المصدر الأول لاخبار اليمن

أبو أصبع يكشف معلومات جديدة عن اغتيال جار الله عمر ودور الأحمر في حماية “السعواني”

صنعاء / وكالة الصحافة اليمنية //

 

كشف رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، الشيخ يحيى منصور أبو اصبع، تفاصيل هامة عن اغتيال القيادي بالحزب عمر جار الله، في  28 ديسمبر من العام 2002م.

 

وقال أبو أصبع :” إن جار الله عمر توقع الغدر من قبل حزب الاصلاح الذي تورط بقتل نحو 154 كادرا وقياديا من الحزب الاشتراكي وكان ركيزة اساسية في حرب صيف 1994م”.

 

وأضاف في يوم الاغتيال ظل جار الله عمر، يطلب من زوجته أن تعطره مرات عدة، وقال لها بما معناه هذا يوم مشهود، اشتراكي يلقي خطاب وسط الاسلاميين” الحزب الاشتراكي يخطب وسط الاسلاميين، مبينا إنه أي أبو أصبع كان يشعر بالقلق حيال ذلك، الذي في الوقت نفسه جار الله عمر لم يخف شعوره بتوقع القتل من قبل خصوم الأمس” الإصلاح”، الذي تمنى الا تكون الجريمة في زقاق مظلم وأن تجري وسط الأضواء ويشاهدها العالم، وهو ما كان، ولم نكن نتوقع أـن تفصلنا عنه ساعات.

موقع “المسيرة” الإخباري نشر تفاصيل الحلقة الثالثة من شهادات القيادي أبو أصبع، ضمن سلسلة حوارية بشهادات تاريخية في برنامج ساعة للتاريخ”، الذي مساء كل جمعة عبر قناة “المسيرة” يستعرض محطات وأحداث وتحولات أسهمت في رسم مآلات سياسية واجتماعية وبما يبين حقيقتها..في سياق التالي:

 

يؤكد أبو أصبع أن في ذلك اليوم المشئوم، لم يتم اغتيال جار الله عمر وهو يلقي كلمته كما أوحت بذلك المشاهد المسربة للجريمة، وانما بعد ان اتم إلقاء كلمته وعاد الى مقعده جوار الشيخ عبد الله بن حسين الاحمر، حيث قام باصطحابه القيادي في الاصلاح سعيد شمسان الى يمين القاعة، وهناك ناداه السعواني القاتل  قبل أن يفرغ في صدره 3 رصاصات من مسدس كان يحمله ،واصيب سعيد شمسان برصاصة في اليد.

 

وقال :” فألقى جار الله كلمته، كانت كلمة مؤثرة جداً، تطرق فيها إلى سبع قضايا أساسية، سميت فيما بعد بالوصايا السبع لجار الله عمر، سنرجع إليها بعدين، أكمل جار الله وعاد إلى مقعده جنب السيخ عبدالله.، وبعدين قام أخذ سعيد شمسان المسؤول في الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح، أخذ بيده ومشى من يمين القاعة تجاوز صفاً أو صفين، صفين والقاتل منتظر له السعواني القاتل شفت كيف، فدعا جار الله، وجار الله التفت إليه.. فقال له: “أنا السعواني، الله أكبر، أنا أقتلك؛ لأنك شوعي كافر”، وأطلق على طول طلقتين، الطلقة الأولى أصابت قلبه، وطلقتين على الكتف، ثلاث طلقات، والطلقة الرابعة جاءت على سعيد شمسان شفت كيف، وبعدين سمعنا إحنا الطلقات فقلنا أي واحد بيهدئ عشان ما تحصل فوضى، يعني يسمعوا رصاص يتحركوا كلهم منزعجين، وكنا نهدئ إنه ما فيش حاجة هذا مدري أيش هذا غلط، إلا وتناثرت الأخبار، وإذا هو جار الله، نتبع بعدين نشوف جار الله وهم شلوه والكاميرات كلها تصور”.

 

مراوغة وبث مباشر

 

وأشار ابو اصبع الى ان علي عبد الله صالح كان في الحديدة وكان يصله بث مباشر عن مجريات القاعة، واتصل بعد 3 دقائق فقط من الاغتيال حيث كان يجري نقل وقائع المؤتمر مباشرة .

وعقب الاغتيال لفت ابو اصبع الى ان الشيخ عبد الله منع اجهزة الامن من اخذ القاتل واقتاده رفقة نجله صادق الى منزله في الحصبة حيث جرى استدعاء ممثلي الاحزاب لسماع اقوال القاتل الذي بدأ مرتاحا وغير مكترث للجريمة ، وعلل ذلك الشيخ الاحمر بخشيته من تلفيق صالح للقضية ضد الاصلاح .

 

وقال ابو اصبع : بحسب ما تحدث به الشيخ عبد الله حينها بان صالح استمر في الضغط لتسليم القاتل من بعد الجريمة بدقائق حيث كان الاتصال الاول له ، وحتى وقت متأخر من ذلك اليوم ، وتثاقل الشيخ عبد الله الاحمر حتى تاكد من استماع الجميع لأقوال السعواني ليسلمه للأجهزة الامنية .

 

واضاف: قالوا لنا ملاحظة في بيت الشيخ عبدالله، والسعواني عاده موجود، قالوا: إنه في قناة فرضها المؤتمر الشعبي العام فرض، أو وزارة الإعلام، أو ما ناش داري المهم أنها قناة تابعة للمؤتمر الشعبي العام، هذه كانت من ضمن القنوات التي تصور مباشرةً إلى خارج، وهناك ناس استنتجوا أن هذا التصوير كان مباشرةً إلى عند الرئيس.

 

ـ قناة المسيرة: كان بث مباشر وقائم؟

 

– يحيى منصور أبو أصبع: أيوه ذلك في المؤتمر، وهذه قناة لحالها كانت تبث المؤتمر مباشرةً لحساب المؤتمر الشعبي العام أو وزارة الإعلام، فيقال إنها كانت مباشرة للحديدة إلى عند الرئيس صالح.

وفي جديد ماكشفه ابو اصبع عن هذه الحادثة هي ان القاتل السعواني وهو احد تلامذة الشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس جامعة الايمان كان محتجزا في وقت سابق لدى جهاز الامن السياسي والذي يرأسه حينها غالب القمش ، وانه اسر الى الضابط المحقق عن نيته قتل جار الله عمر وقياديين اشتراكيين سماهم بوصفهم شيوعيين كفار يخترقون الحركة الاسلامية ..

 

ولفت أبو اصبع الى ان جار الله عمر اعتقد ان الخلاف بين الاصلاح والمؤتمر فرصة، كان جار الله عمر ينظر إلى الصراع الذي بدأ بين المؤتمر والإصلاح على أنه فرصة كبيرة، على اعتبار ان سطوة صالح قامت على استغلال الاسلاميين لمواجهة خصومة ،وفرصة ايضا لتغيير بوصلة عداء التيار الاخواني لليساريين.

 

بداية الاختلاف

 

بعد حرب صيف 94 م بدأت الخلافات تظهر بين شريكي الحرب الاصلاح والمؤتمر ، وبين الرئيس صالح وشيخه الاحمر في ضرب لجوهر المعادلة التي كان يرددها صالح والاحمر ، وفي هذا المنعطف يقول ابو اصبع : هذا الصراع بدأ من خمسة وتسعين على قضايا كثيرة، الإصلاح بدأوا يتصوروا أنهم شركاء في الحرب، وفي النصر، وأنه لازم يكونوا شركاء في المغنم، وأن يكونوا على الأقل، إذا لم يكونوا بالنصف على الأقل فأقل قليلاً، المؤتمر بدأ يشعر بخطورتهم، وقد ربما هناك عوامل أخرى دفعت المؤتمر إلى أن يستفرد بالسلطة، من هذه العوامل التي بدأت تتفعل لعلي عبدالله صالح للاستفراد بالسلطة، تفكيره بعد ما سيطر على الجنوب، أن يورث الحكم في أبنائه، وبدأت فكرة ولاية العهد، أو تولية ابنه أحمد علي ، وهنا بدأت الخلافات حتى مع الشيخ عبدالله.

 

 

اللقاء المشترك

 

ويلفت ابو اصبع في شهادته الى قلق صالح من تأسيس اللقاء المشترك ونجاح جار الله عمر في جر الاصلاح الى مربع المعارضة المنظمة ، ويورد في شهادته تفاصيل مكالمة ابقى خلالها جار الله عمر الميكروفون مرفوعا ليسمع اعضاء المكتب السياسي للحزب الاشتراكي المكالمة ، وان صالح ظل حينها لفترة على تواصل دائم بجار الله عمر .

 

ويقول : أذكر أنا مكالمة ونحن في المكتب.. مكتب الحزب، وجار الله خلى صوت التلفون مرتفع، وإحنا موجودين أعضاء الأمانة العامة كلنا، والمكتب السياسي، واتصل به، قال: “أيش تشتي يا جار الله من اللقاء المشترك؟ تعتقد إنك با تستولي على السلطة، قد كان عندك جيش، وعندك قوات، وعندك اليمن الديمقراطية، وعندك.. ويش سويت؟ وإذا ما تعقلش مكانك”، جار الله يرد عليه يقول له: “الموضوع هو كذا، وأنت تدَّعي الديمقراطية، وهذا عمل ديمقراطي، وهذا عمل سلمي بعيد عن العنف، بعيد عن الإرهاب، بعيد عن كذا”، قال له: “شوف يا جار الله.. العنف والإرهاب أنت من خلق العنف والإرهاب في المناطق الوسطى، أنت يجب أن تتحول إلى محكمة أنا باحاكمك”، قال له: “تمام شكَّل محكمة”، قال له: “أنا باشكَّل لك محكمة”. قال له: “بس بشرط أن هذه المحكمة تشارك فيها قوى خارجية من حقوق الإنسان ويحاكموني، ويحاكموك، ويحاكموا كل من له علاقة بالعنف، كل من له علاقة بالعمل العسكري والمسلح. أنت موافق على هذا”، قال له: “نعم موافق”، قال له: “خلاص.. افعل بيان ندعو أن الرئيس قد وافق على تشكيل لجنة للتحقيق والتحري والترصد بكلِّ من كانت له علاقة بالعنف، والقتل، والاغتيالات، والتصفيات السياسية في الفترة الماضية”.. بعد قليل اتصل به قال له: “يا جار الله تعال لي”، قال له: “أنا معي اجتماع”، قال له: “هذا الكلام أنا وأنت بنمزح بطل، ولا قد كملت الاجتماع مريت عليّا”، كان يمر جار الله بالحقيقة و يحل له أيِّ مشكلة (شفت كيف)، ولكن جار الله كان تحت الرصد الدقيق”.

 

قناة المسيرة .. الزنداني:

يضيف ابو اصبع: عبدالمجيد الزنداني وتياره المتطرف كان ضد اللقاء المشترك على طول الخط ، – المذيع : ولذلك ذهب الى ترشيح علي عبد الله صالح.

 

ويكمل ابو اصبع :  عبدالمجيد الزنداني ظل حتى اللحظات الأخيرة وهو ضد اللقاء المشترك، بل في اللقاء المشترك نفسه وهو يدعو أولاً، وقبل كل شيء إلى توبة الحزب الاشتراكي، وعودته إلى الإسلام، يتوب الحزب الاشتراكي ويعلن إسلامه، ويعتذر، ثم بعد ذلك نفكر باللقاء معه، هذا عبدالمجيد الزنداني، وهذه جامعه الإيمان، وهذا السعواني الذي تخرج منها.

 علاقة مميزة

ويلفت الشيخ ابو أصبع الى أن السيد حسين بدر الدين الحوثي كان على علاقة قوية بالشهيد جار الله وأنشأوا تحالفا في انتخابات 93 ورفض الحرب 94 فقام النظام باستهداف منزل والده العلامة الحجة بدر الدين الحوثي.

 

وقال : السيد حسين بدرالدين الحوثي ما كان ينقطع عن جار الله عمر خاصة في انتخابات حق 1993م، والسيد حسين بدر الدين الحوثي تعرض لمحاولة اغتيال، ثم رماية بيت أبوه بدرالدين الحوثي بالبوازيك؛ ليش يدخلوا الانتخابات، لأنه دخلوا بالتحالف مع الحزب الاشتراكي، وجار الله كان وراء هذا التحالف ، ولذلك جنازته ضمت كل الاطياف السياسية والاجتماعية ، وكانت جنازة مشهودة شورك فيها من كل المحافظات اليمنية من صعدة حتى المهرة.

قد يعجبك ايضا