المصدر الأول لاخبار اليمن

30 مليار دولار خسائر مسلمي الهند جراء العنف الطائفي

تقرير/ وكالة الصحافة اليمنية//

قال تقرير نشره موقع ” الخليج الجديد” إن الاعتداءات الطائفية الهندية ضد المسلمين تسببت في تدمير 200 منزل و100 محل تجاري و500 مركبة، فضلا عن الاعتداء على 8 مساجد ومدرسة إسلامية وعدد كبير من المخازن.

وقدرت تقارير دولية إجمالي خسائر المسلمين في الهند بأكثر من 30 مليار دولار، في وقت تحاول فيه جمعيات خيرية إسلامية إغاثة المتضررين وترميم المساجد والممتلكات.

وأدت أحداث العنف الطائفية في منطقة أنديرا فيهار شمال شرق العاصمة الهندية، إلى مقتل أكثر من 30 شخصا.

ومع التداخل الشديد في الأحياء بين المسلمين والهندوس، استُهدفت محلات المسلمين استهدافا دقيقا جدا، في وقت لا تزال فيه منازل ومحلات الهندوس الأنيقة بجوار محلات ومنازل المسلمين المحترقة والمدمرة.

ومع هذه الأحداث الدامية، تزداد الخطابات العدائية والعنصرية في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، داعية الهندوس إلى مقاطعة المسلمين تجاريا، مما يدفع المسلمين للهروب من المناطق التي تزيد فيها مظاهر العنصرية، بينما يضطر آخرون لإخفاء هوياهتهم.

ويعرض الإعلام الحكومي، حسب “الجزيرة”، الأحداث كما لو أنها مجرد احتكاكات طفيفة، وهو يحث على عودة السلام بين السكان بشكل عام، بينما يشتكي المسلمون من تعرضهم لمذبحة منظمة من قبل المتطرفين الهندوس.

آراء من قلب الحدث

تحكي “شبانة بافين”، عن معاناتها، وتقول إنها تملك محلا صغيرا للخياطة، وتساعدها ابنتها، لكن المتطرفين أحرقوا محلها. وتضيف أن إجمالي رأس مالها لا يتجاوز 200 دولار، لكي تبدأ مرة أخرى وفي منطقة أخرى آمنة.

ويتابع “محمد هارون”، الذي كان يمتلك محلا للملابس ومشغل خياطة، أن المتطرفين اقتحموا محله وسرقوا ونهبوا جميع ما طالته أياديهم من مكائن وبضاعة، ثم أحرقوه بالكامل.

أما “محمد خطيب الله”، الذي يعول 6 أفراد ويعمل سائقا، فقد أحرقوا منزله بعد نهبه، ويقول: “ماذا بعد فقدِ وظيفتي ومنزلي؟”. ويحكي “السيد منذر”، الذي يسكن في حي أنديرا فيهار: “لا نعرف ما إذا كان المعتدون من أبناء الحي أو من خارجه، لأنهم كانوا ملثمين”.

ويتساءل: “كيف يمكن لغرباء أن يستهدفوا منازل ومحلات المسلمين بهذه الدقة، إذا لم يتلقوا مساعدة من داخل الحي؟”.

ويضيف أنه جاء قبل 15 سنة للمنطقة لبيع الطعام على عربة، حتى تمكّن من شراء بيت يتشارك فيه مع عائلة أخيه، لكن البيت تحوّل في يوم واحد إلى كومة محترقة.

وأمام ذلك، خرجت جمعيات خيرية قائمة على التبرعات الجماعة الإسلامية في الهند، لمطالبة جميع فروعها بجمع التبرعات. كما قامت بحملات إغاثية بالاشتراك مع جمعيات المجتمع الهندي، بينما يتم إعداد دراسة عن تكلفة إعادة ترميم المساجد والمدارس الإسلامية المتضررة.

وتحول حي المسلمين في أنديرا فيهار، إلى مدينة أشباح، بعد الحصار المفروض عليه من شرطة العاصمة، حسب تصريحات عدد من الصحفيين الأجانب الذين زاروا الحي.

ويأتي هذا الحصار لإخفاء الأضرار الجسيمة التي تعرض لها حي المسلمين في المنطقة. ويبدو المستقبل قاتماً بالنسبة للآلاف من النساء والأطفال المسلمين الذين باتوا مشردين.

وتأتي الاعتداءات التي تعرض لها المسلمون، بعد إصدار البرلمان تعديل قانون حقوق الجنسية والمواطنة للشعب الهندي، والذي يعطي الحق لأي ديانة بالتمتع بالجنسية الهندية، لكنه يستثنى المسلمين بشكل خاص.

وتقف الحكومة الهندية، الذي كان متهما بأحداث العنف في “غوجارات”، وراء قانون الجنسية الذي يعارضه المسلمون، ضمن أجندتها القومية الهندوسية في البلاد.

وتعتقد الحكومة، أن القانون مطلوب لحماية اللاجئين في مختلف أنحاء جنوب آسيا، ويتيح منح الجنسية للاجئين من غير المسلمين جاءوا إلى الهند قبل 31 ديسمبر/كانون الأول عام 2014، من 3 دول أغلبية سكانها مسلمون؛ وهي أفغانستان وبنجلاديش وباكستان.

ويبلغ عدد الهنود المسلمين قرابة 200 مليون نسمة، وتعتبر الهند، لهذا السبب، ثالث أكبر بلد بعدد المسلمين في العالم. كما أن المسلمين الهنود هم أكبر أقلية إسلامية في العالم، وقد تعاقب حكّام مسلمون على حكم الهند، كان منهم “شاه جهان” الذي اشتهر ببنائه “تاج محل” كضريح لزوجته “ممتاز محل”.

وكان قانون الجنسية وإحصاء للسكان جزءا أساسيا من البرنامج الانتخابي لحزب “بهاراتيا جاناتا” الهندوسي القومي الحاكم بزعامة “ناريندرا مودي”.

قد يعجبك ايضا