المصدر الأول لاخبار اليمن

تحصينات التحالف تتساقط.. تفاصيل حول معسكرات مأرب وتوقعات سير المعارك القادمة؟

تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//

 

اعتمدت قوات التحالف منذ سيطرتها على محافظة مأرب شمال شرق اليمن في 7 أكتوبر 2015، على بناء وتشييد المعسكرات وتعزيزها بأحدث الأجهزة والأسلحة في العالم، مما حول مدينة مأرب إلى أكبر محمية عسكرية في المنطقة.

وبخسارة قوات التحالف وأدواتها للمعركة في مأرب، ستدخل قوات حكومة الإنقاذ التاريخ من أوسع أبوابه لكونها تمكنت من تحطيم أسطورة أكبر محمية تم اعدادها في اليمن.

تحصينات التحالف الدفاعية

قوات التحالف قامت بتشيد تحصينات إضافية وبأحدث التقنيات والأسلحة للمعسكرات المتواجدة مسبقاً بمحافظة مأرب، وتعزيز الكثير منها بأحدث المنظومات الدفاعية الصاروخية وعلى رأسها منظومة “الباترويت” ومقرات خاصة بالعمليات العسكرية والاتصالات والحرب الإلكترونية كما أستحدثت قوات التحالف العديد من المعسكرات الجديدة في المحافظة الغنية بالنفط والغاز خاصة مع اقتراب قوات صنعاء من محافظة مأرب.

ولعل أهم معسكرات قوات التحالف المحيطة بمدينة مأرب فقط تتمثل في معسكر صحن الجن ومعسكرماس و معسكركوفل و معسكرالخشينا،  وأم ربيش، والكنائس، والعلم، وتداوين، والميل، ومطارح نخلا، والسحيل وصافر، ومعسكرات قوات الأمن الخاص، والشرطة العسكرية، بالأضافة إلى تشييد عشرات المواقع العسكرية في الجبال المحيطة بالمدينة كما توجد في مدينة مأرب ثلاث مناطق عسكرية هي المنطقة العسكرية الثالثة، والسادسة، والسابعة، ومقر وزارة دفاع “حكومة هادي” و3 مقرات خاصة بالعمليات العسكرية المشتركة ومقرات سرية خاصة بالعمليات العسكرية تابعة لميليشيا الإصلاح والعناصر الإرهابية لتنظيمي “داعش والقاعدة” و6 مقرات للاستخبارات العسكرية و2 مقرات للحرب النفسية والإلكترونية.

وباستثناء معسكرات قوات التحالف في صحن الجن وتداوين وصافر والشرطة العسكرية والقوات الخاصة تمكنت قوات صنعاء خلال الشهور الماضية من إحكام قبضتها على بقية المعسكرات في مأرب وأغتنام عتادها العسكري.

كل الطرق تؤدي إلى مأرب

هذا الَتطوّرٌ الميداني بسقوط جل معسكرات التحالف في مأرب، فَتح كل الطرق أمام قوات صنعاء للتقدُّم باتجّاه المدينة من عدة جهات ومسارات، بداية من البوابة الغربية للمدينة عبر مديرية صرواح من جهة صحراء الجدعان ووادي الزور وووادي جبل المشجح وسلسلة جبال البلق المحيطة بسد مأرب، بالأضافة للعبور عبر الخطّ الرئيس الرابط بين صنعاء ومأرب بـ”مفرق الجوف، وكذا العبور عبر البوابة الشمالية للمدينة في مناطق قبائل الجدعان بمديريتي مدغل ورغوان من جهة صحراء الخنجر وجبل “الأقشع” و”العلمان الأبيض والأسود” شمال شرق المدينة، وكذا التقدم عبر البوابة الجنوبية للمدينة من مديريتي الجوبة وجبل مراد.

قلاع التحالف الجنوبية تنهار

مؤخراَ أحكمت قوّات حكومة الأنقاذ، سيطرتها على معسكرات قوات التحالف الاستراتيجية في “الخشينا و”أم ربيش” بمديرية الجوبة والذان يُعدُّان آخر وأهمّ خطوط الدفاع الجنوبية عن مدينة مأرب.

وبسقوط معسكرات التحالف في العبدية وحريب ومعسكري التحالف في الجوبة “الخشينا وأم ربيش” الواقعان خلف مدينة مأرب بأيدي قوّات صنعاء، وانهيار مَن تبقّى مِن قوات التحالف وعناصر القاعدة في محيط المعسكرين، قامت قوات التحالف وميليشيا الإصلاح بتحريض المقاتلين السلفيين التابعين لرجل مركز دماج صعدة الشيخ السلفي المتشدد “يحيى الحجوري”، وإنشاء معسكر جديد لهم في جبل البديع الاستراتيجي والمطل على صحراء أم ربيش، كأخر خط دفاعي لها جنوب مأرب.

خيارات حسم معركة مأرب تقترب أكثر

الإنجازات الأخيرة التي تحققها قوات صنعاء بالسيطرة على المعسكرات الاستراتيجية جنوب مأرب، الذي خاضت قوات صنعاء من أجله معركةً مصيريّة ضد قوّات التحالف والعناصر الإرهابية لتنظيم القاعدة، في الأسبوعين الماضيين، يتيح المجال لقوات صنعاء بالتقدُّم نحو البوابة الشرقية الجنوبية لمدينة مأرب والتوغل صوب جنوب وادي عبيدة من صحراء “أم ربيش” في الجوبة ومناطق وادي وعقبة “ملعا” الاستراتيجية في حريب، أو الزحف باتجاه مدينة مأرب مباشرة من جنوب المدينة عبر السودة والجرشة ومنها باتجاه مناطق “بيت القبلي و الخثلة” أولى مناطق ريف مدينة مأرب من الجهة الجنوبية.

أخر الأنباء الواردة من جبهات جنوب مأرب أفادت أن قوات صنعاء استكملت تطهير مديريتي الجوبة وجبل مراد والزحف من الجنوب باتجاه شرق مدينة مأرب، حيث تمكنت من السيطرة على مفرق “جبل السحل” الذي يربط مدريات الجوبة وحريب والجبل والوادي الكبير وسط مدينة مأرب، ومنه بدأت بالاقتراب من نقطة “الفلج” التي يُتهم مسلحو حزب الإصلاح باتخاذها نقطة للتقطع ونهب واختطاف المئات من المسافرين اليمنيين من المرضى والحجاج والمغتربين والطلاب وتعذيبهم داخل سجون التحالف في مدينة مأرب.

وبسيطرة قوات صنعاء على مديريتي الجوبة وجبل مراد تكون كافة المديريات التي تعيش فيها قبائل مراد في البيضاء وشبوة ومأرب قد تحررت من قوى التحالف وأصبحت تحت سلطة حكومة الإنقاذ، مما يعطى قوات صنعاء فرصة كبيرة للقبض على المدينة بعد أن نجحت في كسب ولاء شيوخ وأعيان قبائل مراد.

وفي المقابل تلك التطوّرات المهمّة التي حققتها قوات صنعاء خلال الأسبوعيين الماضيين، أضعف كثيراً القدرات الدفاعية لقوات التحالف داخل مدينة مأرب ووضعها في مأزق لا تحسد عليه.

وتُعد مديريتي الجوبة وجبل مراد الـ 12 التي تم السيطرة عليها من قبل قوات صنعاء في مأرب من أصل 14 مديرية، ومع تقدمها المتسارع وانهيارات قوات التحالف التحالف بشكل كبير في مديرية الجوبة البوابة الجنوبية لمدينة مأرب يبدو ان قوات صنعاء بالفعل اقتربت كثيراً من حسم معركة مأرب بشكل نهائي، الأمر الذي دفع قوى التحالف إعلان النفير العام وتقوية حصون مدينة عتق الدفاعية مركز محافظة شبوة.

كما دفع بدوره حكومة أبوظبي الإسراع في تعزيز احتلالها العسكري لميناء مدينة بلحاف وحقولها النفطية والغازية عبر إرسال المزيد من ميلشيات “الانتقالي”، الأمر الذي يراه المحللون العسكريون بأنها تأتي كمؤشر على قرب سقوط محافظة مأرب بالكامل بقبضة قوات حكومة الإنقاذ.

قد يعجبك ايضا