المصدر الأول لاخبار اليمن

تفاصيل وفاة صحفي يمني ضاق بمعاملة “السعودية” وابتلعه البحر المتوسط الأبيض

خفر السواحل الجزائري عثر على جثته اليوم الخميس بعد جهود بحث مضنية

تقرير خاص: وكالة الصحافة اليمنية/

 

قبل أقل من شهر، استقر جسد الصحفي الرياضي اليمني محمد الأهدل داخل قارب صغير يسير حثيثاً وسط البحر الأبيض المتوسط، قاصداً الوصول إلى أوروبا التي أرادها الأهدل حاضنة لأحلامه ومانحة إياه فرصة مثالية للعمل.

 

بعد ساعتين فقط، لم يحتمل ذلك القارب أمواج البحر الهادرة، وسريعاً كشف عن “خرق” قاتل وسطه، سمح لمياه البحر بالتسلل داخل القارب، وماهي إلا دقائق حتى كان “الموت” قد بدأ بمصادرة أرواح حاولت التشبث بقشة النجاة، ومن بينها روح محمد الأهدل الشاب اليمني الذي ترك لأهله وذويه وزملائه حزناً ليس بوسع ذلك البحر “الغادر” احتماله.

 

لم يكن التأكد من وفاة الأهدل سهلاً، وربما كان سيذهب في مهب النسيان لولا تدخل زملائه في الإعلام الرياضي الذين بذلوا جهوداً مضنية من أجل العثور عليه .. وقد أرادوه “حياً”، لكنه خيب آمالهم وغادرهم سريعاً حاملاً معهم حسرتهم عليه، وتاركاً لهم ابتسامته الطيبة والعذبة جداً.

 

واليوم الخميس 28 فبراير، عثر خفر السواحل الجزائري على محمد الأهدل، جثة منهكة وهامدة، وقد كانت فتية وطموحة .

 

تقرير رسمي صادر عن مديرية أمن ولاية شلف الجزائرية، قال: إن “الأمواج جرفت محمد إليها عقب غرق مركب تهريب للراغبين في الهجرة إلى أوروبا”.

 

كغيره من المغتربين اليمنيين الذين أصبحوا مخنوقين داخل السعودية، لم يعد العيش ممكناً في هذه المملكة، فقرر الأهدل مغادرتها بحثاً عن فرصة أخرى.

 

غير أن طموحه لم يقف عند حد الرجوع إلى اليمن، فقرر الهجرة إلى أوروبا مهما يكن الثمن، ووصل في محطته الأولى إلى الجزائر، وهناك وقف فوق قارب تتقاذفه أمواج البحر الذي لم يكن أبيضا، ومعه مجموعة من الشباب جمعتهم ذات المعاناة، كان دافعهم للهجرة حلم مشترك وبسيط للغاية: “الحصول على فرصة حياة جديدة”.

 

اصطدمت أحلام الأهدال ورفاق رحلته الأخيرة بأمواج حظ عاثرة، مكنت “الموت” من اغتيال أرواحهم في ظرف لحظات قاسية وكارثية للغاية.

 

مات محمد الأهدل ورفاقه غرقاً، فيما نجا ثلاثة كانوا على متن ذلك القارب المشؤوم،  وتم العثور على جثامين. وظلت أسرة الأهدل ومنذ الثامن من فبراير الجاري تناشد وتريد “ولدها” حياً أو ميتاً.

 

ظلت القضية في طي “التغييب” والتجاهل  لولا أن زملاء الفقيد في الجمعية اليمنية للإعلام الرياضي قاموا بتحركات عديدة، وتواصلوا مع كل الجهات المسؤولة في الجزائر، حتى الطلاب والمقيمين اليمنيين بحثوا عنه في أقسام الشرطة والمستشفيات ولم يجدوه.

 

لكن الجميع تمسكوا ببصيص أمل عقب إعلان قيادة خفر السواحل للمجموعة الإقليمية بـ “وهران” حالة الطوارئ القصوى بعد العثور على جثتين وإنقاذ 12 آخرين في عرض البحر على مستوى منطقة رأس الإبرة بإقليم أرزيو.

 

وبحسب  إفادة مصادر جزائرية، فإن عمليات البحث كشفت عن وفاة شخصين فلسطينيين، فيما تمّ تسجيل وجود ناجين من جنسيات فلسطينية وعراقية، ولم تعثر على جثة الصحافي اليمني محمد الأهدل.

 

أحد الناجين وهو فلسطيني الجنسية ويدعى “عوض” على متن القارب، قال: إن “الأهدل غرق في البحر ساعة الحادثة في الوقت الذي لم يكن يملك سترة نجاة هو وثلاثة آخرين في مياه البحر التي كانت باردة جداً”.

 

لم تبد سفارة حكومة هادي أي اهتمام أو تفاعل مسؤول مع قضية محمد الأهدل وسجلت اهمالا شديدا. لكنها وبعد أكثر من اسبوع وأمام ضغوط زملاء الأهدل في الإعلام الرياضي، استيقظت.

 

وجهت حكومة هادي متأخرة مذكرة للجهات المسؤولة المختصة في دولة الجزائر، طالبة موافاتها بأي معلومات عن الأهدل الذي ابتلعه البحر رفقة “حلمه” الذي عبر به إلى ربه راضياً مرضيا.

قد يعجبك ايضا