المصدر الأول لاخبار اليمن

التحالف أخر من يعلم ؟!

  تحليل خاص: وكالة الصحافة اليمنية يمكن للمتابع لتفاصيل قضية اغتيال الرئيس الصماد أن يخرج بعدة استنتاجات من وراء الواقعة، وهي استنتاجات  قد تغيب عن البعض بسبب هول الصدمة ، التي استغرقت الجميع بمشاعر الغضب والحزن الناجم عن جريمة الاغتيال . ابرز تلك الاستنتاجات يتمثل بقدرة اجهزة الدولة التابعة لحكومة صنعاء من التكتم على نباء […]

 

تحليل خاص: وكالة الصحافة اليمنية

يمكن للمتابع لتفاصيل قضية اغتيال الرئيس الصماد أن يخرج بعدة استنتاجات من وراء الواقعة، وهي استنتاجات  قد تغيب عن البعض بسبب هول الصدمة ، التي استغرقت الجميع بمشاعر الغضب والحزن الناجم عن جريمة الاغتيال .

ابرز تلك الاستنتاجات يتمثل بقدرة اجهزة الدولة التابعة لحكومة صنعاء من التكتم على نباء اغتيال الرئيس الصماد بشكل جعل التحالف اخر من يعلم، بعد خمسة ايام من اغتيال الرئيس بثلاث غارات جوية الخميس الفائت في الحديدة.

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن التحالف ينفذ غاراته دون أن يعلم ما إذا كانت غاراته قد اصابت قائداً مثل الصماد أم اصابت سيارة تقل  مسافرين من المدنيين ، مثل تلك التي يتم استهدافها يومياً من قبل طيران التحالف في كل المحافظات ، فقد ظل التحالف دون معرفة بنوعية الهدف الذي اصابه في الحديدة قبل خمسة ايام، وإلى أن اعلن المجلس السياسي الاعلى نباء استشهاد الرئيس الصماد في غارات الحديدة، اندفع على إثرها التحالف مثل الاخرق يتباهى بنقطة احرزها لم تكن في حسبانه ، لولا بيان النعي الصادر من المجلس السياسي في صنعاء.

هناك ايضاً مسألة أخرى يمكن التمعن بها من خلال واقعة اغتيال الرئيس الصماد، والتي يتضح فيها أن أجهزة الامن والدولة بشكل عام تتمتع بقدرات استخباراتية عالية من خلال  التكتم على نباء الاغتيال، وبما سلب العدو فرصة التفاخر بعملية اغتيال الرئيس الصماد، وهو امر يشير إلى وجود انضباط  فائق لدى حكومة صنعاء ، فرغم كل إمكانيات التجسس التي يسخرها التحالف داخل اليمن إلا إنها عجزت عن رصد واقعة خطيرة اقترفها التحالف بيده ، ولم يعرف بأي تفصيل عن نتائجها، إلا بعد ان كشفت عنها صنعاء.

إضافة إلى كل ذلك ، تظهر واقعة اغتيال الرئيس الصماد عن مدى قدرة حكومة صنعاء على امتصاص الصدمات حيث يمكن أن تؤدي عملية اغتيال الرئيس إلى احداث ارباك كبير في بلد   يعاني شتى صنوف الويلات حرباً وحصار في هجوم تحالفت  كبريات دول العالم ، وبالمقارنة مع الدول التي تشن العدوان على اليمن ، فإنها تبدو دولاً مترهلة تفتقر أي نوع من انواع التحصينات في مواجهة ضربة مثل تلك التي تعرضت لها اليمن باغتيال الرئيس الصماد، فالسعودية على سبيل المثال تحتاج إلى تدخل المخابرات الامريكية لتنصيب ملك ودفن ملك خلال مدة زمنية تتجاوز اشهر في الظروف العادية، وإلا لشهدنا انهيار المملكة وتمزقها بسبب الصرعات على تولي الملك بين الأسرة اجنحة الاسرة الحاكمة.

تتخذ الحروب اشكال اخرى غير تلك القائمة في ساحات الموجهات من تبادل القصف والاقتحام والكر والفر ، وهي حروب لا يحس بها العامة عادة ، لكنها لا تقل اهمية عن المواجهة العسكرية بالنسبة للقادة وصناع القرار، أحد تلك الاشكال الحربية يتمثل بالمواجهات الاستخباراتية الصامتة ، والتي يعتمد عليها كثيراً في تقيم حالة التماسك ونقاط الضعف بين المتحاربين، وقد اثبتت صنعاء أنها تمتلك الجاهزية اللازمة لخوض معركة التصدي للتحالف على كل المستويات، ولعل قضية اغتيال الرئيس الصماد كافية ان تثبت للجميع أن خوض المعركة ضد اليمن ليس بالسهولة التي كان يتوقعها المخططون الامريكيين والبريطانيين.

يعتقد الكثيرين أن اغتيال الصماد حدث جعل شعب اليمن اكثر ثقة بقياداته، وبما يصب في خانة تعزيز الصمود في وجه التحالف .

قد يعجبك ايضا