المصدر الأول لاخبار اليمن

أسماء أبو الهيجا.. رحيل أم فلسطينية واجهت “إسرائيل” لتموت دون وداع

خاص/وكالة الصحافة اليمنية//

 

توفيت فجر اليوم الاثنين، في المستشفى الاستشاري بمدينة رام الله الأسيرة المحررة والأم المجاهدة، أسماء محمد سباعنة، من جنين، زوجة الأسير القائد الشيخ جمال أبو الهيجاء ووالدة الشهيد حمزة بعد صراع مع المرض استمر أسابيع.

 عاشت أسماء تواجه عدوين أحدهما الاحتلال الإسرائيلي الذي قضت في سجونه أيامًا من عمرها، والأخر مرض السرطان، الذي تمكن منها بعد معركة مريرة، صمدت فيها بكل قوتها، رغم أنها تعاني وجع اعتقال زوجها الشيخ المقاوم جمال ابو الهيجاء، وأولادها المغيبون في سجون “إسرائيل”.

 رحيل دون وداع

كبرت أسماء وسط الحصار والمداهمات، وأبناؤها عبد السلام، عماد، عاصم، تنقلوا بين سجون الاحتلال، أما حمزة، ابنها الأصغر، فارتقى شهيدًا في اشتباك مسلح عام 2014، ليترك علامة فارقة في سجل الأسرة.

بينما هي تصارع الموت، وصلها خبر اعتقال ابنتها بنان، رفيقتها وممرضتها، في أيامها الثقيلة.

أُوقفت الفتاة بالقرب من حاجز إسرائيلي في طولكرم، لتجد أسماء نفسها وحيدة في أكثر لحظات ضعفها، محرومة حتى من نظرة أخيرة من ابنتها.

فجر اليوم، رحلت الأسيرة عن الدنيا، اسلمت روحها لربها، وفي قلبها حسرة الأم التي لم تُمنح فرصة وداع أبنائها، ولا حتى نظرة من زوجها الذي يقبع خلف جدران سجون الاحتلال منذ عقود، رحلت وهي تحمل وجع كل أم فلسطينية تدفع ثمن الحرية من عمرها وصحتها وفلذات كبدها.

عائلة الاسير الفلسطيني جمال عبد السلام زوج أسماء

أسدل الستار على وجع أسماء، لكنه لم يُسدل ليحجب تضحياتها، أو يطمس صورتها، كرمز من رموز النضال الفلسطيني، وكواحدة من نساء فلسطين المحتلة، التي لم تنكسر حتى بعد موتها.

في مخيم جنين، تتشابك الآلام، وتتفاوت الأحزان، فـ الفقيدة أسماء، عاشت امرأة كُتب عليها أن تكون أم الشهيد، وزوجة الأسير، ووالدة الأسرى.

الأسرة تمضي باتجاه والدهم

 عندما تزوجت من الشيخ جمال أبو الهيجا، كانت تعرف أنه رجل اختار درب المقاومة، فاختارت أن تكون معه صخرةً في وجه كل ريح، منذ 2002 تاريخ اعتقال زوجها، وهي تكافح، الحكم عليه بتسعة مؤبدات، أكدت لها حقيقة أنها ستمضي وحيدة للتكفل بأسرة ستمضي باتجاه والدهم، حين ظن المحتل أنه تمكن من إخماد “نور” ثوروي جاء أولاده ليسيروا على ذات الدرب، المقاومة والجهاد، وإن كان الثمن السجن أو الشهادة سعيًا للنصر.

 مرت الأيام، وتسلل “السرطان” إلى جسد الأم الصابرة، لينهش فيه، كعدو خفي، باغتها متكئا على أحزانها، مستغلا ظروفها، جوعها، ألمها على أولادها الشهيد حمزة، والأحياء الثلاثة وآخرهم ابنتها بنان؛ لتموت والدتهم وحيدة.

 أسرة أبو الهيجاء واحدة من الأسر التي أربكت الاحتلال الإسرائيلي، فصار كل أفرادها أهدافًا لبنادق الموت وقيود الاعتقال، كلما زاد صلف المحتل، كلما آمنت أسماء وأبنائها بأهمية القضية، وأحقية أن تعود الأرض لأهلها، وسكانها.

أسماء أبو الهيجا وابنتيها ونجلها عبد السلام

لا يزال الأسير القائد جمال عبد السلام أبو الهيجا (65 عاما)، يقبع في سجون الاحتلال منذ اعتقاله في 26 أغسطس 2002، بعد مطاردة استمرت شهورا عقب مشاركته في معركة الدفاع عن مخيم جنين.

أصيب خلالها إصابة بالغة أدت لبتر يده ثم حكم عليه بتسعة مؤبدات وعشرين عاما بتهمة قيادة كتائب القسام والمشاركة في عمليات فدائية والإشراف عليها مثل :عملية مطعم سبارو بالقدس، عملية نهاريا، عملية الحافلة في صفد وغيرها.

قد يعجبك ايضا