المصدر الأول لاخبار اليمن

السعودية.. من مردخاي النجدي إلى مردخاي الصهيوني

وكالة الصحافة اليمنية:

قدم الخبير الإسرائيلي “مردخاي كيدار” الرؤية الإسرائيلية التي ستكون في مقدمة الرؤى الإسرائيلية لأي اتفاق سلام محتمل مع المملكة العربية السعودية في المستقبل، والتي شدد فيها أن لا ثمن ستقدم “إسرائيل” على دفعه من أجل السلام مع السعودية.

وأكد “مردخاي” في دراسة نشرها مركز بيغن – السادات للدراسات الاستراتيجية الإسرائيلي على أن القاعدة الأولى التي ستتبعها “إسرائيل” عند التفاوض مع السعوديين وبقية دول الخليج، هي أن تبادر “إسرائيل” إلى التوضيح أنها لن تقدم أي ثمن لإتمام السلام”.

وقال: “إذا أراد السعوديون أن يعيشوا بسلام مع “إسرائيل”، فستمد “إسرائيل” يدها في المقابل للسلام، لكن هذا كل ما سيحصلون عليه، فلن يكون اتفاقية سلام من أي نوعٍ آخر، إذا لم يريدوا السلام بناءً على هذه الشروط، فلن يتم مناقشة أي شيء”.

وأضاف، أن “إسرائيل يجب أن تكون حذرة جدا من اتفاق الدفاع المشترك مع السعوديين، ففي كانون الثاني / يناير 1991، لم تحترم الرياض ميثاق الدفاع المشترك الذي وقعته مع العراق وعملت فعلا ضد تنفيذه، وعلى مدى السنوات السبع الماضية، أثبتت السعودية أنها غير مبالية تماما للدم العربي والإسلامي الذي يراق في سوريا واليمن، ولذلك من الصعب أن نعتقد أن إراقة الدم اليهودي سيلقى ردة فعل مغايرة من السعودية.

وقال: “منذ تأسيس المملكة، كانت المصلحة الذاتية هي الدافع لدى آل سعود تجاه أي قضية حساسة، فمن الصعب لدى “إسرائيل” تصور سيناريو يذهب فيه الجيش السعودي إلى الحرب لحماية “إسرائيل” ما لم تؤثر تلك الحرب بشكل مباشر على المصالح السعودية، لذلك ليس هناك أي فائدة في الاعتماد على ميثاق الدفاع المشترك مع الرياض.

وأكد “مردخاي” التفاصيل الأخرى تنتمي تحت هذا العنوان العام: السلام من أجل السلام، والاعتراف بالاعتراف، والعلاقات الطبيعية للعلاقات الطبيعية. لقد ولت الأيام التي دفعت فيها إسرائيل بالعملة الصعبة، في أجزاء من أرضها التي تم كسبها بشق الأنفس، لكتابة ورقة تحمل كلمة “سلام”.

وشدد على أنه “عندما عقدت “إسرائيل” اتفاقياتها مع الأردن ومصر، أدى جهلها بثقافة التفاوض لدى الشرق الأوسط إلى ارتكاب أخطاء فادحة”، الأمر الذي يجب تفادي الوقوع فيه مرة أخرى مع السعودية أو أية دولة عربية او إسلامية ترغب في الدخول في علاقات سلام مع “إسرائيل”.

ما يدعو للاستغراب هنا يتمثل في المصادفات العجيبة التي لا يتمتع بها اليهود، لأننا إذا ما توقفنا قليلا لقراءة تاريخ آل سعود فسنجد أن الجد الأول لهذه الأسرة يهودي الأصل والديانة واسمه مردخاي  بن إبراهام بن موشي وقد تم تحوير الاسم ليصبح فيما بعد “مرخان” بدلا عن “مردخاي” أو بالأصح تغييره نظرا لارتباط الاسم “مردخاي” بالتاريخ الديني لليهود ومن الصعب تعريبه أو انكار يهوديته لالتصاقه المباشر بـ”استير” الفتاة اليهودية التي أنقذت اليهود من الابادة في مرحلة من مراحل السبي البابلي وارتبط اسم “استير” بعمها ومربيها “مردخاي” ووردت قصتهما في سفر استير بالتوراة..

“مردخاي” الجديد قدم عشر نصائح أساسية لمساعدة “إسرائيل” على التفاوض مع السعوديين بطريقة مستنيرة.

أولا: إدراك أن السعوديين لا يريدون حقًا السلام مع “إسرائيل”، فلو كانوا يريدون ذلك، لانضموا إلى أنور السادات عام 1979 أو الملك حسين عام 1994، كل ما يريدونه هو مساعدة “إسرائيل” في مواجهة عدوهم الكبير –إيران- الآن وفي المستقبل. وإن فكرة السلام لن تخطر ببالهم إذا لم يكن هناك وجود للتهديد الإيراني، وبمجرد أن ينتهي التهديد – حتى ولو كان الثمن هو نشوب حرب بين “إسرائيل” وإيران تؤدي إلى تكبّد “إسرائيل” خسائر مادية وبشرية – لا يوجد ما يؤكد استمرار العلاقات السلمية بين السعودية والقدس.

ثانيا: التشديد على أن “إسرائيل” لن تذهب إلى أي مكان، فهي عضو ثابت في المجتمع الدولي منذ 70 عاما بدون سلام مع السعودية، وبإمكانها أن تستمر في عضويتها لـ 7 آلاف سنة أخرى بدون هذا السلام، ولديها كل الوقت في العالم وليس هناك سبب للسلام الفوري مع أي دولة، فالسلام مع السعودية أو الإمارات لن يحل مشاكل الشرق الأوسط، تماما مثل اتفاقيات السلام مع مصر والأردن والتي لم تساهم في إيجاد حلول لمشاكل الشرق الأوسط.

ثالثا: التأكيد على أن السلام مع السعودية ينبغي ألا يكون مرتبطًا بأي قضية أخرى، وعلى وجه الخصوص القضية الفلسطينية، موضحا أنه في عام 1974 في كامب ديفيد، ارتكب رئيس الوزراء الإسرائيلي “بيغن” خطأ فادحًا بموافقته على السيادة الذاتية الفلسطينية، والتي منحت الفلسطينيين الحق بتشكيل أجهزة أمنية قوية، مما مهد الطريق لإنشاء السلطة الفلسطينية والتي تحولت إلى كيان “إرهابي” في غزة وقد تؤدي أيضًا إلى انبثاق كيان “إرهابي” آخر على تلال الضفة الغربية.

رابعا: التشديد على أنه في حال إصرار السعوديون على معالجة القضية الفلسطينية، يجب أن يكون رد “إسرائيل” في أي اتفاقية سلام كالتالي: “إذا أردتم حقًا مساعدة الفلسطينيين، ابنوا لهم مدنًا وقرىً في السعودية، سيكون من دواعي سرور إسرائيل مشاركة تجربتها في بناء مجتمعات سكنية جديدة وتطوير الاقتصاد المحلي والبنية التحتية فيما يخدم مصلحة السكان”.

خامسا: أن الاعتراف من قبل “إسرائيل” بنظام آل سعود في مكة والمدينة، على الرغم من أن أصول العائلة ليست من الحجاز بل من جبال نجد، مرهون باعتراف السعودية بحق “إسرائيل” بالقدس عاصمةً تاريخيةً وأبديةً لها، وستعترف، مؤكدا على أن “إسرائيل” ستعترف بالسعودية كدولة إسلامية مقابل اعتراف السعودية بإسرائيل دولة يهودية أو تابعة لليهود، وستعترف “إسرائيل” بحق آل سعود بالعيش في أي مكان في المملكة العربية السعودية مقابل الاعتراف السعودي بحق اليهود غير القابل للصرف بالعيش في “إسرائيل”، من البحر إلى النهر.

وأكد على أن “إسرائيل” لن تسمح بالتحريض على السعودية في وسائل الإعلام الإسرائيلية مقابل عدم سماح السعودية بنشر التحريضات على “إسرائيل” عبر وسائل الإعلام الخاصة بها (وهذا أمر مهم فيما يتعلق بقناة الجزيرة إذا انضمت قطر للمفاوضات مع إسرائيل).

سادسا: ستسمح “إسرائيل” للسعوديين بتحديد مكان السفارة الإسرائيلية في السعودية في المكان الذي يرغب به السعوديون، بشرط موافقة السعوديين على وضع سفارتهم في المكان الذي يرغب به الإسرائيليون – أي في القدس، وقال: “إن وضع السفارة السعودية في القدس هو مبدأ قائم، وإذا نقل السعوديون سفارتهم إلى مكانٍ آخر دون موافقة “إسرائيل” فستصبح اتفاقية السلام باطلة”.

سابعا: التزام الطرفين الإسرائيلي والسعودي بعدم التصويت ضد بعضهما البعض في المنظمات والمؤسسات الدولية، ولكتا الدولتين الحق في الامتناع عن التصويت إذا أرادتا.

 

ثامنا: التشديد على ضرورة أن يبقى الأوروبيون والأمريكيون بعيدين عن طاولة المفاوضات بين السعودية و”إسرائيل”، لأنهم ليسوا أطرافًا في الاتفاق ولن يضطروا إلى تحمل عواقب فشله، فمصالهم لا تتوافق مع مصالح “إسرائيل” بالضرورة، خاصةً عندما يتعلق الأمر بسُرعة إجراء وتقدُّم المفاوضات.

تاسعا: التأكيد على رفض الضمانات الدولية حتى إن كانت من أفضل أصدقاء “إسرائيل” في مقابل التنازل عن شيء يريده السعوديون.

عاشرا: التأكيد على أن السلام مع “إسرائيل” ليس مجرد هدنة مرفقة بوثيقة سلام، على “إسرائيل” أن تصرّ على صُلح أو تطبيع كامل، والذي يتضمن علاقات ثقافية وسياحية وتجارية وصناعية وفنية وعلمية وتكنولوجية ورياضية وأكاديمية”.

وقال: “إذا شاركت إسرائيل في الأحداث الدولية التي تُعقد في السعودية، فسيرفرف علم إسرائيل جنبًا إلى جنب أعلام الدول الأخرى، وإذا فازت إسرائيل في أي منافسة رياضية في السعودية، فسيتم تشغيل النشيد الوطني الإسرائيلي، الكتب والمُنتجات الإسرائيلية ستُعرَض في المعارض الدولية في المملكة العربية السعودية”.

وفيما يتعلق بالشق الأمني، شددت الدراسة على أن الطرفين يجب أن يتعهدا بعدم تقديم المساعدة لأي دولة أخرى تعمل ضدها، والالتزام بعدم نقل المعلومات إلى تلك الأطراف أو دخول أراضيهما، مع التأكيد على “إسرائيل” لن تهاجم أية دولة في العالم لا تشكل تهديدًا مباشرًا لها.

قد يعجبك ايضا