البحرين الفقيرة تعقد صفقات تسليح على حساب اقتصاد يحتضر
خليجي: وكالة الصحافة اليمنية “يجب ألَّا يوافق مجلس الشيوخ الأمريكي على بيع مجموعتين مقترحتين للأسلحة تبلغ قيمتهما مليار دولار أمريكي تقريبًا إلى البحرين؛ نظرًا لسجل حكومتها السيء بشأن حقوق الإنسان والاضطهاد المستمر للمعارضين، ومشاركتها في الائتلاف العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن”. لم يمر يومان فقط على هذا البيان الصادر في 24 من مايو/أيار […]
خليجي: وكالة الصحافة اليمنية
“يجب ألَّا يوافق مجلس الشيوخ الأمريكي على بيع مجموعتين مقترحتين للأسلحة تبلغ قيمتهما مليار دولار أمريكي تقريبًا إلى البحرين؛ نظرًا لسجل حكومتها السيء بشأن حقوق الإنسان والاضطهاد المستمر للمعارضين، ومشاركتها في الائتلاف العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن”.
لم يمر يومان فقط على هذا البيان الصادر في 24 من مايو/أيار الحاليّ، عن منظمة “هيومان رايتس وواتش” حتى أكدت البحرين استمرار تزويد قواتها بقدرات قتالية متقدمة، مبررةً الدور الذي تضطلع به مختلف أسلحة ووحدات قوة دفاع البحرين بصون تراب الوطن وحفظ أمنه واستقراره مهم وعظيم.
جاء ذلك على لسان القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير ركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، خلال اجتماع بقادة الأسلحة والوحدات، السبت الماضي، في 26 من مايو/أيار الحاليّ، ضرب فيه بالبيان الحقوقي عرض الحائط، قائلًا: “سنستمر في تزويد مختلف أسلحة ووحدات قوة دفاع البحرين بالقدرات القتالية المتقدمة والإمكانات العسكرية والإدارية الحديثة والكوادر المدربة تدريبًا عسكريًا راقيًا، والمتوافقة مع ضرورات التطور المستمر والمواكبة للنهج العسكري لهذه القوة الوطنية”.
في يومين تحدث المتناقضات، وبينها تقبع البحرين، بلد خليجي صغير الحجم، يحتوي على قاعدتين عسكريتين واحدة أمريكية والأخرى بريطانية، لكن ذلك لا يسد نهم التسلح، فتهرول – على خُطى الدول المجاورة – في سباق محموم نحو صفقات عسكرية تلو صفقات، بنفس القوة التي تمضي فيها في انتهاكات حقوق الإنسان، فيما ترزح تحت أعباء ديون عامة بلغت أرقامًا قياسية، وينتاب شعبها شعور من الاستياء الشديد.

صفقات بالجملة.. طريق مليارات البحرين “الفقيرة جدًا”
رغم الأزمة الاقتصادية والانتهاكات الحقوقية التي يرصدها مراقبون كثيرون، فإن الصفقات العسكرية تسير بوتيرة سريعة في اتجاه حيازة ترسانة عسكرية قوية، تمثل نوعًا من الهرولة وراء ما تقوم به الدول المجاورة مثل السعودية وقطر والإمارات، وحتى الجارة على الضفة الأخرى إيران، كجزء من إستراتيجية شراء السكوت الدولي عن انتهاكات حقوق الانسان والحروب غير العادلة كحرب اليمن.
ولم يفت البحرين أن تعقد صفقة سلاح وُصفت بأنها “الأكبر في تاريخ سلاح الجو الملكي البحريني من ناحية عدد الطائرات والقيمة”، وذلك بعد أربعة أشهر فقط من اندلاع الأزمة الخليجية، ففي 17 من أكتوبر/تشرين الأول 2017، أعلنت البحرين توقيع صفقة شراء طائرات عسكرية من الولايات المتحدة الأمريكية، قال عنها الشيخ حمد بن عبد الله آل خليفة قائد سلاح الجو الملكي البحريني، إنها الأحدث والأكثر تطورًا في الطائرات المقاتلة، مشيرًا إلى أن البحرين ستتسلم أول دفعة من هذه الطائرات عام 2021.
وأبرمت المملكة الصفقة مع شركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية، بقيمة بلغت 3.8 مليار دولار، خلال استضافتها لأول مرة معرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع “بايدك 2017″، وبموجب الصفقة – التي أعلنها البنتاغون مطلع سبتمبر/أيلول الماضي بموافقة وزارة الخارجية الأمريكية – تشتري البحرين 16 طائرة من طراز “إف- 16” بالإضافة إلى عقود توريد لقطع غيار الطائرة بمستلزمات صيانتها.
وعقب إعلان الشركة الأمريكية نفسها عن حصولها على عقد بقيمة 227 مليون دولار من الجيش الأمريكي لتصنيع الدفعة العاشرة من الرؤوس الحربية البديلة الخاصة بقاذفات الصواريخ “GMLRS”، سجلت “لوكهيد مارتن” أول طلب من الحكومة الأمريكية إلى الإمارات والبحرين.
وفي أحدث صفقة معلنة، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية في 27 من أبريل/نيسان 2018، على بيع حوامات هجومية من طراز “إيه إتش 1 زي” (AH-1Z)، وصواريخ ومعدات عسكرية أخرى إلى المملكة، بتكلفة تقدر بنحو 911.4 مليون دولار، وفي 17 من مايو/أيار وافقت وزارة الخارجية على صفقة أسلحة ثانية مع البحرين تصل قيمتها إلى 45 مليون دولار، شملت 3.200 قنبلة مخصصة لتسليح أسطول مقاتلات “إف-16” في البحرين.
وكشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المزيد خلال لقائه مع ولي عهد البلد الخليجي في البيت الأبيض، وقال ترامب أمام الصحفيين: “أتشرف بلقاء ولي عهد البحرين في المكتب البيضاوي، فنحن نعقد الكثير من الصفقات وهم يشترون الكثير من الأشياء قيمتها 9 مليارات دولار، وهذه زيارة جميلة ونقدرها، علاقاتنا ترجع لزمن طويل، وهي علاقات جيدة وسوف تتحس “.
وفي عام 2014 وقعت المنامة مع روسيا اتفاقية تزود بموجبها موسكو البحرين بمنظومة دفاعية متطورة على هامش زيارة الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، وفي عام 2015 وقعت المنامة على اتفاقية للتعاون العسكري بين المملكة وإيطاليا، وذلك بحضور وزير شؤون الدفاع البحريني، ونظيرته الإيطالية، كما ذكرت منظمة الديمقراطية المفتوحة في بريطانيا أنّ الحكومات البريطانية المتعاقبة منحت منذ احتجاجات البحرين في العام 2011 تراخيص لبيع الأسلحة للمنامة بقيمة 80 مليون جنيه إسترليني.
التعاون البحريني في المجال العسكري لا يقتصر على الدول الأوروبية والولايات المتحدة بل يتخطاه إلى تعاون عسكري مع باكستان وماليزيا والأردن ومصر والمغرب وغيرها من الدول الآسيوية
وفي العام 2016 أكد الكرملين أن التعاون العسكري التقني كان في صلب المحادثات التي أجراها ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، في موسكو، الثلاثاء الماضي، لكنه لم يذكر صفقة محتملة لبيع منظومات “إس- 400″، لكن في العام 2017 بدأت المفاوضات من أجل اقتناء منظومة الدفاع الجوي “إس- 400” الروسية، وذلك على هامش استضافة المنامة معرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع 2017.
وبعيدًا عن الصفقات المليارية، تُكثّف المملكة من الاتفاقيات العسكرية المعقودة مع شتى البلدان، ويربط البحرين بفرنسا اتفاق للتعاون العسكري وإعلان مشترك بشأن التعاون في مجال الطاقة النووية لأهداف سلمية وُقّع في فبراير/شباط 2009، كما أن هناك مباحثات دائمة بشأن التعاون العسكري بين البلدين، كان آخرها بحث العميد الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، مع ستيفان بيكون مدير شؤون إفريقيا والشرق والأوسط بالإدارة الفرنسية العامة للتسليح، سبل دعم العلاقات الثنائية، خلال معرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع 2017.
التعاون البحريني في المجال العسكري لا يقتصر على الدول الأوروبية والولايات المتحدة بل يتخطاه إلى تعاون عسكري مع باكستان وماليزيا والأردن ومصر والمغرب وغيرها من الدول الآسيوية، ويشمل تدريب وتبادل الأفراد العسكريين، وتكثيف التعاون في مجال تبادل المعلومات والاستخبارات بشأن الشبكات الإرهابية، والعمل لتبادل الخبرات بشأن التعامل مع ظاهرة التطرف المتزايدة.
