المصدر الأول لاخبار اليمن

قصص و مشاهد مروعة لشهداء الجوع من أطفال غزة

من وسط المشهد المتخم بالدماء والأشلاء في قطاع غزة، تبرز قصص المجاعة باعتبارها الوجه الأخر من حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على يد آلة القتل الصهيوني.
وهناك حيث لاتوجد كسرة خبز بدأت المقابر في ابتلاع الاطفال من ضحايا الجوع، “وكالة الصحافة اليمنية” رصدت اليوم قصص لبعض الأطفال الذين قضوا نحبهم بفعل حرب التجويع الصهيونية على غزة.

كتبها/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//

 

 

 

 تتوالى القصص المأساوية لحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة المنكوب وعلى الرغم من غزارة وتنوع أساليب كل جريمة يظل العامل المشترك بينها هو الحزن والصدمة والوجع وبأنها قصص ليست تحكى بل هي مآسٍ وأوجاع ووصمة عار على جبين الإنسانية في القرن الثاني والعشرين.

يقول السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي قائد الثورة الشعبية في اليمن في خطابه الخميس الماضي بشأن أخر مستجدات حرب الإبادة الجماعية في غزة: “المشاهد المأساوية في غزة ليست قصصا تحكى، بل هي مآسٍ وأوجاع كان من المفترض أن تُحيي الضمائر لمن بقي له قلب كما أنها تمثل لعنة عار على القتلة المجرمين وعلى داعميهم ووصمة عار في جبين الساكتين والمتفرجين”.

الحرب الأشد فتكاً

لعل أبشع قصص جرائم مأساة حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة قصص موت الأطفال جوعاً، فحين يستخدم البشر الجوع سلاح فتاك لقتل أقرانهم خاصة المستضعفين من الأطفال والنساء والعجزة فعلى العالم أن يتوقف عن الحديث عن الإنسانية وحقوق الانسان.

لقد تفنن أعداء البشرية في العالم من الصهاينة ومن أتبعهم في سلك الشيطنة العالمية في تنفيذ حرب التجويع. وهي حرب لا تقل فتكا عن الصواريخ والقذائف التي تنهمر على رؤوس أهل غزة بلا توقف.

على مدار 7 شهور عجاف، خلفت حرب التجويع كوارث إنسانية طالت سكان غزة وعلى وجه الخصوص الأطفال، حيث يُعاني أكثر من ثلث الأطفال في غزة من سوء التغذية والجفاف الحاد (بحسب ما نشرته الأونروا واليونيسيف في 15 مارس الجاري) توفي منهم 27 طفلاً بحسب وزارة الصحة الفلسطينية والمكتب الإعلامي الحكومي.

الموت يختبئ في قنينة الحليب

اليوم سنقف أمام مأساة الطفل “يزن الكفارنة” الذي لم يكمل عامه العاشر، وبعض من الأطفال الـ 27 الذين استشهدوا في حرب التجويع الذي استخدمه كيان الاحتلال الإسرائيلي كسلاح فتاك بحق سكان غزة وقبله استخدم من قبل “الشيطان الأكبر” المسمى أمريكا في العراق وفي اليمن.

صورة صادمة تناقلتها وسائل الإعلام لجثة الطفل الفلسطيني يزن الكفارنة 9 سنوات من بيت حانون الذي توفى نتيجة سوء التغذية في غزة وحول سلاح الجوع جسده الملائكي إلى جثة تشبه مومياء ملوك سبأ وحمير وملوك الفراعنة في مصر.

مع قدوم شهر رمضان كان يزن يذهب مع أسرته لشراء متطلبات رمضان وملابس العيد، لكن يزن لم ينتظر هذه المرة رحلة التسوق السعيدة، لأن جسده الهزيل كان يصارع كوابيس الجوع ومرارة أوجاع قرقرة البطون الخاوية وعذاب سكرات الموت البطيء موت الجوع موت العذاب الذي لا يحتمل.

 

كما تحوَّل حلم يزن الجميل طوال 4 شهور من صراعه مع الجوع إلى كابوس يعيشه يوميًا أتعب نفسيته وأرهق جسده الهزيل وأكله بلا رحمة كما تأكل النار الهشيم، حتى تحول إلى هيكل عظمي أشبه بالمومياء.

والد يزن قال لوسائل الإعلام وهو يتسلم جثمان نجله الهزيل أن ولده عاش شهد الرفاهية وكان يحظى طوال سنواته التسع بأفخر أنواع الطعام والملبس وغيره لكونه طفلهم الوحيد.

 

ذلك الوالد المفجوع، أراد من كلامه أن يوصل رسالة للعالم بأنه لم يتوقع أنه سيأتي اليوم الذي لن يستطيع فيه أن يوفر لطفله فتات الخبز حتى ولو كانت من براميل القمامة التي باتت فارغة بشكل كامل في القطاع الذي يشهد أكبر مجاعة وأكبر حرب إبادة يشهدها التاريخ الإنساني.

يزن كان يأمل وهو ينظر إلى عدسات وسائل الإعلام أثناء لفظه أنفاسه الأخيرة أن يراوده حلمٌ جميل من جديد، في الحصول على قنينة حليب أو كسرة خبز عوضاً عن حلمه قبل العدوان الصهيوني على القطاع، إلا أن “السيف سبق العذل”، ولم يسعفه القدر في رؤية رغد المستقبل الذي كان يحلم به أطفال غزة قبل أن تباغتهم آلة الموت الصهيوني والأمريكي منذ 7 أكتوبر الماضي.

في 15 مارس الجاري لفظ يزن أنفاسه الأخيرة أمام عدسات الكاميرات تاركاً رسالة مخزية للإنسانية  في بقاع هذا الكوكب الذي بات كغابة كبيرة تحت وحشية النظام العالمي الواحد الذي تقوده أمريكا ودول الغرب.

 

 

الملاذ المفقود

لم تكن حالة الطفل يزن الكفارنة في قطاع غزة المنكوب هي الوحيدة التي هزت قلوب العالم، فمع استمرار الحصار الغاشم وحرب التجويع الصهيونية الأمريكية بحق سكان غزة تنتشر المآسي الإنسانية ويتواصل صراع بطون أطفال غزة الخاوية مع سكرات الموت جوعاً ويا له من صراع مرير.

مستشفى كمال عدوان المستشفى الوحيد في شمال قطاع غزة الذي كان يعتبر ملاذاً لسد جوع مواليد وأطفال غزة بمواد تركيبة الحليب، إلا أنه فقد تلك التركيبة حيث وثق مقطع فيديو نشرته قناة الـ “بي بي سي” مشهد مصور لأطفال غزة وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة بداخل مستشفى كمال عدوان.

وأظهر المشهد الطفلة سحر وهي تموت جوعاً وتلفظ أنفاسها الأخيرة أمام نظر والدتها المحزن في وفاة سحر أن الطاقم الطبي أحضروا لها قنينة الحليب لكن بعد فوات فقد رحلت سحر عن العالم وهي لا تعلم “بأي ذنب قتلت”.

ومثل سحر مات الطفل “بهاء تيسير النمر” الذي كان وزنه 60 كيلو قبل العدوان على القطاع وأصبح 16 كيلو.

كما تناقلت وسائل الإعلام وفاة الأطفال فادي الزنط 6 سنوات، والطفل أحمد علي اليسار، والطفل مهند النجار.

 

 

وكذا نشرت قناة “الجزيرة” مشهد فيديو للطفلة رفيف وشقيقها رفيق.. اللذان نجيا من مجزرة مروعة وارتقى جميع أفراد عائلتهم، لكنهم لم ينجو من سوء التغذية داخل مجمع الشفاء الطبي في شمال غزة.

تابوت الموت في صرح المنظمات الدولية

ووسط صمت المجتمع الدولي وتواطؤ أمريكا ومن خلفاها بريطانيا وبقية دول الغرب الاستعماري فإن قطاع غزة يوشك على الزوال والسقوط في براثن أزمة جوع قاتلة، حيث بات كافة سكان القطاع يحتاجون حاليًا إلى مساعدات غذائية 90 % منهم وصلوا إلى مستويات طارئة من الجوع، وذلك بحسب أخر تقرير لمكاتب الأمم المتحدة.

وقالت المنظمة: “يعاني 1 من كل 3 أطفال دون سن الثانية، في شمال قطاع غزة سوء التغذية الحاد، وهو ارتفاع مهول مقارنة بـ 15.6 بالمئة في يناير الماضي”.

وفي السياق قال ريتشارد بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية في 15 مارس الجاري “إن طفلا واحدا من بين كل ستة أطفال دون الثانية في شمال القطاع يعاني من سوء تغذية حاد، وأردف قائلا “كان هذا في يناير. لذا من المرجح أن يكون الوضع أسوأ اليوم”، مشيرا إلى الشهر الذي تم فيه تسجيل البيانات.

فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى “الأونروا” وصف على حسابه في مصة “إكس” في 18 مارس الجاري المجاعة في قطاع غزة واستخدامها من قبل البشر كسلاح بأنها “وصمة عار على جبين إنسانيتنا الجماعية”.

قد يعجبك ايضا