المصدر الأول لاخبار اليمن

هيئة الزكاة تفتح أبواب الأمل أمام فقراء اليمن في زمن الحرب والحصار.. المشاريع الصحية نموذجاً

إسهامات هيئة الزكاة الإنسانية لانتشال الفقراء في ظل الحرب والحصار .. المشاريع الصحية نموذجاً

تقرير / علي غانم / وكالة الصحافة اليمنية //

 

يعيش أبناء الشعب اليمني كارثة إنسانية وصحية ومعاناة صعبة جراء استمرار الحرب والحصار التي يفرضها التحالف على مدى ثمانية أعوام، إلى جانب الحرب الاقتصادية التي يتعرض لها شعب اليمن، وسط إهمال دولي للمأساة في اليمن.

وكل يوم تقريبا يفقد مواطنين يمنيين قدرتهم على الحصول على الغذاء والمأوى والصحة وينتقلون لحياة التشرد والفاقة، وإزاء هذا الوضع الإنساني الصعب يبرز دور الهيئة العامة للزكاة حديثة النشأة والتي تأسست في مايو من العام 2018م من خلال المشاريع المتنوعة التي تقوم بها لصالح الفقراء وبقية المستحقين ضمن المصارف الشرعية للزكاة في مختلف المحافظات.

حيث ساهمت هيئة الزكاة بمشاريع كبيرة لتعزيز التكافل الاجتماعي، وانتشال الفقراء من حالة البؤس والعوز وتوفير ما يمكن لسد حاجتهم من الغذاء والكساء والدواء والافراج عن الغارمين والمعسرين وكفالة العاجزين عن العمل ورعاية الأيتام وأبناء الشهداء إلى جانب مشاريع التمكين الاقتصادي للشباب والأسر الفقيرة.

اسهامات هيئة الزكاة في القطاع الصحي

ظهر دور الزكاة بشكل لافت من خلال اسهاماتها في دعم وتمويل القطاع الصحي والخدمات العلاجية لصالح المرضى الفقراء في مختلف المحافظات من خلال عشرات المخيمات الطبية في مختلف الاختصاصات والتكفل بشكل كلي وجزئي بتكاليف العمليات الكبرى لأمراض القلب والسرطان والكلى وغيرها من الأمراض المستعصية إلى جانب المساعدات العلاجية للمرضى المحتاجين للسفر لتلقي العلاج خارج اليمن.

اليوم دشنت هيئة الزكاة  بهيئة مستشفى الثورة بصنعاء مشروع زراعة الكلى لـ100 حالة من الفقراء والمستضعفين الذين يعانون من الفشل الكلوي بتكلفة 550 مليون ريال بواقع خمسة ملايين و500 الف ريال لكل حالة، بالتعاون مع وزارة الصحة التي تولت توفير لأدوية الخاصة بالمرضى المستهدفين وتخفيض كلفة عمليات زراعة الكلى للفقراء من مرضى الفشل الكلوي ، حيث تم اليوم الأربعاء  تدشين أول عملية زراعة كلى ضمن المشروع.

أول عملية زراعة الكلى لأحد المرضى المستفيدين من مشروع الزكاة في صنعاء
أول عملية زراعة الكلى لأحد المرضى المستفيدين من مشروع الزكاة في صنعاء
الفريق الطبي يجري أول عملية زراعة الكلى لأحد الفقراء بتمويل هيئة الزكاة

ويهدف هذا المشروع الإنساني بحسب وزير الصحة في صنعاء الدكتور طه المتوكل إلى رفع معاناة مرضى الفشل الكلوي الذين يرتبطون بماكينة الغسيل الكلوي ثلاث مرات في الأسبوع، وبعضها تعاني من الفشل الكلوي منذ 30 عاماً، عبر فريق طبي يمني كفؤ متخصص بجراحة وزراعة الكلى برئاسة البروفيسور إبراهيم حسين النونو، والدكتور نجيب أبو أصبع، لافتا إلى أنه تم عملية زراعة كلى، مطلع الأسبوع الجاري، تكللت بالنجاح، وصحة المريض مستقرة.

وأكد الوزير المتوكل أنه يتم استقبال ما لا يقل عن خمسة آلاف مريض فشل كلوي على مستوى المحافظات، وأكثرها تركزاً للحالات في أمانة العاصمة والحديدة وإب.

فيما أوضح رئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان أن المشروع يأتي ضمن مشاريع الزكاة بمناسبة المولد النبوي الشريف لتخفيف المعاناة عن المرضى  الفقراء، وترجمة توجيهات القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى، وحرصهما على توفير العلاج لمرضى الفشل الكلوي، خاصة الفقراء والمساكين.

وكشف أبو نشطان  أنه سبق تدشين هذا المشروع ، تمويل ودعم هيئة الزكاة لمشروع تشييد مبنى زراعة الكلى في محافظة الحديدة، ومشروع توفير أجهزة الغسيل الكلوي، وتنفيذ 13 ألف غسلة بتكلفة 300 مليون ريال في محافظة صعدة.

وأكد أن الهيئة، ضمن أنشطتها خلال العام الجاري، تولي القطاع الصحي اهتماماً، خاصة ما يتعلق بمعالجة مرضى الفشل الكلوي وزراعة الكلى، ومنها مشروع النبي الأكرم لأمراض وزراعة الكلى، الذي تم وضع حجر الأساس له رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط، خلال الشهر الماضي.

بدوره أعلن رئيس هيئة مستشفى الثورة النموذجي في صنعاء، الدكتور مطهر مرشد، أن الهيئة أجرت، مطلع الأسبوع الجاري، عملية زراعة الكلى لأحد المرضى بعد انقطاع دام ثلاث سنوات، وتكللت بالنجاح.. لافتا إلى أن هناك توافدا كبيرا للمرضى، حيث تستقبل الهيئة 600 مريض فشل كلوي يومياً من مناطق مختلفة.

مستشفى النبي الأكرم لأمراض وزراعة الكلى على نفقة هيئة الزكاة

 

يعد مشروع مستشفى النبي الأكرم التخصصي لأمراض وجراحة الكلى واحدا من أهم المشاريع الصحية والإنسانية، لهيئة الزكاة، الذي تم اطلاقه، الشهر الماضي ، من أصل 17 مشروعا تجاوزت تكلفتها 10 مليارات و350 مليون ريال، بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف 1444هـ.

وضع حجر الأساس لمشروع مستشفى أمراض وزراعة الكلى بتمويل هيئة الزكاة

ويهدف المستشفى البالغة تكلفته ثلاثة مليارات و600 مليون ريال، إلى تقديم الخدمات الصحية والطبية للفقراء والمساكين الذين يعانون من أمراض الكلى والفشل الكلوي والمسالك ، في خطوة جريئة للهيئة في إطار إحيائها لفريضة الزكاة، كونها تمثل توجها حقيقا لإنقاذ حياة المرضى وتخفيف معاناتهم خاصة الفقراء والمساكين، والتي تعد من أولويات المقاصد الشرعية للزكاة، وتندرج في إطار توجهات الدولة للنهوض بالقطاع الصحي.

أبو نشطان أشار إلى أن تبني هيئة الزكاة لهذا المشروع جاء بعد دراسة وتقييم للحالات المرضية والمساعدات العلاجية التي شكلت ضغطا كبيرا على الهيئة خلال الأعوام الماضية، نظراً لمعاناة الفقراء المرضى خاصة في علاج الفشل الكلوي والأمراض المتعلقة بالمسالك وزراعة الكلى التي تكلف مبالغ باهظة يعجز الكثير من المرضى توفيرها.

وبحسب الشيخ أبو نشطان، تحرص الهيئة العامة للزكاة على تخصيص مشاريع صحية كبيرة كل عام وتركز على التخصصات التي تثقل كاهل المواطن الفقير ومنها ” أمراض القلب، الفشل الكلوي، السرطان، المخ والأعصاب”.

وأكد أن هيئة الزكاة بدأت العام الماضي بمشروع دعامة الحياة المتخصص بأمراض القلب والذي يخدم شريحة كبيرة من الفقراء والمساكين فضلا عن عشرات المخيمات الطبية المجانية التي تتبناها الهيئة بمختلف التخصصات في عموم المحافظات.

جانب من مشاريع المخيمات الطبية 

وبالحديث عن رؤية الهيئة لإنشاء وإدارة المستشفى، يشير رئيس اللجنة الصحية بهيئة الزكاة الدكتور حسن تامة، إلى سعي الهيئة توفير الخدمات الطبية المرتبطة بهذا التخصص بجودة عالية ليسهم في الارتقاء بمستوى الخدمات الطبية المقدمة والحد من سفر المرضى إلى الخارج للعلاج ، وسيمثل المستشفى مرجعية طبية في مجال تخصصه من خلال توفير أحدث الإمكانيات والتجهيزات وكذا استقدام أكفأ الكوادر المتخصصة في أمراض وجراحة الكلى .

وذكر أن المستشفى سيحدث نقلة نوعية في عمليات زراعة الكلى وتخفيف معاناة المرضى سواء من ناحية التكاليف الباهظة التي تثقل كاهل مرضى الفشل الكلوي وندرة هذه العمليات في الداخل، وما يترتب عليها من تبعات السفر للخارج في ظل الحرب والحصار وغيرها من الصعوبات كتوقيف الرحلات الجوية وإغلاق مطار صنعاء التي تفاقم معاناة المرضى.

يشار إلى أن المستشفى سيتكون من تسعة أقسام تشمل ” الطوارئ، المختبر وبنك الدم، الأشعة التشخيصية، الرقود، العناية المركزة، العمليات، تفتيت الحصوات، الغسيل الكلوي، الصيدلية” إلى جانب الأقسام الخدمية مثل التعقيم المركزي، محطات الغازات الطبية، المغسلة، المطبخ المركزي، محطة توليد الطاقة الكهربائية، محطة تنقية المياه وغيرها من متطلبات المستشفى النموذجي.

كما سيقدم الخدمات الصحية في 10 عيادات تخصصية تتمثل في: ” عيادة أمراض الكلى للكبار، وأمراض الكلى للصغار، وجراحة الكلى والمسالك (رجال، نساء، أطفال) والباطنية العامة، وعيادة زارعي الكلى، وأمراض القلب وأشعة القلب بالموجات فوق الصوتية، والتغذية للرجال والنساء”.

ووفقا لخطة هيئة من المقرر أن يقدم المستشفى خلال السنة الأولى من افتتاحه أكثر من 200 الف خدمة طبية موزعة على خدمات الطوارئ ومعاينة العيادات والأشعة التشخيصية “المقطعية والتلفزيون العام والقلب” والأشعة السينية والفحوصات المخبرية المختلفة، وجلسات تفتيت الحصوات إلى جانب خدمات العمليات الجراحية بمستوياتها الصغرى والمتوسطة والكبرى وصولا إلى عمليات زراعة الكلى والعناية المركزية وغيرها.

 

العرس الجماعي الأكبر على مستوى اليمن والعالم

شهدت العاصمة صنعاء الاثنين الماضي ، أكب عرس جماعي على مستوى اليمن والعالم الإسلامي لأكثر من 10 آلاف عريس وعروس من الفقراء في مختلف المحافظات على نفقه الهيئة العامة للزكاة.

ويعد هذا العرس الجماعي الاكبر الثالث الذي تقيمه هيئة الزكاة للعام الثالث على التوالي ليصل إجمالي عدد المستهدفين في الأعراس الجماعية والمساعدات الفردية للهيئة منذ إنشاءها إلى أكثر من 26 ألف عريس وعروس من الفقراء والمحتاجين وغيرهم من شريحة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة وأبناء الجاليات الأفريقية بحسب رئيس الهيئة ابو نشطان.

 جدير بالذكر أن رئيس هيئة الزكاة أعلن مؤخرا أنه سيتم خلال الأيام المقبلة، إطلاق مشروع التمكين الاقتصادي لـ600 من الشباب الفقراء في أمانة العاصمة و600 آخرين في محافظة الحديدة، إلى جانب مشاريع أخرى كالإفراج عن المعسرين والغارمين، وغيرها من المشاريع الاجتماعية.

 

 

قد يعجبك ايضا