المصدر الأول لاخبار اليمن

الحصاد السياسي العالمي: مفاجأت مثيرة للجدل وترامب محور الأحداث

الحصاد السياسي العالمي: مفاجأت مثيرة للجدل وترامب محور الأحداث

تقرير: وكالة الصحافة اليمنية//

تصدرت الأحداث السياسية  قائمة الأكثر تأثيرًا خلال عام 2018، حيث شهد عددًا من القرارات والأحداث، بعضها حمل صيغة المفاجأة فيما جاء الآخر مثيرًا للجدل، تمحورت معظمها في أسلوب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتخبط السياسة الخارجية السعودية.

 

الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي

في الـ8 من مايو/أيار أعلن الرئيس الأمريكي انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم مع إيران
عام 2015 وإعادة العمل بالعقوبات المفروضة على طهران، تنفيذًا لوعوده السابقة.

رغم المليارات المنفقة والتنازلات المقدمة لتحسين صورة المملكة، فإن أصابع الاتهام لا تزال تشير إلى الأمير الشاب (المنشار بحسب وصف نيويورك تايمز) الذي بات مستقبله كخليفة لوالده على المحكأثارت هذه الخطوة استنكار الموقعين على الاتفاق من الدول الأوروبية بجانب الصين بجانب وضع الإدارة الأمريكية السابقة، إدارة الرئيس باراك أوباما، في موقف حرج، أمام المجتمع الدولي، وهي التي وقعت على الاتفاق قبل ذلك، ومع ذلك أصر ترامب على المضي قدمًا في هذا التحرك الذي ساهم بشكل كبير في توسيع الهوة بينه وبين حلفائه الأوروبيين.

نقل السفارة الأمريكية للقدس
في الـ14 من مايو/أيار احتفلت دولة الاحتلال بقرار الرئيس الأمريكي نقل سفارة بلاده للقدس في تحد صارخ لقرارات الأمم المتحدة، ورغم اعتراض الاتحاد الأوروبي والدول العربية لهذا القرار غير أن ترامب أصر على تنفيذ وعده القديم إبان حملته الانتخابية.

هذا القرار الذي أصاب الفلسطينيين والعرب بالصدمة، جاءت خطورته في أنه فتح الباب أمام بعض الدول الأخرى لنقل سفارتها، وهو ما حدث بالفعل حيث حذت بارغواي وغواتيمالا حذو واشنطن، فيما أكدت أستراليا مؤخرًا نقل سفارتها كذلك دون أن تحدد موعدًا لذلك.

مقتل جمال خاشقجي

في الـ2 من أكتوبر/تشرين الأول تعرض الإعلامي السعودي جمال خاشقجي لواحدة من أبشع عمليات القتل والتصفية داخل مقر قنصلية بلاده في إسطنبول، تلك الحادثة التي أثارت اهتمام العالم أجمع، وبحسب التحقيقات سقط خاشقجي ضحية مؤامرة من سلطات بلاده تورط فيها نخبة من كبار القيادات على رأسهم ولي العهد محمد بن سلمان.

شهد الشهر الحاليّ تهافت بعض الأنظمة العربية لتطبيع علاقاتها مع نظام بشار الأسد رغم مواقفها السابقة من الجرائم التي يرتكبها جيشه ضد المدنيين السوريين

وبعد مرور 3 أشهر على الحادثة لا تزال تطوراتها قائمة ما بين الساعة والأخرى في ظل مساعي التعتيم وعدم التعاون مع جهات التحقيق التركية، ورغم الجهود المبذولة لتحسين صورة المملكة وولي عهدها خارجيا بعد التشويه الذي منيت به جراء تلك الجريمة، ورغم المليارات المنفقة والتنازلات المقدمة، فإن أصابع الاتهام لا تزال تشير إلى الأمير الشاب (المنشار بحسب وصف نيويورك تايمز) الذي بات مستقبله كخليفة لوالده على المحك.

وتتصدر تلك القضية قائمة الأحداث الأكثر إثارة وجدلاً خلال العام ومن المرجح أن تتواصل فصولها للعام القادم في ظل الحرب المستعرة بين محاولات تقديم مرتكبيها ومن دعمهم للمحاكمة ومساعي طي هذه الصفحة بأي ثمن والإبقاء على صورة ولي العهد التي تؤهله للتربع على الكرسي مهما كان المقابل.

سترات فرنسا الصفراء
في منتصف نوفمبر الماضي، اشتعلت الشوارع الفرنسية بعدد من الاحتجاجات فيما أطلق عليها “السترات الصفراء” تنديدًا برفع أسعار الوقود وزيادة نسب الضرائب المفروضة، تصاعدت تلك الاحتجاجات إلى الحد الذي باتت تهدد فيه الرئيس إيمانويل ماكرون.

ومع استمرار تلك الاحتجاجات لما يزيد عن شهر ونصف تقريبًا خلفت ورائها 4523 معتقلا فضلا عن عدد من القتلى، أضطر ماكرون وحكومته إلى تعليق الضرائب المفروضة على الوقود ثم إلغائها نهائيًا، بجانب عدد من القرارات والإجراءات الخاصة بزيادة دعم محدودي الدخل ورغم الحد الأدنى للأجور.

ومع اتساع نطاق مظاهرات حركة السترات الصفراء واشتعال الأحداث لتتخذ الأمور منحىً أكثر عنفاً، بدأ القلق يزداد في عدد من العواصم العربية، وسائل إعلام مملوكة للدول ومدونون عُرِفوا بدفاعهم المستمر عن أنظمة الحكم في بلادهم بدأوا في كيل الاتهامات لحركة الشارع الفرنسي، حتى أن بعضهم اتهم المتظاهرين “بالتآمر مع جهات خارجية لزعزعة الدولة الفرنسية وتنفيذ مخططات تخريبية”.

احتجاجات السودان
في التاسع عشر من الشهر الجاري، وتحت عنوان “ثورة الجياع” شهدت بعض المدن السودانية تظاهرات واحتجاجات شعبية تنديدا بتردي المستوى المعيشي وتراجع الأوضاع الاقتصادية، وتأتي تلك الاحتجاجات في وقت تعاني فيه مختلف المدن السودانية من أزمات نقص الوقود والخبز.

ورغم أن تلك التحركات الشعبية ليست الأولى من نوعها إذ سبقها موجات أخرى من الاحتجاجات الطلابية لنفس الأسباب، غير أن الشعارات التي رُفعت هذه المرة والهتافات التي تم ترديدها على شاكلة “الشعب يريد إسقاط النظام” أثارت الكثير من التساؤلات والمخاوف حول مستقبل البشير وهو ما دفعه للتعهد بتحسين الأوضاع وتوفير حياة كريمة.

 

التطبيع مع الأسد
شهد الشهر الحالي تهافت بعض الأنظمة العربية لتطبيع علاقاتها مع نظام بشار الأسد رغم مواقفها السابقة المغايرة، والبداية كانت مع زيارة الرئيس السوداني عمر البشير المفاجئة والمثيرة للجدل في الثامن عشر من الشهر، حيث التقى خلالها الأسد وتباحثا سبل عودة العلاقات الثنائية.

الأيام التالية للزيارة كشفت أنها لم تكن من قبيل المصادفة، وأن الترتيبات لها قد أعدت في الرياض وأبو ظبي بخلاف موسكو، وهو ما بدا لاحقا من هرولة سلطات تلك الدول لاستئناف العلاقات الدبلوماسية، فكان إعادة فتح سفارة البحرين في دمشق ثم الإمارات، وما أثير بشأن فتح قنوات اتصال بين السعودية وممثلي النظام السوري وعدم الممانعة في عودة الأخير للجامعة العربية، والحديث عن زيارات قادمة لحكام عرب إلى العاصمة السورية.

 

الانسحاب الأمريكي من سوريا
في التاسع عشر من ديسمبر الجاري أعلن الرئيس الأمريكي عن نيته سحب قوات بلاده من سوريا بصورة مفاجئة، ورغم أن الانسحاب قد يحتاج إلى شهرين أو ثلاثة أشهر بحسب المتحدثة باسم البيت الأبيض إلا أن القرار أثار موجة من الجدل والانتقادات من قبل حلفاء أمريكا.

القرار بررته واشنطن بأنه جاء نتيجة الهزيمة التي ألحقت بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على أيدي قوات التحالف بقيادة أمريكا خلال السنوات الأربع الأخيرة، وعدم وجود مبرر قوي لبقاء القوات الأمريكية داخل الأراضي السورية، فيما أكدت دول أخرى من التحالف، مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا، أهمية استمرار عمل التحالف حتى القضاء على داعش نهائيا، مشيرة إلى أن القرار الأمريكي كان بمثابة المفاجأة.

زيارة ترامب السرية للعراق
في زيارة هي الأولى له لمنطقة صراع منذ توليه السلطة قبل عامين، هبطت طائرة الرئاسة الأمريكية – مطفأة الأنوار – التي أقلت الرئيس الأمريكي وزوجته وعدد من المساعدين في قاعدة الأسد الجوية غربي بغداد في السادس والعشرين من الشهر الجاري.

الزيارة التي لم تدم أكثر من 3 ساعات كان الهدف منها – بحسب واشنطن- تفقد القوات الأمريكية هناك وتقديم التهنئة لهم بمناسبة عيد الميلاد، غير أنها أثارت حالة من الجدل كونها جاءت بطريقة سرية ولم يلتق ترامب خلالها أي من مسئولي الحكومة العراقية ما أثار استياء أعضاء البرلمان، هذا بخلاف ما تحمله من دلالات تحذير وطمأنة ورسائل ضمنية تتعلق بالوضع في الشرق الأوسط.

………………………..

المصدر: noonpost

قد يعجبك ايضا