المصدر الأول لاخبار اليمن

نيوز ويك: إسرائيل تهدف إلى جعل برنامج إيران النووي مشروعًا محفوفًا بالمخاطر

ترجمة خاصة/ وكالة الصحافة اليمنية//

قال عالم السياسة الأمريكي إيلان بيرمان في مقال نشرته مجلة “نيوز ويك” الأمريكية اليوم الثلاثاء أن فخري زاده العالم النووي الإيراني الذي جرى اغتياله قبل أيام في إيران، كان أكثر من مجرد متخصص نووي بارز، فهو مهندس برنامج الأسلحة النووية الإيرانية، ورائدًا في جهود الجمهورية الإسلامية التي تتعلق بهذا المجال.

وتابع إيلان: تقف إسرائيل وراء حادث الاغتيال كجزء من حملة جديدة لعرقلة برنامج إيران النووي؛ ليطرح المقال سؤالًا لماذا الآن؟
ويجيب الكاتب في مقاله بأن التوقيت له علاقة بالسياسة الأمريكية، بكل بساطة يشعر المسؤولون في تل أبيب بقلق عميق بعد عامين من الضغط الأقصى على إيران في عهد الرئيس ترامب، ويتوقعون أن تكون إدارة الرئيس المنتخب جون بايدن أكثر ليونة مع طهران.

وأشار العالم السياسي إلى أن بايدن تعهد بالعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015م مع إيران، وهو نفس الاتفاق الذي ساعد على استقرار الاقتصاد المتعثر للجمهورية الإسلامية وشجع على توسع النفوذ الإقليمي الإيراني قبل نصف عقد.

ضوضاء مطمئنة

ونوه إيلان إلى أن استمرار القلق لدى القادة الإسرائيليين من دوائر السياسة الخارجية الليبرالية في واشنطن، السبب الذي جعل إسرائيل تختار استهداف برنامج إيران النووي الآن، بينما لا يزال لديها حرية نسبية للعمل من واشنطن للقيام بذلك.

ويواصل المحلل: كان فخري زاده في مرمى النيران الإسرائيلي في الماضي، فقبل عامين ونصف أكد رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو أن الموساد نفذ غارة على ارشيف إيراني يتعلق بالمفاعلات النووية، وظهر اسم العالم في تصريح نتنياهو كهدف حين قال ” تذكر هذا الاسم، فخري زاده”.

وتطرق إيلان بيرمان إلى سلف نتنياهو إيهود أولمرت ووصفه بالأكثر وضوحًا، مستدلًا بمقابلة تلفزيونية أجراها عام 2015م، مع قناة “كان” العبرية، حين أشار إلى أن العالم الإيراني يُمثل هدفًا لإسرائيل، مضيفًا: “أعرف فخري زاده جيداً، إذا التقيت به في الشوارع ، على الأرجح سأتعرف عليه”، ليس لديه حصانة ولا اعتقد انه سيكون لديه حصانة، ليعلق المحلل السياسي بالقول: يبدو الآن أن إسرائيل قد أوفت بتحذير أولمرت.

العمل من جانب واحد

وبحسب المحلل السياسي فإن مقتل زاده يوم الجمعة الماضي له وجه آخر يعكس التحول الكبير في الاستراتيجية اليهودية، خاصة بعد تكهنات بأن إسرائيل قد تقرر في نهاية المطاف العمل من جانب واحد ضد برنامج إيران النووي والذي تعتبره أكبر تهديد لها.

وأضاف: لا يزال احتمال توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية لمواقع نووية إيرانية مطروحًا إلى حد كبير على الطاولة اليوم؛ لكنه خيار صعب ولو بشكل مؤقت.
فعلى مدى عقدين ماضيين حشدت إيران كادرًا هائلًا من العلماء والخبراء والمهندسين، وعليه فإنها تعتبر أن أي ضربة عسكرية ضدها قد تؤدي إلى انتكاسة مؤقتة.

ويضيف: يبقى أن نرى ما إذا كان لهذه الحملة أي تأثير دائم على مسار إيران النووي، ومع ذلك ، فإن الرسالة الأكبر التي تحاول إسرائيل نقلها واضحة تمامًا، فهي تنبه العلماء النوويين الإيرانيين إلى أن مهنتهم التي اختاروها يمكن أن تكون خطرة على صحتهم ، وأنه سيكون من الحكمة البحث عن عمل آخر.

وختم المحلل السياسي مقاله بالإشارة إلى أن فخري زاده لم يكن أول المستهدفين بالقتل، فقد سبقه خمسة علماء نوويين إيرانيين رفيعي المستوى بطرق متنوعة، واغتيال زاده ليس إلا جزء من هذا النمط.

قد يعجبك ايضا