المصدر الأول لاخبار اليمن

عذاب الشوق والحرمان.. أم الأسير “البرطي” تأمل الإفراج عن ولدها قبل أن تموت

رصدها/عبدالكريم مطهر مفضل//وكالة الصحافة اليمنية//

ما أصعب على البشر العيش في دائرة صراع الأمل والشوق والحرمان .. أنها صورة مصغرة لمأساة أم فقدت فلذة كبدها، ضمن واحدة من مئات القصص الإنسانية المتعددة الأحداث لمأساة أمهات الأسرى والمفقودين والمختطفين والتي رصدتها “وكالة الصحافة اليمنية” من داخل مطار صنعاء الدولي لأم تبحث عن مصير فلذة كبدها منذ 6 سنوات لم تغسل دموع أيامها وشهورها وسنونها وجع الفراق والشوق للقاء.

والدة الأسير المغيب “علي حزام البرطي” تعيش على مدى الثانية الواحدة وجع الشوق والحرمان وهي تترقب بشغف منقطع النظير بزوغ شمس حرية والدها الأسير منذ أكثر من 6 سنوات ورؤيته واحتضانه بشدة وهو عذاب قد لا يقل قساوة عن ما يواجهه الأسرى من العذاب في سجون جلادين التحالف.

دموع بريئة

وقالت والدة الأسير “علي البرطي” في تصريح خاص لـ”وكالة الصحافة اليمنية” التي التقت بها في مطار صنعاء الدولي، أثناء صفقة رمضان لتبادل الأسرى بين قوات التحالف وأسرى ومختطفين يمنيين: تشبثت منذ 6 سنوات بأمل عودة أبني، وهى أمنية نأمل أن تتحقق بمشيئة الله تعالى في الصفقات القادمة خاصة وأن هناك بوادر أمل على تنفيذ صفقة الكل مقابل الكل.

وأجهشت أم علي البرطي بالبكاء وهي تقول، “يكاد قلبي اليوم أن يتوقف من الحزن على ولدي وكذا من الفرحة التي رأيتها في عيون وقلوب أمهات المفرج عنهم بعد أن عايشن سنوات عدة من الحرمان والشوق لرؤية ملامح فلذات كبدهن التي لا يمكن أن تفارقنا كأمهات يوماً”.

صدمة موجعة

ومنذ نحو 6 سنوات، وأم “علي البرطي “، تنتظر بلهفة أخباراً عن ولدها المعتقل في السجون السعودية، وتتابع بشغف منقطع النظير طيلة سنوات اعتقال فلذة كبدها الست المباحثات التي رعتها الأمم المتحدة في جنيف والأردن، بشأن ملف الأسرى والمعتقلين، على أمل أن يتم التوصل لاتفاق يعيد إليها الأسير المغيب في غياهب سجون قوات التحالف في الساحل الغربي، إلا أنها انصدمت بنكران قوى التحالف لوجود فقيدها في سجونهم سيئة السمعة.

تقول أم علي البرطي، عن خبر اطلاعها بأن الفصائل المسلحة التابعة للتحالف في الساحل الغربي أنكرت وجوده في سجونها أحدث صدمة كبيرة وقهر وحزن عميق قلق وتوجس كبير عن مصير أبنها يصعب عليها وصفه، خاصة أن رفاق المفقود في ساحات القتال أكدوا لها أن ولدها تم أسره حياً.

وأضافت بأسى:” رفضت قوات تحالف العدوان الإفراج عن فلذة كبدي، ولا يمكنني تصور كيف بإمكانه العيش داخل حيطان سجن مظلمة بعيداً عني وتحت سوط الجلادين”.

وتابعت: “عندما أشاهد وأسمع عن بشاعة ما تعرض له الأسرى من وحشية التعذيب يكاد قلبي أن يتوقف عن الخفقان”.

أمل كبير رغم الهواجس

وعلى الرغم من الهواجس التي تراود أم علي البرطي حول إمكانية ما إذا كان ولدها قد تمت تصفيته في سجون الإمارات السرية، أو لقى حتفه تحت وطأة التعذيب الوحشي إلا أن حاسة الأمومة ونبع الحنان تشعرها بأن فلذة كبدها المغيب حياً يرزق وبأنها ستلتقي به قريباً.

وفي كل صفقة تبادل بين قوات صنعاء وقوات التحالف تسارع أم الأسير المغيب علي البرطي التواجد في مدرج مطار صنعاء الدولي حاملة صورة أبنها لتسأل عنه كافة المفرج عنهم لعل وعسى تجد من يخبرها عن مصيره ومكان إخفاءه.

أمنية وحيدة

لأم علي البرطي التي تخطت عتبة الأربعين من عمرها، أمنية وحيدة، وترجو أن تتحقق لها قبل أن تموت: ” رؤية فلذة كبدي واحتضانه بشدة”.

وفي السياق، كشف رئيس اللجنة الوطنية للأسرى في صنعاء عبد القادر المرتضى، في مؤتمر صحفي من مطار صنعاء عقده عقب إتمام صفقة تبادل رمضان للأسرى، اليوم الأحد، أنه سيتم عقد صفقة تبادل أسرى مقبلة لعدد 700 أسير من قوات صنعاء مقابل 700 من الطرف الآخر الشهر القادم، مطمئنا أسر الأسرى أنه لا يزال بأيدي حكومة الإنقاذ الوطني العديد من الأوراق للضغط على التحالف وقوى التحالف لإخراج بقية الأسرى.

إعدام الأسرى

وفي 14 نوفمبر 2021، أقدمت العناصر المحسوبة على التنظيمات الإرهابية ضمن مجندي التحالف فيما تسمى ألوية العمالقة بإعدام 10 من أسرى قوات صنعاء.

وسارعت “اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى” التابعة لحكومة الإنقاذ الوطني، في إدانة ما أسمته بـ “جريمة إعدام الأسرى في الساحل الغربي مؤكدة “أنها دليل على إجرام العدوان وفضيحة مدوية لمشغليهم من الأمريكيين والإماراتيين والسعوديين” (حسب بيان اللجنة).

قد يعجبك ايضا