المصدر الأول لاخبار اليمن

اليوم التالي لحرب غزة.. الفواعل في الحرب وجديد التحولات العالمية التقنية وتوازنات القوى

تحليل/ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//

تطورت الاحداث وتراكمت التحولات في الخمسة عقود المنصرمة على عدة محاور.

المحاور الأربعة

المحور الأول، إاسرائيل هزمت في كل الجولات، وامريكا زجت بقواتها وتحالفاتها لتامين سيطرتها وحماية إسرائيل واختبرت استراتيجياتها وتكتيكاتها وهزمت، واستنزفت حلفائها في العرب والاقليم، في سوريا واليمن وليبيا والعراق واكتشفوا طبائعها؛ تستغلهم وتتركهم عند الحاجة لها، فبدأوا ينفضون عنها.

المحور الثاني، محور المقاومة راكم النقاط والانتصارات في وجه اسرائيل واستنزف أمريكا وحلفائها ووفر الفرص لاوراسيا للصعود ولأمم ودول العالم للتمرد والسعي لسياداتها وحريتها.

المحور الثالث، العالم والرأي العام العالمي تغير وتبدلت خياراته واكتشف عسف الرأسمالية في حقبة الامركة لتي سميت عولمة واوغلت في ليبراليتها وعدوانيتها ونهبها للأمم والشعوب، واكتشف العالم ان اسرائيل مجرد استطالة ودولة مصنعة كمنصة لخدمة القوى الاستعمارية التدميرية والنهابة؛ وتعرف على حقيقة القوانين والمحاكم والمؤسسات العالمية والمنظمات والضوابط التي سوقها العالم الانجلو ساكسوني على انها حضارية وعادلة وفي صالح البشر فتبين انها مجرد ادوات لتامين سيطرته لنهب الامم ولاستراتيجية المليار الذهبي وابادة البشر بالحروب وبالجوائح.

المحور الرابع، غيرت منتجات العصر من الشبكات والعوالم الافتراضية والذكاء الصناعي والثورة التكنولوجية الرابعة من قواعد انتظام العلاقات بين البشر والقارات والامم ومن العلاقة بين النخب المسيطرة والشعوب.

وأدت الى اسقاط وسائط وادوات السيطرة والهيمنة كما كسرت القوانين والقواعد والحدود، وامنت الاتصال والتواصل بين البشر بعيدا عن سيطرت ورقابة الدول والنخب وضوابطها، ما وفر للشعوب والمقاومات فرص تعميم ثقافتها وعدالة قضاياها بمقابل زيف الادعاءات والاكاذيب التي قامت عليها عوالم السيطرة والهيمنة واستثمار الشعوب وابادتها.

 

تفاعل المحاور

تفاعلت المحاور الاربعة ووفرت تراكمات كمية بلغت ذروتها وفرضت منطقها بضرورة وحتمية التحول النوعي وعندما استعصت ولادة العالم الجديد في حالة المخاض القاسية التي استمرت لخمسة عقود في بلاد العرب والمسلمين ومعهم جرت محاولة للتوليد بعملية قيصرية في اوكرانيا ولم تنجح فاقتضت الضرورات والحاجات  والجبرية – القدرية ان تصير عملية طوفان الاقصى شرارة العملية القيصرية الجارية لاستعجال الولادة تجاوزا لخطر وفاة الوالدة او الجنين او كلاهما.

هكذا وفي هذه الظروف والتحولات الجوهرية العميقة والتأسيسية التي شهدتها المنطقة وقوى الصراع والاقليم والعالم يجب فهم ودراسة ما هو جار في غزة وبناء على اداء الفواعل الاربعة، إسرائيل وأمريكا وعالمها “الانجلو ساكسوني” الشائخ وحلفهم.

 غزة وحلفها

 

الظرف الموضوعي والتحولات والتراكمات الكمية التي تستوجب تغيرات حدية ونوعية، ومفاعيل الثورة التقنية الرابعة والاتصالات والشبكات والذكاء الصناعي التي تفرض حقائقها وحاجاتها لإعادة انتاج قواعد وقوانين عصرية ناظمة للعلاقات بين البشر والامم والشعوب لانتظام الحياة البشرية على وجه الكرة الارضية وتوليد العالم الجديد….
غدا؛ غزة محكومة بالنصر والضفة والـ ٤٨ عقب اخيل إسرائيل لتنهي وجودها.
…../ يتبع

كاتب ومحلل سياسي لبناني

قد يعجبك ايضا