك، فقد عدت إلى غرابة عام 2018 المستمرة. وعند الدخول على الإنترنت من جديد، اكتشفت أن الرئيس الإيراني السابق “محمود أحمدي نجاد” كتب تغريدة دعما لـ “ليبرون جيمس” في مواجهة “ترامب”، وأن حكومة المملكة العربية السعودية اتخذت إجراءات عقابية ضد كندا. ليس إيران أو قطر، بل كندا، المكان الذي منح للعالم هدايا مثل “حلوى جون”، وطبق “باوتين”، وكعك مونتريال.

ومثل معظم البلدان، تمتلك كندا جوانب أكثر قتامة. فالطريقة التي تعامل بها الكنديون مع ما يشيرون إليه الآن على أنها أمتهم الأولى كانت مرعبة على سبيل المثال، على الرغم من أنهم اعتذروا مؤخرا وقبلوا المسؤولية عن تدمير هذه الثقافات تقريبا. واليوم حتى عندما يكون الكنديون غاضبين منك، فهم يميلون إلى التعامل بتهذيب بلا كلل.

فما الذي أغضب السعوديين إلى هذا الحد؟ ولماذا ألقوا بالسفير الكندي خارج البلاد، وأوقفوا الرحلات السعودية إلى تورنتو، وأخبروا ما بين 7 آلاف و16 ألفا من السعوديين المسجلين في الجامعات الكندية على ترك مدارسهم وجامعاتهم في غضون أسابيع قليلة؟ كل ما حدث أن وزارة الخارجية الكندية غردت الجمعة الماضي بما يلي: “تشعر كندا بقلق بالغ إزاء مزيد الاعتقالات في صفوف المجتمع المدني وناشطي حقوق المرأة في السعودية، بما في ذلك “سمر بدوي”. ونحث السلطات السعودية على الإفراج عنها فورا، وعن جميع الناشطين السلميين الآخرين”.

هذا فقط ما حدث. لم تقم الحكومة الكندية بفرض عقوبات، أو الإساءة إلى الإسلام، أو دعمت قضية مشتركة مع الحوثيين في اليمن أو إيران. وكما يعرف أي شخص لديه مصلحة عابرة في الشؤون الدولية، فإن “أوتاوا” وضعت نفسها بشكل علني، في كثير من الأحيان على النقيض من الولايات المتحدة، كصوت قوي في الدفاع عن حقوق الإنسان. وهذا هو الحال على وجه الخصوص في ظل الحكومات التي يقودها الحزب الليبرالي تحت رئاسة “جاستين ترودو”، كانت وزيرة الخارجية الكندية “كريستينا فريلاند” قوية في دفاعها عن النظام الدولي القائم على القواعد والليبرالية، مع ذكر أنها قامت بذلك بكل “أدب”.

ووفقا لنظرائهم السعوديين، فإن الدبلوماسيين الكنديين، من خلال الإعراب عن قلقهم إزاء محنة الناشطين السلميين في المملكة، انتهكوا بشكل صارخ سيادة المملكة العربية السعودية. وهذا هو نوع الاستجابة التي يمكن للمرء أن يتوقعها من مصر، على الرغم من أن القيادة المصرية، التي تكره المجتمع المدني والناشطين ومؤيديهم الدوليين بحماس كبير، لن تطرد سفيرا إلى خارج البلاد وتلغي المنح الدراسية لآلاف من طلاب الجامعات.

وهناك العديد من النظريات لتفسير رد الفعل السعودي على تغريدة كندا. واقترح بعض المحللين أن هذه الحلقة هي مثال آخر للسياسة الخارجية السعودية الطائشة تحت حكم ولي العهد “محمد بن سلمان”.

ويرى آخرون أنه تحذير آخر من قبل النظام بأن الإصلاحات الوحيدة في المملكة هي تلك التي يقدمها ولي العهد، وإذا طالب السعوديون بالمزيد فهم معرضون للخطر. وفي كلتا الحالتين، يبقى الحديث حول “بن سلمان” في كل مرة بأنه متوتر، متهور، غير ناضج، طاغية.

ولدى القادة العرب أسباب وجيهة للاستجابة بشكل سيء للناشطين والمنظمات غير الحكومية التي تدعم هؤلاء. لكن جميع الأشخاص الذين يراقبون المجتمع السعودي يعتبرون القيادة السعودية ضعيفة، ليس فقط ضعيفة بالمعنى الأخلاقي الغامض، وإنما كوصف أساسي لموقف الحكومة السياسي. فالقاعدة العامة تقول إنه إذا كان القائد يعتقل الأشخاص الذين يختلفون معه، فهذا دليل على أن هذا القائد يدرك جيدا وجود فجوة كبيرة بين القصص التي تخبرها الحكومة لمواطنيها حول مدى جودة الحياة في ظل قادتها الخيرين، وبين المعاناة الواقعية التي تخبرونها.

وكان من الضروري اعتقال السعوديات المحتجزات في السجن الآن، لأنه إذا لم يتم إسكاتهن، فستكون هناك مخاطر متزايدة باستمرار كشفهن خواء الرواية اللامعة من قبل الحكومة حول المستقبل. ويعد الإكراه من هذا النوع دليل على القوة الغاشمة والضعف السياسي.

وبالنسبة لجميع إعلانات الحكومة السعودية عن “المملكة العربية السعودية الجديدة”، وكيف تسير البلاد إلى الأمام بفضل برنامج إصلاح ولي العهد، فإنها تتناقض مع الاعتقالات وسجن المعارضين والناشطين.

وسوف يجادل السعوديون بأن كل التقارير والتحليلات الغربية خاطئة، فالأشخاص الذين تم القبض عليهم كانوا على اتصال مع دول أجنبية، وبالتالي يحاولون تقويض الدولة السعودية، وهو ادعاء مزعج، فلا توجد مؤامرة أجنبية بالطبع. بل هو الخوف السعودي من أن يكتشف الشعب عدم قدرة الحكومة على الوفاء بوعودها.

وغالبا ما يشتكي السعوديون من أنهم يحصلون على تغطية سيئة في واشنطن، وأنا متعاطف مع هذا الادعاء. فمن المؤكد أن “بن سلمان” حصل على بعض التغطية الصحفية الشخصية الرائعة في رحلته عبر نيويورك وواشنطن ولوس أنجلوس ووادي السليكون في الربيع الماضي، لكن التغطية الإخبارية للمملكة العربية السعودية في نفس الوقت كانت سلبية بشكل واضح. وذلك لسبب وجيه بالطبع.

ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2017، خطط السعوديون لإجبار رئيس الوزراء اللبناني على الاستقالة، في واحدة من الحلقات الدبلوماسية الغريبة في الشرق الأوسط، ثم كانت هناك الخسائر الإنسانية الرهيبة (والمستمرة) جراء التدخل العسكري السعودي في اليمن. وفي الوقت نفسه، يبدو أن الحصار الذي تقوده السعودية ضد قطر كان مغامرة لا طائل من ورائها.

ومع ذلك، تجاهلت التغطية السلبية الطرف الآخر. وكانت الحرب في اليمن خطأ غبيا، ولكن نادرا ما يذكر أي شخص وحشية الحوثيين، وقد يكون القطريون ضحايا للمكائد السعودية والإماراتية والمصرية والبحرينية، لكنهم ليسوا ضحايا أبرياء تماما، وولي العهد لا يكاد يكون المصلح الذي أعلنه عن نفسه، لكنه يبدو أنه يتمتع بدعم حقيقي من شرائح داخل وطنه.

ومع ذلك، فمهما كان الضرر الواقع على السعوديين في الحرب الكلامية مع كندا، فإن ذلك كله من صنع الرياض وتستحقه. فمن الصعب أن نفهم حقيقة ما يفكر به المسؤولون في الديوان الملكي، فهم بمواقفهم يدمرون أي فرصة لوصفهم بـ”الإصلاحيين”، حيث يلقون الناشطين في السجن، ثم يستهزئون بمن يجرؤ على انتقادهم لعدم تطبيق إصلاح فعلي.

وقرر ولي العهد دخول المعركة مع البلد الخطأ، ليس لأن كندا قوية ولكن لأن أوتاوا اتخذت موقفا من مبدأ واضح، وهو أن المعارضة السلمية ليست جريمة. وفي ردهم المبالغ فيه، قرر السعوديون التباهي والتفاخر بضعفهم بدلا من ستره. وبدلا من الهجوم على أوتاوا” على الرياض أن تعتذر عن سلوكها المتهور، فهذا ما كان ليفعله الكنديون.

قد يعجبك ايضا