المصدر الأول لاخبار اليمن

محرقة الطفولة على الحدود.. الجزيرة تنشر تحقيقاً استقصائياً يوثق تجنيد السعودية لأطفال اليمن

تقرير خاص/ وكالة الصحافة اليمنية نشرت قناة الجزيرة الإخبارية اليوم الإثنين تحقيقا استقصائيا عن تجنيد السعودية لأطفال يمنيين من عدة محافظات، والدفع بهم إلى الحدود الجنوبية مع اليمن للقتال ضد الجيش واللجان الشعبية اليمنية الذين تسميهم بـ “الحوثيين” بدلا عن جنودها.   وتضمن التحقيق الذي لا تتجاوز مدته 11 دقيقة قصصا مأساوية للأطفال الذين دفع […]

تقرير خاص/ وكالة الصحافة اليمنية


نشرت قناة الجزيرة الإخبارية اليوم الإثنين تحقيقا استقصائيا عن تجنيد السعودية لأطفال يمنيين من عدة محافظات، والدفع بهم إلى الحدود الجنوبية مع اليمن للقتال ضد الجيش واللجان الشعبية اليمنية الذين تسميهم بـ “الحوثيين” بدلا عن جنودها.

 

وتضمن التحقيق الذي لا تتجاوز مدته 11 دقيقة قصصا مأساوية للأطفال الذين دفع بهم شظف العيش في قراهم ومدنهم بعد الأزمة التي خلفتها حرب التحالف بقيادة السعودية على اليمن إلى البحث عن أعمال مناسبة تمكنهم من إعالة أسرهم وإنقاذها من الجوع ليقعوا في ايادي “سماسرة الجنود” الذين يسرحونهم إلى ما سماها معد التحقيق بـ “محارق الطفولة”.

 

ويؤكد التحقيق أن السماسرة الذين يرتبون الاتصال مع أحد الباصات التي تنقل الأطفال إلى مناطق الاشتباكات في الحدود بعد جمع الأوراق الثبوتية، يستلمون عن كل طفل 500 ريال سعودي (نحو 133 دولارا)، ثم يستلم الطرف الثاني ألف ريال سعودي (نحو 266 دولارا) ويسلمهم لطرف ثالث، مع احتجاز الأوراق الثبوتية التابعة للمجموعة، وهو بدوره يستلم عن كل شخص 1500 ريال سعودي (400 دولار)، ثم يزج بهم في المعارك بعد ذلك”.

 

وبحسب توفيق الحميدي من منظمة سام لحقوق الإنسان، يشير التحقيق إلى إنه “لا توجد إحصائية دقيقة لأعداد المدنيين والأطفال في تلك المعارك بسبب عدم قدرة المنظمات الدولية على الوصول إلى تلك الجبهات، لكنهم يقدرون بالآلاف”.

 

وأوضح التحقيق أن السماسرة يقتادون أطفال اليمن إلى منطقة البقع (حدودية تتبع نجران)، من أجل حماية حدود المملكة مقابل حفنة من المال تتراوح بين 1500 و3000 ريال سعودي، بعد أن يصبح الطفل جنديا وهميا في صفوف التحالف السعودي الإماراتي وما يعرف بـ”جيش الشرعية”.

 

وسرد التحقيق رحلة الموت التي يمر بها الأطفال الذين لا يتجاوز عمر بعضهم الـ 16 عاماً، والتي تبدأ من مدينة تعز وتستغرق أياما عبر حافلات السماسرة، وذلك من خلال مسارات وطرق بعيدة عن سيطرة الحوثيين، متجهيْن إلى منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية.

 

وعندما يبلغ الطفل اليمني 15 عاما، ويكون طالبا في الصف التاسع، تمنحه المدرسة رقم جلوس كبطاقة تعريفية تسمح له بدخول منفذ الوديعة، وإذا لم يكن بحوزة الطفل رقم جلوس فتصدر له بطاقة عسكرية غير رسمية، بحسب التحقيق الذي يرى أن ذلك ما شجّع السماسرة على المتاجرة بأطفال تركوا مقاعد الدراسة بحثا عن عمل.

 

واستندت الجزيرة في التحقيق على فيديوهات حصرية، تثبت وجود الأطفال في تلك الأماكن، وتحديدا جبهتي البقع وكتاف الحدوديتين مع السعودية، كان قد تم استقطابهم من قراهم حينما أخبرهم السماسرة أنهم سيعملون في الطباخة، لكنهم حين وصلو للحدود اليمنية السعودية ألقي بهم في المعارك.

 

وقالت الجزيرة إن “السعودية لم تتمكن من حماية حدودها من هجمات الحوثيين (الجيش واللجان الذين يدافعون عن اليمن منذ أكثر من أربع سنوات)، فلجأت لتجنيد المدنيين والأطفال بطرق ملتوية من داخل وخارج اليمن، وتوظيفهم للدفاع عنها في البقع وكتاف وعلب وباقي المنافذ الحدودية للمملكة”.

 

ويرى التحقيق أن السعودية تلجأ إلى استقطاب الأطفال والمرتزقة للدفاع عن حدودها بدلاً من جنودها نظراً إلى التعويضات الباهظة التي تدفعها وزارة الدفاع السعودية لأهالي الجنود السعوديين مقارنة بالجنود المستقطبين من خارج المملكة، إذ أنها تمنح مساعدة عاجلة لأهله بقيمة مئة ألف ريال، ويصرف لأسرته تعويض بقيمة مليون ريال سعودي، إضافة إلى التزامات أخرى تتكفل بها الحكومة السعودية، مقابل 15 ألف ريال سعودي فقط للمرتزق.

 

جدير بالذكر أن السعودية اتهمت مؤخرا بتجنيد أطفال من دارفور، واستغلال حاجة الفقراء في حربها على اليمن، إلى جانب توثيق تجنيدها السعودية الأطفال اليمنيين بطرق خفية للدفاع عنها، رغم مصادقتها على البروتوكول الخاص بعدم إشراك الأطفال في الحروب عام 2011.

قد يعجبك ايضا