المصدر الأول لاخبار اليمن

ماهي انعكاسات خطوات الإمارات الأخيرة في عدن على مسار التسوية بين الرياض وصنعاء؟

تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //

تعاظمت نشوة المجلس الانتقالي الجنوبي، الموالي للإمارات، بـ”الانتصار” الذي أعلنه الأثنين الماضي على بقية مكونات التحالف، عبر ضم أثنين من أعضاء ” المجلس الرئاسي” بصفة نائبين لرئيس المجلس الانتقالي.

 

ويبدو من وجهة نظر مراقبين، أن مخرجات اللقاء التشاوري، الذي نفذه الانتقالي على مدى قرابة خمسة أيام، والإعلان عن تعيين أبو زرعة المحرمي، وفرج البحسني، نائبين لرئيس المجلس الانتقالي، قد أدخلت اليمن في تشعبات جديدة، في الوقت غير المناسب.

 

ويرى مراقبون أن مخرجات اللقاء التشاوري وضم البحسني و المحرمي إلى الانتقالي، يمثل اجهاضا واضحا لمحاولة الترتيب التي تجريها السعودية، للهيمنة على المناطق اليمنية الواقعة تحت سيطرة التحالف، حيث أكدت الإمارات للسعوديين أنها خصم لا يمكن الالتفاف عليه في اليمن، وأن على الرياض أن تدفع الكثير ثمناً لاستيقاظها المتأخر.

وخلال الساعات الماضية، وصلت حالة التباهي لدى السياسيين والصحفيين التابعين للانتقالي، إلى حد الإعلان عن أن “مغادرة العليمي لحضور القمة العربية القادمة ستكون المغادرة الأخيرة لمدينة عدن”.

الانتقال من مناورات الامتصاص إلى الهجوم

بين أكتوبر ومارس الماضيين، كانت أبو ظبي والفصائل التابعة لها جنوب اليمن، قد التزمت الصمت أمام التوجهات السعودية للسيطرة على جنوب وشرق اليمن، والتي وصلت خلالها الأوضاع إلى حافة المواجهة العسكرية، قبل أن تعيد الرياض حساباتها وتفضل عدم الانجرار إلى ساحة مواجهة جنوب اليمن، لاتزال الإمارات تحتفظ فيها بقوة عسكرية تفوق نظيرتها السعودية، ورغم قيام الرياض بإنشاء “قوات درع الوطن” في نهاية فبراير الماضي، إلا أنه بحسب مراقبين لا يزال من المبكر الاعتقاد بأن السعودية قد تمكنت خلال فترة لا تتجاوز أربعة أشهر من انشاء قوة مكافئة للفصائل الموالية للإمارات في عدن وبقية محافظة جنوب اليمن، التي تركتها السعودية مسرحاً لهيمنة الإمارات على مدى ثمانية أعوام.

 

التعزيزات العسكرية السعودية تفشل في تأمين السيطرة السعودية على عدن

 

ويبدو حسب محللين سياسيين، أن أبو ظبي قررت مكاشفة السعودية، وحزب الإصلاح ” جماعة اخون اليمن” أن الإمارات لازالت تمتلك المزيد من الأوراق للحيلولة دون تمكن الرياض من الهيمنة على الموقف في المناطق اليمنية التي يسيطر عليها التحالف، والتي قامت خلالها الإمارات بتغيير التركيبة السياسية لـ”المجلس الرئاسي” الذي شكله التحالف في الرياض في ابريل العام الماضي.

ارباك مسار التسوية

وبعيداً عن التداعيات الناجمة عن الصفعة الإماراتية الأخيرة للسعودية وإخوان اليمن، بالاستحواذ على التمثيل السياسي للسلطات الحاصلة على الاعتراف الدولي في اليمن، أعلنت صنعاء عبر قيادات سياسية وديبلوماسية مخاوفها مما وصفه عضو وفد صنعاء المفاوض، عبدالملك العجري، “انقلاب الانتقالي على الجمهورية اليمنية” ومطالبته دول التحالف ” إعلان موقف واضح” من ذلك “الانقلاب”.

 

بينما يرى كثير من المراقبين أن تحركات ابوظبي الأخيرة في عدن، ليست أكثر من ترتيبات جديدة لتقسيم تلعب بخيوطها المخابرات الأمريكية.

ولعل ما يزيد من تعقيد الوضع بعد خطوات أبو ظبي الأخيرة في عدن، انها جاءت وسط أجواء ملبدة بالغموض تحيط بمصير مباحثات التسوية القائمة بين صنعاء والرياض، والتي أصبحت إمكانية تعرضها للإحباط لا تقل عن فرص نجاحها، في ظل عدم استبعاد أن تنجح أبو ظبي في جر الرياض إلى الغرق في وحل مشاكل تسوية الملعب لصالحها جنوب اليمن، بما يمكن الرياض من تقديم نفسها ند لصنعاء في مباحثات التسوية، وليس باعتبار الرياض طرفاً أعلن الحرب لكنه لم يعد قادراً التحكم بنهايتها.

قد يعجبك ايضا