المصدر الأول لاخبار اليمن

ماهي مخاطر قرار واشنطن بادخال القنابل العنقودية في حرب أوكرانيا؟

تقرير/ وكالة الصحافة اليمنية //   تصاعدت ردود الفعل المعارضة لقرار واشنطن بإمداد كييف بقنابل عنقودية لاستخدامها في المواجهات مع القوات الروسية . الكثير من الآراء أجمعت على أن هذه الخطوة تدل على فشل الهجوم المضاد الذي خططت له القوات الامريكية والبريطانية وبقية الدول الأوروبية ، بخاصة بعد ان عملت على تدريب قوات كييف على […]

تقرير/ وكالة الصحافة اليمنية //

 

تصاعدت ردود الفعل المعارضة لقرار واشنطن بإمداد كييف بقنابل عنقودية لاستخدامها في المواجهات مع القوات الروسية .

الكثير من الآراء أجمعت على أن هذه الخطوة تدل على فشل الهجوم المضاد الذي خططت له القوات الامريكية والبريطانية وبقية الدول الأوروبية ، بخاصة بعد ان عملت على تدريب قوات كييف على استخدام الأسلحة الغربية  الحديثة والنوعيه التي زودت كييف بها مثل الصواريخ الامريكية بالغة الدقة ” هيمارس ” ، والصواريخ المضادة للدروع من طراز جافلين، وصواريخ ستينغر المضادة للطائرات، والصواريخ المضادة للسفن من طراز هاربون، ونافال سترايك و منظومات دفاع جوي “الباتريوت ” من طراز “هوك“ و “أفينجر“ وطيران مسير من طراز “فينيكس غوست” وصواريخ ستورم شادو البريطانية ودبابات  “ليوبارد-2”  الألمانية و “تشالنجر-2″البريطانية ، بل وارسلت العديد من الخبراء العسكريين والسبرانيين الى ميدان المعركة .

“وكالة الصحافة اليمنية “رصدت ردود الفعل حول مخاطر هذه الخطوة الخطيرة والتي قد تؤدي الى حرف مسار المواجهات الروسية الأوكرانية لتتوسع الموجهات المباشرة الروسية مع دول حلف شمال الأطلسي ، وستكون في هذه المرحلة نذر حرب عالمية ثالثة تستخدم فيها الأسلحة النووية الفتاكة .

المعارضة من الداخل

النائب الجمهوري “بول جوسار”  قال  إن توريد الذخائر العنقودية الأمريكية لأوكرانيا يمثل خطوة أخرى نحو التصعيد، ما يدل على أن الإدارة الحالية لا تريد السلام.

وصرح جوسار لوكالة “ريا نوفوستي” بالقول “لا أحد في إدارة الرئيس جو بايدن أو في الناتو يبحث عن السلام”.

وأضاف أن “الهجوم المضاد الذي طال انتظاره” لم يحقق شيئا لأوكرانيا، التي واجهت تصديا قويا من القوات الروسية.

وقال جوسار “إن الكثيرين ما زالوا يموتون”، مستنكرا الصراع الدائر وقرار الولايات المتحدة بنقل الذخائر العنقودية إلى كييف، ما “سيؤدي إلى مزيد من التصعيد” مضيفاً “مازلت أدعو إلى محادثات سلام”.

فيما قالت النائبة عن الحزب الديمقراطي بيتي ماكولوم، إنه يتعين على السلطات الأمريكية التخلص من مخزونها من الذخائر العنقودية، بدلا من تسليمها لأوكرانيا.

وأوضحت ماكولوم على صفحتها الإكترونية الروسية أن “قرار إدارة (الرئيس جو) بايدن تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية خطوة لا داعي لها، وهو خطأ فادح … وبصفتي مؤيدة قوية لسياسات إدارة بايدن في أوكرانيا ، يجب أن أصرح بأقوى العبارات الممكنة عن معارضتي المطلقة لنقل الذخائر العنقودية”، مؤكدة أنه “يجب إزالة هذه الأسلحة من ترساناتنا وعدم نقلها إلى أوكرانيا”.

وأضافت النائبة الأمريكية، أن توريد “ذخائر عنقودية أمريكية عفا عليها الزمن” إلى ساحة المعركة في أوكرانيا يقوض سلطة واشنطن، كما يتعارض بشكل مباشر مع موقف حلفائها في الناتو.

ووفقا لماكولوم، فإن هذا النوع من الأسلحة لا يجلب سوى “المعاناة والموت”، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تنفق عشرات الملايين من الدولارات سنويا للتخلص من الذخائر التي تعود إلى حقبة فيتنام في لاوس والتي “تواصل قتل وتشويه” المدنيين.

 

رئيس وزراء بريطانيا : بريطانيا “لا تشجع” استخدام القنابل العنقودية

من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن المملكة المتحدة ملتزمة باتفاقية حظر استخدام القنابل العنقودية، ولا تشجع على استخدامها بعد أن وافقت الولايات المتحدة على تزويد أوكرانيا بها.

وأكد سوناك أن المملكة المتحدة واحدة من 123 دولة حظرت هذه الأسلحة المثيرة للجدل، والتي سبق وأن تسببت في قتل مدنيين.

أما توبياس إلوود، رئيس اللجنة المختارة لشؤون الدفاع في المملكة المتحدة، فقد حث الولايات المتحدة على “إعادة النظر” في قرارها، الذي قال إنه “دعوة خاطئة لا تبعث على حسن النوايا على الصعيد الدولي”.

وأضاف النائب عن حزب المحافظين: “إن استخدامها يُخلّف ذخائر قاتلة غير منفجرة في ساحة المعركة وهو ما يسفر عن مقتل وإصابة مدنيين بعد فترة طويلة من انتهاء الحرب”.

بينما قالت ألمانيا، التي وقعت أيضا على الاتفاقية الدولية، إنها لن تزود أوكرانيا بها، لكنها تتفهم الموقف الأمريكي.

أمين العام حلف الناتو، ينس ستولتنبرغ،قال ”  إن التحالف العسكري للناتو لم يتخذ موقفا بشأن الذخائر العنقودية”.

 

وزيرة دفاع إسبانيا: لا للذخائر العنقودية 

فيما انتقدت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبلز، خلال تجمع حاشد في مدريد، قبيل الانتخابات الوطنية في 23 يوليو، نقل الولايات المتحدة ذخائر عنقودية لنظام كييف.

ونقلت “رويترز” عن روبلز قولها “لا للذخائر العنقودية. إسبانيا، بناء على التزامها الراسخ تجاه أوكرانيا، مقتنعة أيضا بأن أسلحة وقنابل معينة، لا يمكن توفيرها تحت أي ظرف من الظروف”.

وشددت روبلز على أن قرار إرسال هذا النوع من الأسلحة، اتخذ من قبل حكومة الولايات المتحدة بشكل منفرد وليس من قبل حلف الناتو.

 

خبير عسكري بريطاني : هذا القرار قد يؤدي الى انقسام الناتو

 رئيس الأركان البريطاني السابق ريتشارد داناتن أكد أن قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن تزويد أوكرانيا بذخائر عنقودية يهدد بانقسام الناتو.

وقال داناتن في حديث لقناة “Sky News” البريطانية: “مع اقترابنا من قمة الناتو في فيلنيوس، أعتقد أن إرسال هذه الذخائر في المرحلة الحالية، عندما حظرها العديد من دول الناتو، قد يؤدي إلى حد ما إلى انقسام الناتو”.

وأضاف: “بناء على خبرتي الخاصة عندما كنت أرأس القوات البريطانية وكنا في طريقنا إلى كوسوفو عام 1999 فقدنا جنديين لقيا مصرعهما بسبب الذخائر العنقودية غير المنفجرة للناتو التي كان استخدامها مسموحا آنذاك”.

كييف تواجه صعوبات في الهجوم المضاد

 مراسل قناة “سكاي نيوز” في الولايات المتحدة “مارك ستون” قال ” إن قرار واشنطن بنقل ذخائر عنقودية لأوكرانيا يشير إلى أن قوات كييف تواجه صعوبات كبيرة في الهجوم المضاد”.

وكتب ستون في مقال نشر على موقع القناة على الانترنت “إن نقل هذه الأسلحة يخلق مخاطر واضحة على المدنيين. ليس الآن، ولكن في المستقبل. أصداء الحرب من الذخائر الصغيرة غير المنفجرة واضحة في ساحات القتال السابقة في جميع أنحاء العالم”.

وأضاف  أن الولايات المتحدة “تخاطر بفقدان “تفوقها الأخلاقي على روسيا” من خلال توريد الأسلحة المحظورة في معظم دول العالم. فلماذا نوفرها؟ لأن الحقائق على الأرض ليست في صالح أوكرانيا. هذا القرار إشارةٌ واضحة على أن الشؤون العسكرية لأوكرانيا لا تسير على ما يرام إطلاقا”.

منظمات حقوقية : استخدام القنابل العنقودية له عواقب وخيمة

في ذات السياق أشارت صحيفة” ذا هيل ” البريطانية،  إلى أن 38 منظمة حقوقية على الأقل عارضت توريد الذخائر العنقودية إلى أوكرانيا.

وبحسب الصحيفة: “عارضت 38 منظمة حقوقية على الأقل نقل الذخائر العنقودية إلى أوكرانيا، حيث أن استخدامها له عواقب وخيمة”.

ونقلت الصحيفة عن سارة ياغر، مديرة منظمة هيومان رايتس ووتش إن الجانبين استخدما الأسلحة في الحرب، وهو ما تسبب في “سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى بإصابات خطيرة في صفوف المدنيين”.

وكررت “ياغر” هذا التحذير قائلة “إن الذخائر العنقودية تشكل تهديدا خطيرا لأرواح المدنيين، حتى بعد فترة طويلة من انتهاء الصراع ولها عواقب وخيمة”.

 

كما انتقد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الخطوة الأمريكية، داعيا إلى “التوقف الفوري” عن استخدامها.

موسكو : قرار واشنطن دليل ضعف ويأس بعد فشل الهجوم المضاد

الرد الرسمي الروسي حمل واشنطن مسؤولية مقتل المدنيين المتوقع بعد نقل ذخائر عنقودية لنظام كييف، مؤكدة أن هذا التطور “ناتج عن يأس ويمثل دليل ضعف، على خلفية فشل الهجوم الأوكراني المضاد”.

ووصفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قرار الإدارة الأمريكية بتزويد نظام كييف بهذه الذخائر المحرمة بأنه “مظهر صارخ آخر لمسار الولايات المتحدة العدواني المناهض لروسيا، والهادف إلى إطالة أمد الصراع في أوكرانيا قدر الإمكان”.

واعتبرت المتحدثة أنها “محاولة خسيسة لإبقاء السلطة الأوكرانية الحالية على قيد الحياة، بغض النظر عن الخسائر في صفوف المدنيين”، مؤكدة أن تعهد كييف بعدم استخدام هذه الأسلحة ضد مناطق مأهولة بالمدنيين “لا قيمة له”.

وأشارت زاخاروفا إلى أن تجربة استخدام ذخيرة مماثلة في الشرق الأوسط ونزاعات أخرى، تظهر أنها يمكن أن تظل غير منفجرة لفترة طويلة، لتنفجر بعد انتهاء الأعمال العدائية. وأضافت أن الولايات المتحدة “تصبح في الواقع متواطئة في تلغيم المنطقة وتتحمل المسؤولية عن مقتل المدنيين بالكامل، بمن فيهم الأطفال”.

وبحسب زاخاروفا، فإن توريد الذخائر العنقودية يمثل “بادرة يأس ودليل عجز” على خلفية فشل الهجوم المضاد الأوكراني.

وقالت زاخاروفا إن “السلاح المعجزة الجديد الذي تعول عليه واشنطن وكييف، دون التفكير في العواقب الوخيمة، لن يؤثر بأي حال من الأحوال على مسار العملية العسكرية الخاصة التي ستتحقق مهامها وأهدافها بالكامل”.

 

تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة أعلنت أمس الجمعة أنها بصدد نقل ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا، وهي ذخائر محظورة بموجب اتفاقية دولية صادقت عليها 123 دولة، باستثناء الولايات المتحدة وأوكرانيا.

وبرر الرئيس الأمريكي جو بايدن إمداد أوكرانيا بالذخائر العنقودية، بأنه إجراء مؤقت لحين زيادة الدول الغربية إنتاجها للقذائف التقليدية التي استنفدتها قوات كييف في هجومها المضاد، الذي كبدها وكبد الغرب خسائر مادية وعسكرية فادحة، وآلاف القتلى والجرحى والأسرى بين صفوف الجيش الأوكراني.

قد يعجبك ايضا