تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
يعيش الأطفال في غزة مأساة مركّبة تعجز اللغة عن وصفها: قنابل تستهدفهم من السماء، وحصار يخنقهم على الأرض، وعالم يقف صامتًا كأنه لا يرى أو يسمع.
لم تكتف الاحتلال الإسرائيلي، في عدوانه المتواصل منذ 7 أكتوبر 2023، بقتل الأطفال عبر الغارات، بل واصلت حربها بصمت، عبر تجويع الأحياء منهم وحرمانهم من العلاج والتطعيمات والرعاية الصحية، في مشهد يوازي المجازر المفتوحة التي لم تتوقف ليوم واحد.
16 ألف طفل شهيد.. و57 ضحية للجوع
وفق وزارة الصحة الفلسطينية، تجاوز عدد الأطفال الشهداء 16 ألفًا منذ بدء العدوان.. وإذا كان هذا الرقم المهول صادمًا بحد ذاته، فإن الأكثر فظاعة هو وفاة 57 طفلًا بسبب الجوع وسوء التغذية، في وقت تمنع فيه حكومة الاحتلال دخول الغذاء والدواء، وتقطع أي شريان للحياة، في خرق فاضح لكل القوانين الدولية واتفاقيات حقوق الطفل.
ومع ذلك، فإن الرد العالمي لم يتجاوز بيانات القلق، أما الرد العربي – إن صح تسميته ردًا – فظل في إطار الإدانات الدبلوماسية المكررة، التي لم تشفع لطفل ينتظر قطعة خبز أو جرعة ماء.
خذلان عربي.. شراكة في الجريمة بالصمت
الخذلان العربي بات جزءًا من المشهد الدموي.. لم تُفتح معابر آمنة، ولم تُكسَر الحصارات، بل على العكس، تشارك في حصار غزة من البحر والبر والجو، وسط صمت رسمي من بقية الدول العربية والإسلامية، وانشغال تلك الأنظمة بالحسابات السياسية على حساب دماء الأطفال.
فأين هي “القمم الطارئة”؟ أين هي الجيوش التي تكدست في العواصم؟ لماذا يعجز العالم العربي، بكل ثرواته ونفوذه الجغرافي والديني، عن وقف آلة القتل أو حتى الضغط لإدخال علبة حليب أو لقاح؟
المجتمع الدولي.. تواطؤ مغلّف بالدبلوماسية