المصدر الأول لاخبار اليمن

ماهي تداعيات التصعيد العسكري “الإسرائيلي” جنوب سوريا على المنطقة؟

ـ

تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//

 

شهدت مناطق جنوب سوريا خلال الأيام الماضية، وتحديدًا في ريف القنيطرة  تصعيدًا عسكريًا جديدًا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي وسعت عملياتها داخل البلدات السورية القريبة من الحدود مع الجولان المحتل.

هذه التطورات تأتي في سياق استمرار سياسة “حكومة نتنياهو” المتمثلة في توجيه الضربات الجوية والتوغلات البرية داخل الأراضي السورية، تحت مبررات واهية تتعلق بما يسمى “الأمن القومي الإسرائيلي”.

أبعاد التصعيد “الإسرائيلي”

بحسب مصادر محلية ووسائل إعلام سورية، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء، قرية “صيدا” الواقعة عند الحدود الإدارية بين درعا والقنيطرة، حيث أقامت حاجزًا أمنيًا لتفتيش المواطنين، مما أثار قلقًا واسعًا في صفوف سكان البلدة.

كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن رتلًا عسكريًا “إسرائيليًا” يضم أكثر من 12 آلية محملة بالجنود دخل إلى القرية، وتمركز في الحي الغربي من احياء بلدة صيدا، بينما قامت مجموعات عسكرية أخرى بعمليات تفتيش داخل منازل المدنيين.

هذا التصعيد يأتي بعد يوم واحد من تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي، “يسرائيل كاتس”، الذي أكد أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لن تنسحب من المنطقة الأمنية التي احتلتها في جبل الشيخ السوري الشهر الماضي، مشددًا على أن قوات الاحتلال ستبقى هناك “لأجل غير مسمى”.

هذا الإعلان يشير إلى نية حكومة كيان الاحتلال توسيع نطاق عملياتها العسكرية في الجنوب السوري، وفرض واقع أمني جديد على الأرض.

تصاعد العدوان

لم تقتصر العمليات الصهيونية على التوغلات البرية، بل شملت أيضًا تكثيف القصف الجوي.

ففي 9 فبراير الجاري، شنت القوات الإسرائيلية ضربات جوية استهدفت مطار “خلخلة” العسكري في ريف السويداء الشمالي، وذلك للمرة الثانية خلال 24 ساعة.

كما نفذت عمليات توغل في قرية “عين النورية” بريف القنيطرة الشمالي الشرقي، حيث دمرت بقايا سريّتَي هاون وصواريخ مضادة للدروع تابعة للجيش السوري سابقًا.

هذه الاعتداءات تعكس استراتيجية “إسرائيلية” مستمرة لضرب البنية التحتية العسكرية السورية ومنع أي إعادة تموضع للقوات السورية أو حلفائها في المنطقة.

الأبعاد الإقليمية والدولية

يأتي هذا العدوان الصهيوني في وقت تتزايد فيه التوترات على الساحة السورية والإقليمية، حيث تسعى حكومة كيان الاحتلال إلى فرض معادلات جديدة على الساحة السورية في ظل غياب أي ردع من حكام سوريا الجدد وتدخل دولي فعال.

فمع انشغال حكام سوريا بالصراعات والاقتتال الداخلي القائم بين الفصائل المسلحة التابعة لها والمدعومة من تركيا وتنامي حدة صراع النفوذ بين أنقرة وواشنطن في شمال وشرق سوريا، تواصل حكومة الاحتلال تنفيذ عملياتها العسكرية دون أي ضغوط حقيقية.

من ناحية أخرى، تثير الاعتداءات الصهيونية تساؤلات الكثير من المراقبين والمهتمين بالشأن السوري حول مستقبل سوريا واستقرارها الأمني ووحدة وسلامة أراضيها، حيث قد تؤدي إلى تصعيد أوسع بين الأطراف المختلفة وبدعم خارجي، خاصة في ظل وجود فصائل مسلحة موالية لتركيا وأخرى موالية لواشنطن وكذا وجود حاضنة كبيرة لمحور القدس وعلى وجه الخصوص حزب الله في المنطقة، والتي قد ترى في التحركات الصهيونية تهديدًا مباشرًا يستوجب الرد.

وفي الأخير يمكننا القول، أن العدوان العسكري الصهيوني في جنوب سوريا يشير إلى استمرار السياسة الإسرائيلية الساعية إلى استهداف مواقع تعتبرها “تهديدًا لأمنها”، سواء عبر القصف الجوي أو التوغلات البرية. ومع غياب ردع فعال وصارم من قبل حكام سوريا الجدد وحلفائهم، يبدو أن سوريا بشكل خاص والمنطقة بشكل عام مقبلة على مزيد من التوترات، ما قد ينعكس سلبًا على الوضع الأمني والإنساني في سوريا.

السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستظل هذه العمليات دون رد، أم أن تصاعد التوتر سيؤدي إلى مواجهة أوسع مع كيان الاحتلال في المستقبل؟

قد يعجبك ايضا