كوبنهاغن/وكالة الصحافة اليمنية//
اعتبر وزير الخارجية الدنماركي لارس لوكا راسموسن أن إعلان رئيس حكومة كيان الاحتلال الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو” عزمه استئناف القتال بـ”كل قوة” في قطاع غزة، يشكّل انتهاكًا صارخًا للقواعد الدولية، ويمثل تطورًا خطيرًا في سياق الحرب المستمرة على القطاع.
وفي تصريحات نقلتها هيئة البث الدنماركية، عبّر راسموسن عن انزعاج بلاده من ما وصفه بـ”خطط نتنياهو الاستفزازية”، مشددًا على أنها “تتعارض مع جميع القواعد الدولية المعمول بها، وتُعد تحديًا مباشرًا لإرادة المجتمع الدولي”.
وكان “نتنياهو” قد صرّح، مساء الثلاثاء، بأن حكومته لن توقف الحرب على غزة، قائلًا: “قد نوقف إطلاق النار مؤقتًا من أجل استعادة الأسرى، لكن القتال سيُستأنف بكل قوة حتى تحقيق النصر الكامل”، على حد قوله.
راسموسن، الذي سبق أن عبّر عن أمل بلاده بتثبيت هدنة في القطاع عقب إطلاق سراح الأسير الأميركي “عيدان ألكسندر”، قال إن هذه التصريحات تعكس نية “إسرائيلية” للتصعيد وتهربًا من الالتزامات الإنسانية.
وأضاف: “لا أبالغ حين أقول إنني منزعج، فإسرائيل لا تفي بمسؤولياتها في غزة، ولا تضمن وصول المساعدات الإنسانية التي لم تدخل منذ أكثر من 60 يومًا، وهذا لا يتوافق مع التزاماتها الدولية”.
كما حذّر الوزير الدنماركي من أن التصعيد “الإسرائيلي” في غزة، والتلويح بعمليات تهجير قسري للفلسطينيين، يمثّل استفزازًا خطيرًا يتعارض مع القانون الدولي الإنساني. وقال: “الرسالة التي يحملها نتنياهو الآن ليست فقط للفلسطينيين، بل للمجتمع الدولي بأسره، وهي تأتي بالتزامن مع جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة، ما يضفي على التصريحات طابعًا تصعيديًا إضافيًا.”
ورغم المواقف المتحفظة التي تنتهجها كوبنهاغن تقليديًا تجاه الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، خاصة في سياق إدانة العدوان العسكري، إلا أن راسموسن شدّد على موقف بلاده الداعي إلى “حل الدولتين وضمان الحقوق الفلسطينية”.
وفي السياق، تواجه الحكومة الدنماركية انتقادات متصاعدة من منظمات حقوقية وشعبية بسبب استمرار تراخيص تصدير معدات تقنية قد تُستخدم في طائرات “إف-35” الإسرائيلية، إلى جانب استمرار شركة ميرسك البحرية العملاقة في نقل شحنات أسلحة إلى إسرائيل، ما يثير مخاوف قانونية متزايدة من إمكانية ملاحقة كوبنهاغن قضائيًا بتهمة التواطؤ في جرائم حرب.