متابعات/وكالة الصحافة اليمنية //
أكدت الشرطة الأمريكية أن بن كوهين، المؤسس المشارك لشركة بن آند جيري، كان من بين سبعة أشخاص أُلقي القبض عليهم خلال شهادة وزير الصحة روبرت إف. كينيدي الابن في مبنى الكابيتول.
وأشار كوهين، وهو أحد مؤسسي شركة الآيس كريم الشهيرة، والمعروف بمواقفه السياسية الواضحة، إلى أنه كان يحتج على موقف الولايات المتحدة من حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة.
ويُظهر مقطع فيديو من جلسة استماع لجنة الصحة والتعليم والعمل والمعاشات بمجلس الشيوخ (HELP) متظاهرين يهتفون: “روبرت كينيدي يقتل الناس بالكراهية!” قبل أن تُخرجهم الشرطة.
وأُلقي القبض على سبعة أشخاص، من بينهم كوهين، للاشتباه في تجمهرهم أو عرقلتهم أو “إزعاجهم”، وهو ما يعني إزعاج الآخرين أو إزعاجهم، وفقًا لشرطة الكابيتول.
وُجهت إلى بعضهم، باستثناء كوهين، تهمة الاعتداء على ضابط شرطة أو مقاومة الاعتقال، وفقًا لبيان صادر عن شرطة الكابيتول، بينما اتُهم كوهين بـ”التجمهر أو العرقلة أو الإزعاج”، بحسب ما نقل موقع “أكسيوس”.
وقال كوهين في منشور عبر منصة “إكس” (تويتر سابقا): “أخبرتُ الكونغرس أنهم يقتلون الأطفال الفقراء في غزة بشراء القنابل، ويدفعون ثمن ذلك بطردهم من برنامج ميديكيد في الولايات المتحدة”.
وأضاف، بشر فيديو من الحادثة: وعلق “كان هذا رد السلطات”.
ويعد برنامج ميديكيد أكبر مصدر لتمويل الخدمات الطبية والمتعلقة بالصحة للأشخاص ذوي الدخل المنخفض في الولايات المتحدة.
واتخذت شركة الآيس كريم مواقف سياسية واضحة بشأن مجموعة من القضايا، وأعلنت عام 2021، أنها لن تسمح بعد الآن لشركتها التابعة الإسرائيلية بتسويق الآيس كريم في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، لكنها ستواصل بيعه داخل حدود “إسرائيل”، (أي الأراضي المحتلة عام 1948).
ولدى الشركة، ومقرها الولايات المتحدة، تاريخ من النشاط السياسي، وعند شرائها من قبل شركة “يونيليفر” العملاقة في مجال السلع الاستهلاكية، ومقرها بريطانيا، سمح لـ”بن أند جيري” بالإبقاء على مجلس إدارة مستقل للإشراف على مهمّتها الاجتماعية.
وخلّف قرار الشركة ردود فعل سياسية أيضا داخل “إسرائيل” وعلق رئيس الوزراء حينها، نفتالي بينيت، على القرار قائلا: “الأيس كريم كثير لكن لدينا دولة واحدة، هذا قرار خاطئ أخلاقيًا وأعتقد أنه سيتضح أيضًا أنه خاطئ تجاريا.. المقاطعة لن تنجح وسنقاتلها بكل قوة”.
بعد القرار الأول بفترة قصيرة، أعلنت العديد من الولايات الأمريكية أنها ستسحب مئات الملايين من الدولارات المدرجة كاستثمارات لدى شركة “بين آند جيري” وشركتها الأم يونيليفر.
في سبتمبر 2021، ذكر مسؤول بوزارة الخزانة في ولاية نيوجيرسي، أنه من المنتظر سحب 182 مليون دولار من أسهم وأصول في شركة يونيليفر مملوكة لصناديق معاشات التقاعد التابعة للولاية بسبب قيود على المبيعات في الأراضي الفلسطينية التي تحتلها “إسرائيل”.
كما أعلنت ولاية أريزونا في ذلك الوقت أنها سوف تسحب أيضًا تمويلها لشركة “بن آند جيري”، وأن سبع ولايات أخرى أطلقت مراجعات يمكن أن تؤدي إلى نتائج مماثلة.
وحينها، قال وزير المالية بالولاية، كيمبرلي يي: إن الإجراء سينطبق أيضا على الشركة الأم يونيليفر، فيما سيكون سحب استثمار قيمته 143 مليون دولار من شركة السلع الاستهلاكية متعددة الجنسيات.
رغم كل ذلك، أكدت شركة بين آند جيري في أكثر من مناسبة على ثبات موقفها، إذ اتجهت للقضاء بعد فشل جولة مباحثات أولى مع شركتها الأم يونيليفر بشأن النزاع حول بيع الأعمال التجارية لمنتجات في “إسرائيل” إلى مرخص له محليا.
وفي منتصف ديسمبر 2022، أعلنت يونيليفر أن نزاعها مع فرعها بين آند جيري بشأن بيع مثلجاتها في المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، تم حله، دون إضافة أي تفاصيل.
بينما أوضحت متحدثة باسم شركة يونيليفر في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أن “شروط الاتفاق سرية”.
في نهاية ذات الشهر، أعلنت الشركة إنهاء أعمالها بالكامل في “إسرائيل” والاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي، رغم الضغوط الهائلة التي تعرّضت لها من قبل شركتها الأم، واللوبي الصهيوني، وهو ما ثمنته حركة المقاطعة.