المصدر الأول لاخبار اليمن

تضامنوا مع غزة.. قمع طلاب الجامعات يؤجج صراع أمريكا الاقتصادي

تقرير/وكالة الصحافة اليمنية//

 

يُعتبر الوضع الحالي لطلاب الجامعات الأمريكية الذين يُظهرون تضامنًا مع فلسطين معقدًا ومثيرًا للجدل، حيث يواجه بعضهم تحديات متعددة بسبب مواقفهم السياسية.

أصبحت قضية فلسطين من القضايا الشديدة الحساسية في الحرم الجامعي الأمريكي، مما أدى إلى تنافر بين الطلاب المؤيدين لفلسطين والمؤيدين للاحتلال الإسرائيلي.

 كما أن بعض الجامعات تخاف من فقدانها للتمويل من الجهات الداعمة للاحتلال، حيث تم فرض قيود على تنظيم فعاليات أو إزالة لافتات ورموز مرتبطة بالقضية الفلسطينية.

من جهة ثانية يقوم المؤيدون للاحتلال بتوجيه اتهامات لمناصري فلسطين بمعاداة السامية؛ لمجرد انتقادهم سياسات الاحتلال أو دعمهم لحقوق الفلسطينيين، ما يؤدي إلى تحقيقات إدارية وتأديبية من قبل الجامعات، وتأثير سلبي على مستقبلهم الأكاديمي أو المهني.

شواهد من صروح العلم

على سبيل المثال شهدت جامعة كولومبيا بنيويورك، في السنوات الأخيرة احتجاجات متكررة بين مجموعات مؤيدة لفلسطين وأخرى مؤيدة للاحتلال، مع تقارير عن عقوبات ضد طلاب شاركوا في فعاليات مثل “أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي”.

وفي جامعة كاليفورنيا، اُتُّهِمَت بعض الفعاليات المؤيدة لفلسطين بخلق بيئة معادية لليهود، مما أدى إلى نقاشات حادة حول حدود حرية التعبير.

 حملات قمع

مؤخرا شهدت جامعة تكساس حملة شنها الأمن الداخلي على الطلاب الأجانب، بسبب احتجاجهم ضد الإبادة الجماعية المستمرة بغزة ولدعمهم فلسطين.

 ووفقًا لمسؤولي نظام جامعة تكساس، فقد تأثر نحو 176 طالبًا في مؤسسات الجامعة، فيما أكدت جامعة تكساس أن القرار طال 38 من طلابها الدوليين.

وأكدت جامعة تكساس في أوستن أن “تأشيرات عدد من الطلاب الدوليين قد تغيرت بشكل غير متوقع خلال الأيام الماضية”، مشيرة إلى أنها تعمل على تقديم الدعم للطلبة المتضررين عبر ربطهم بالموارد والإرشادات المناسبة. ويُعد إلغاء التأشيرة خطوة خطيرة قد تمنع الطالب من العودة إلى الولايات المتحدة.

طلاب جامعة هارفارد

تهديدات ترامب مثيرة

وفي ذات السياق القمعي هدد الرئيس ترامب جامعة هارفارد بوقف الإعفاء الضريبي؛ لتضامن طلابها مع فلسطين، جاء ذلك في بيان له عبر منصة “تورث سوشيال” حيث أشار البيان إلى أن الإعفاء الضريبي يتطلب العمل من أجل المصلحة العامة، وأن جامعة هارفارد قد تفقد وضعها “المعفى من الضرائب” إذا استمرت في دعم الاحتجاجات المتضامنة مع فلسطين.

كما هدد ترامب بتجميد التمويل الفيدرالي لعدد من الجامعات، وأعلن عن فتح تحقيق في المنح المقدمة للجامعات؛ للتأكد من استخدامها بما يتماشى مع قوانين الحقوق المدنية. كما قررت إدارته تجميد 2.2 مليار دولار من التمويل و60 مليون دولار من رسوم العقود.

 تأتي هذه التهديدات بحسب وسائل إعلام أمريكية، في سياق احتجاجات واسعة شهدتها أكثر من 50 جامعة أمريكية.

فصل وإيقاف عن العمل

بدوره دعا ائتلاف التحرير ” تحالف طلابي” إلى سحب الاستثمارات من الاحتلال، وكشف في بيان صحفي نُشر هذا الأسبوع، أنه تم إيقاف خمسة أشخاص عن العمل في الجامعه، من بينهم ثلاثة طلاب حاليين وخريجان حديثان، وبحسب البيان، فإن أحد الموظفين، وهو عضو هيئة تدريس بدوام كامل في المعهد الدولي، تم فصله رسميًا في 11 أبريل، رغم أن الاحتجاج وقع قبل تاريخ تعيينه، ولم تُثر أي تحفظات خلال عملية فحص خلفيته الوظيفية.

وكان الاحتجاج، الذي شارك فيه نحو 200 متظاهر، قد نُظم أمام متحف الفنون التابع لجامعة ميشيغان بالتزامن مع اجتماع مجلس الأمناء. وطالب المشاركون الجامعة بسحب استثماراتها من صناديق وقفية تقدّر بـ6 مليارات دولار مرتبطة بشركات داعمة للاحتلال، في ظل استمرار العدوان على غزة.

دعم حقوق الشعب الفلسطيني

وفي العاصمة واشنطن خرجت حشود من المتظاهرين خارج مقر إدارة الهجرة والجمارك، معبرين عن دعمهم للطلاب ودفاعهم المستمر عن القضية الفلسطينية؛ حيث دعا المحتجون إلى إنهاء السياسات القمعية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدين على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لتحقيق العدالة والاستقرار في المنطقة.

عائدات أمريكا تنكمش

طلاب جامعة تكساس

الصحيفة الأمريكية “واشنطن بوست”، قالت إن هذه الخطوة جزء من حملة أوسع تشنها الإدارة ضد الجامعات الأميركية، على خلفية قضايا مثل معاداة السامية والاحتجاجات المناهضة للحرب في غزة وبرامج التنوع والشمول.

فيما أكدت الكاتبة الأميركية كاثرين رامبيل، في مقال نشرته ذات الصحيفة، أن سياسات ترامب ضد التعليم العالي “تقضي على” أهم صادرات البلاد وهو التعليم العالي.

وأضافت أن الجامعات الأميركية تستقطب العديد من الطلاب الدوليين، الذين تدر أقساطهم على الاقتصاد الأميركي دخلا يفوق دخل صادرات قيمة مثل الغاز الطبيعي والفحم، ويحقق فائضا تجاريا كبيرا يساعد في تمويل المنح الدراسية للأميركيين ذوي الدخل المحدود.

وحذرت الكاتبة من أن حملة ترامب تقوض قوى البلاد الناعمة عبر تنفير الطلاب الدوليين من الجامعات، حيث يتشرب الطلاب القيم الأميركية ويعودون بها إلى بلدانهم، مما يعزز صورة الولايات المتحدة حول العالم.

موقف صعب للطلاب

يمكن القول إن الطلاب المؤيدون لفلسطين في الولايات المتحدة غالبًا ما يجدون أنفسهم في موقف صعب بين الدفاع عن قضية يرونها عادلة ومواجهة عواقب قد تؤثر على حياتهم الأكاديمية والاجتماعية.

قد يعجبك ايضا