المصدر الأول لاخبار اليمن

المتعوس على خايب الرجاء

تحليل/د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//

في خبر كاد يهز الدنيا لبهتانه برغم النفخ به من أصحاب الغايات، احتفلت وسائط إعلامية وجهات سياسية بعزم أبو مازن زيارة دمشق للقاء الجولاني العائد من قطر معززاً بمصالحة مع رئيس وزراء العراق، تمهيداً لدعوته إلى قمة بغداد، وتحصين السوداني من الانتقادات الحادة التي تعج في الأوساط العراقية، وغليان الشارع رفضاً لدعوة الجولاني المتهم بارتكاب مجازر بحق العراقيين أثناء مشاركته مع النصرة وداعش كقائد محلي يذبح الأسرى والأبرياء أحياء بالساطور.
عند سماع الخبر استيقظت الذاكرة على لقاء صدفي طابقت موضوعاته الحالة.

“التم المتعوس على خائب الرجا”
رواها مسن فلسطيني بلهجته البلدية واصفاً أبو مازن بـ”المتعوس”، فمنذ صعوده في فتح ومنظمة التحرير إلى وراثة القائد الشهيد رمز فلسطين وثورتها المستمرة أبو عمار والتعاسة ترافقه كظله، بل كأنه مغناطيس جاذب لها، وكمفوض متطوع باتعاس الشعب الفلسطيني، وابتلائه بالكوارث، وفرض أجندات نتنياهو و بن غفير وسموترتش، والتآمر على القضية الفلسطينية بتفويض دايتون ثم صبيانه لتصفية المقاومين ومحاصرة المخيمات، لتأمين مخطط تهجير الضفة وتطويبها لدولة يهودا والسامرة ودولة المستعمرين المستوطنين.
يزيد شيخنا: (هذا التعيس والمتعوس أتعسنا كفلسطينيين، وهو أخطر فصائل المستعربين، وأشدهم أذيةً لفلسطين وقضيتها.)

المتعوس يعيش منعزلاً، فلا أحد يقيم له حساب، أو يتصل به، أو يتذكره. حاله حال كل من باع شعبه ووطنه يرث التجاهل والزجر والاحتقار حتى من أسياده ومن خدمهم.
المتعوس لا شرعية له برئاسة السلطة، فقد انتهت ولايته منذ عقد وأكثر، ومازال فارضاً نفسه ورجاله وأجهزته، ويمنع بقوة الاحتلال حصول انتخابات للمجلس التشريعي والرئاسة، وتطوير منظمة التحرير، ويعطل بقوة سموترتش وبن غفير أي حراك وطني فلسطيني لحماية الضفة وأهلها، وللتضامن مع غزة التي تذبح وتدمر.

المتعوس يبحث عن صورة في الفضائيات وعمن يذكره ويتذكره، فقرر زيارة دمشق التي تَمنَّع دائماً عن زيارتها سابقاً. لأنها تحتضن المقاومة، وتناصر غزة، ولطالما تمسكت بالقضية الفلسطينية، وأبقتها حية وتقاوم. وبعد سقوط النظام وتسلم الجولاني قصر الشعب أصبحت مقصده. فالطيور على أشكالها تقع!
فلم يجد أحداً يستقبله إلا خائب الرجا، وبرغم هزال الزائر والمضيف منعت إسرائيل الحوامات الأردنية من نقله، تثبيتاً لحجم وطنية سلطته وأجهزته.

شيخنا المعتق يتطوع ويشرح لنا ماذا سيطلب المتعوس؛
تصفية حماس والجهاد والشعبية، وأي فصيل يناصر غزة والضفة، تساوقاً مع حملة الأردن والأجهزة اللبنانية؟ فقد لا تكون زيارة المتعوس صدفية مع الحملات الجارية!!
تهجير المخيمات القريبة من الحدود من دمشق ودرعا وريف دمشق الغربي كي لا تتحول الى بيئات حاضنة لمقاومة فلسطينية سورية لطرد الاحتلال المتوغل في “سورية خائب الرجا” ولإسناد الضفة وغزة.
الاستجابة لمطالب ومخططات نتنياهو لتأمين مخيمات للفلسطينيين من غزة والضفة والـ٤٨، فجهود نتنياهو لم تثمر ليتولى متعوس السلطة باسم فلسطين الطلبات.

يؤكد شيخنا أنَّ لقاء المتعوس مع خائب الرجا لن يغير شيئاً، فاجتماع مفلسَين لا ينتج مليئاً، وكلاهما يعرف بأنَّ زمنهم يسارع النفاذ. فلا خائب الرجا يملك حلولاً أو يستطيع تقديم شيء ليبقى في قصر الشعب السوري، وما بقائه حتى اللحظة إلا لإملاء فراغ حتى تحين الفرصة ويصير القرار نافذ ليلم متاعه ويرحل مسرعاً، ولا المتعوس يستطيع شيئا أو يمون على شيء، ولا أحد يراه أو يحسب له حساب ومكانة.
بل وحتى نتنياهو معلمهما ومعلم أردوغان يعدُّ أيامه العادية، ومازال ترمب يوجه له الصفعات ويحط من قدره وقيمته في كل مناسبة.

غير انشغال الإعلام الباحث عن حدث، والإعلاميين الساعين إلى النفخ بـ “القِرَب” المثقوبة لن يكون للقاء المتعوس مع خائب الرجا أية نتائج عملانية أو أحداث ذات قيمة.
فالزمن والتطورات والتحولات قررت مسارات المنطقة واتجاهات مستقبلها. وفي أول المؤشرات نهاية عصر الخيانة والخونة، وانتفاء الحاجة الى الصبيان والأدوات. فصاحب المشروع قرر طردهم والتخلي عنهم وعن المشروع باحثاً عن مشاريع وفرص في قارات أخرى.

كاتب ومحلل سياسي لبناني.

قد يعجبك ايضا