المصدر الأول لاخبار اليمن

العقوبات الغربية ضد روسيا سلاح ذو حدين سيقلب موازين القوى في العالم ويهدد دول الخليج

تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل/ وكالة الصحافة اليمنية//

تنذر تبعات الحرب الأمريكية الغربية الروسية في أوكرانيا، بقدوم الأسوأ ليس فقط على الدول السلافية بل ستمتد تداعياتها سلباً وبشكل كارثي على كافة شعوب ودول العالم خاصة منطقة الخليج العربي، كما ستقلب موازين القوى رأساً على عقب، من الناحية الاستراتيجية والاقتصادية.

سلاح الاقتصاد

عالم الاقتصاد الأمريكي “مايكل هدسون” الذي وضع خطة العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، حذر إدارة الرئيس الأمريكي بايدن من أن روسيا لو صمدت امام تلك العقوبات خلال شهور فإنها قادرة على اتخاذ ثلاث خطوات قد تلحق الضرر بأمريكا وأوروبا التي ستنهار اقتصادياً.

الخطوة الأولى التي حذر منها “هدسون” تتمثل بايجاد نظام مالي جديد بين روسيا والصين، ينهي الدولرة (التعامل بالدولار) في المعاملات التجارية، وإيجاد نظام بديل لنظام سويفت في التعاملات المصرفية للبنوك، الأمر الذي سيرغم أوروبا وكتلة الدولار شراء المواد الخام الروسية – الكوبالت ، والبلاديوم ، وما إلى ذلك ، بغير الدولار.

وتساءل هدسون، “ما إذا كانت الصين ستنضم إلى روسيا في مقاطعة المعادن”.

وأشار هدسون، إلى خطورة اتفاق روسيا وإيران على بيع النفط والغاز بعملة بديلة عن الدولار، وهو مطلب إيراني منذ أن فرضت عليها الولايات المتحدة العقوبات فيما يخص ببرنامجها النووي.

وأضاف هديسون، فكل دول غرب أسيا لن تقوى على عدم شراء القمح الروسي الأوكراني الذي يشكل 20 % من منتوج العالم للقمح، كما لن تقوى أوروبا ودول شرق آسيا على شراء النفط من دول الشرق الأوسط.

الخطوة الثانية يصر هدسون على أن “البنك المركزي الروسي ، بالطبع ، لديه أصول مصرفية أجنبية من أجل التدخل في أسواق الصرف للدفاع عن عملته من التقلبات، إلا أن انخفاض الروبل، سيخدم روسيا كثيراً كما خدم انخفاض الين الصين.

والخطوة الثالثة هو استهداف قطاع التمويل والتأمين والعقارات “التكافلي” الذي سيدفع أمريكا للإفلاس خلال 6 شهور وكذا استهداف قطاع الطاقة من خلال استمرار رفع أسعار النفط إلى أكثر من 120 دولار للبرميل الأمر الذي سيدفع ألمانيا للإفلاس في غضون 9 شهور وبقية دول أوروبا خلال سنة وبضع شهور.

وفي ذات السياق، قال المحلل الروسي “ألكسندر نازاروف” : “لم يستخدم الغرب حتى الآن “القنبلة النووية الاقتصادية” ضد روسيا، متمثلة في حظر استيراد النفط والغاز. ببساطة، لأنه من المستحيل الاستغناء عن روسيا في هذا القطاع، لكن الغرب بإمكانه أن يقامر بكل ما يملك الآن، ويحاول حظر الاستيراد على أمل أن يدمّر بوتين قبل أن ينهار هو نفسه، بعد ذلك سيكون بإمكان الغرب أن يعيد النفط والغاز الروسي بسرعة إلى السوق العالمية”.

انقلاب السحر على الساحر

ربما تحذيرات هديسون، بدأت تلوح في الأفق، حيث بدأت الصين في التعامل بالروبل الروسي بديلا للدولار أثناء عملية شراء النفط والغاز الروسي, فيما اعتمدت روسيا اليوان الصيني كعملة بديلة للدولار.

فيما سارعت كبرى البنوك الروسية إلى اعتماد نظام “يونيون باي” الصيني والذي يعمل لدى 180 دولة بديلاً عن نظام “سويفيت”.

ألمانيا بدورها أعلنت أمس الأحد، عدم قدرتها  الاستغناء عن شراء النفط والغاز من روسيا.

وضع الخليج أصبح أسوأ

وأردف نازاروف: “قلتها ألف مرة من قبل إن شبه الجزيرة العربية ستصبح ساحة للمعركة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، في اللحظة التي تقرر فيها واشنطن حصار غريمتها، ومن أجل ذلك، من الضروري إجبار عرب الخليج على تحويل صادراتهم من آسيا إلى أوروبا، بطبيعة الحال، ستستمر حينها أسعار الطاقة في الارتفاع، وستبدأ أزمة حادة في الهند والصين ودول آسيوية أخرى، الأمر الذي سيدفع الصين الدخول في الحرب العالمية الثالثة من أجل نفط الخليج.

تهديد روسي لدول الخليج

كما كشف المحلل الروسي في مقاله، عن الخطوات التي تعتزم روسيا وحلفاؤها اتخاذها في الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص في منطقة الخليج العربي قائلاً: “وهنا من الممكن بالفعل البدء في التفكير، ليس فقط في دخول الصين إلى الحرب العالمية الثالثة من أجل الوصول إلى النفط والغاز في الخليج، ولكن أيضاً لإمكانية تدمير روسيا لمصادر الطاقة البديلة لها، إذا ما كانت الأمور لا تسير على ما يرام بالنسبة للأخيرة”.

وطالب نازاروف، دول الخليج أن لا تستسلم لوهم أن روسيا يمكن أن تعتبر المشاركة في الحرب الاقتصادية ضدها أي شيء سوى أنها مشاركة في الحرب الحقيقية، مضيفاً: كذلك لا أنصح بالتعويل على أن الروس قد نسوا من موّل الإرهابيين في الشيشان والقوقاز، في تسعينيات القرن الماضي”.

أنصارالله الحليف القوي

وأكد نازاروف، أن أنصارالله اصبحت قوة رادعة لا يمكن الاستهانة بقدراتها الصاروخية في المنطقة والتي يمكن أن تتسابق روسيا والصين للتحالف معها ودعمها بتكنولوجيا أحدث الصواريخ.

وقال نازاروف: “أظن أن الاختراق الهائل والمفاجئ للحوثيين في تطوير تكنولوجيا الصواريخ قد لا يكون المفاجأة الأخيرة”.

وأضاف نازاروف، فكما يظهر الوضع في أوكرانيا، عندما يتعلق الأمر بالبقاء على قيد الحياة، فإن روسيا لا تتمسك كثيراً بالإجراءات الرسمية والبروتوكول الدبلوماسي.

قد يعجبك ايضا