كم يبدو مأزق التحالف كبيراً، بعد أن تلقى عدد من الضربات الباليستية اليمنية، فقد اعلن المتحدث باسم التحالف تركي المالكي اليوم عن ” عملية عسكرية واسعة لتحييد وتدمير القدرات الباليستية التي يمتلكها الحوثيون”
ومثل ما جرت عليه العادة، أول ضحايا “العملية الواسعة” للتحالف، كانت من المدنيين، إلى جانب عشرات الخيول، في العاصمة صنعاء.
الغارات على مزارع الخيول اعادة للأذهان، ذكرى أول غارة دشنها التحالف على اليمن في 26مارس 2015، والتي قتلت اسرة كاملة في منطقة بني حوات في صنعاء، ورغم مرور خمس سنوات على الحرب إلا أن ذلك لم يغير شيئاً في طريقة استهداف دول التحالف للمدنيين والمنشئات المدنية في اليمن.
هناك من يعتقد أن ما يقال عن انخفاض معدل غارات التحالف على اليمن، في العامين 2018، 2019 ناجم عن عجز دول التحالف عن مواصلة غاراتها بنفس الوتيرة التي كانت عليها في السنوات الثلاث الأولى، وأنه لو كانت دول التحالف تمتلك نفس التعافي الاقتصادي الذي بدأت معه عدوانها على اليمن، لما توقفت المجازر بحق المدنيين دقيقة واحدة.
خلال خمس سنوات من العدوان، كان هناك اكثر من 16618 شهيد من المدنيين، نصفهم من النساء والأطفال، اضافة إلى 25964 جريح، بحسب الاحصائية الصادرة عن مركز عين الانسانية للحقوق والتنمية، الخميس الماضي.
وبينما اثارت غارات التحالف على اسطبلات الخيل في صنعاء تساؤلات، عن العلاقة التي تربط الخيل بصواريخ اليمن الباليستية !، يتبادر ايضاً نفس التساؤل القديم، عن المجازر التي تعرض لها اليمنيون، والدمار الذي لحق بالبنية التحتية والمنشئات الخدمية طوال خمسة اعوام من العدوان، وهل حقق التحالف أي انتصارات تذكر بقتل المدنيين وتدمير البلاد ؟
يرى عدد من المحللين أن الغارات التي شنها السعوديين اليوم على اليمن، لن تساهم في انقاذ السعودية من ورطتها بقدر ما ستؤدي إلى خلق مزيد من التحدي، عند اليمنيين للمضي نحو مواجهة التحالف في العام السادس على التوالي.
وفي محصلة خمس سنوات من الحرب، نجد دول التحالف، تحصد المزيد من الخيبات، وتسجل جرائم اخرى ضد الانسانية في اليمن، في المقابل، تزداد اليمن قدرات اليمن على الصعيد العسكري، وبناء الذات في مختلف جوانب الحياة، في حين يؤكد واقع الحال أن أي اصرار من قبل التحالف على الاستمرار في العدوان على اليمن، لن يؤدي سوى إلى مزيد من الخيبات لدول التحالف.