المصدر الأول لاخبار اليمن

في الذكرى الـ77 للنكبة… فلسطين تنزف واليمن في قلب المعركة

مطار “بن غوريون” تحت النار مجددًا وعشرات شركات الطيران تعلق رحلاتها وسط حالة ذعر

تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/ وكالة الصحافة اليمنية //

 

 

تأتي الذكرى السابعة والسبعون للنكبة الفلسطينية، هذا العام، في سياق بالغ التعقيد والخطورة، حيث لا يزال العدوان الإسرائيلي متواصلًا على قطاع غزة، وسط تواطؤ عربي رسمي وصمت دولي مطبق، يقابله تصاعد نوعي في عمليات الإسناد من اليمن، والتي استهدفت خلال الساعات الماضية مطار “بن غوريون” بثلاث هجمات دقيقة بالصواريخ والطائرات المسيّرة.

الهجمات الأخيرة، التي تزامنت مع الذكرى التاريخية لاغتصاب فلسطين وإعلان قيام “إسرائيل”، أعادت التأكيد على أن المقاومة لم تعد محصورة في حدود الجغرافيا الفلسطينية، بل باتت ذات امتداد إقليمي فاعل، وأن صمت الأنظمة لم يعد كافيًا لطمس صوت الشعوب الداعمة للقضية المركزية للأمة.

بن غوريون… مطار في مرمى النار

نفذت قوات صنعاء ثلاث هجمات جديدة استهدفت مطار اللد “بن غوريون” باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، ما تسبب في حالة رعب شديدة بين المسافرين، وخلّف ارتباكًا واسعًا في حركة الطيران.

وقد أكدت وسائل إعلام عبرية وشركات طيران دولية استمرار تعليق الرحلات الجوية إلى المطار، في ظل تصاعد المخاوف من تكرار الضربات، مما يعكس حجم التهديد الذي بات يمثله الهجوم اليمني على البنية التحتية الجوية في كيان الاحتلال الإسرائيلي.

وبينما تحاول حكومة الاحتلال التقليل من آثار الضربات، تظهر التقارير الاقتصادية أن إغلاق المطار يوجّه ضربة مزدوجة: أولًا على صعيد الحركة السياحية والتجارية، وثانيًا على مستوى الثقة الأمنية الداخلية والدولية.

من جرح التاريخ إلى نكبات الحاضر

تحل ذكرى النكبة هذا العام وقطاع غزة لا يزال يرزح تحت القصف والدمار، فيما تتفاقم الكارثة الإنسانية مع دخول الحرب شهرها الثامن. وفيما تتساقط المنازل على رؤوس الأطفال، وتُستهدف المشافي والمخيمات، تواصل بعض الأنظمة العربية اندفاعها نحو مشاريع التطبيع وتقديم أوراق الولاء المجاني لواشنطن وتل أبيب.

وما يزيد من قتامة المشهد، هو محاولات شيطنة كل موقف داعم لفلسطين، عبر ترديد دعاية غربية تعتبر التضامن مع المقاومة “خدمةً لأجندات خارجية”، في محاولة لفصل فلسطين عن بعدها العربي والإسلامي، وتحويلها إلى “قضية تخص طرفًا واحدًا”، وهو ما يمثل أبشع أشكال التواطؤ والتشويه.

المقاومة تتجاوز الحدود.. وميزان الردع يتغير

تشير الهجمات المتكررة التي تنفذها قوات صنعاء، سواء باتجاه مطار اللد “بن غوريون”، أو في فرض الحظر البحري عبر باب المندب وخليج عدن، إلى تغيّر فعلي في معادلات الردع.. لم تعد قوات الاحتلال قادرة على حصر المواجهة داخل الأراضي الفلسطينية، بل باتت مكشوفة أمام ردود إقليمية آخذة في الاتساع، من لبنان إلى اليمن.

هذا التغير في الجغرافيا القتالية يعيد رسم ملامح الصراع، ويؤكد أن زمن النكبة الصامتة قد انتهى، وأن الشعوب، مهما سكتت أنظمتها، تجد طريقها للرد والمواجهة.

من النكبة إلى النهوض

77 عامًا مرت على نكبة فلسطين، لكن شواهدها لا تزال ماثلة في غزة المحاصرة، في مخيمات الشتات، وفي وجوه الأمهات الثكالى.. ومع ذلك، فإن بروز محور إقليمي داعم للمقاومة، وتوسّع دائرة الاستنزاف ضد الاحتلال، يشي بأن القضية لم تمت، وأن الوعي الشعبي العربي، وإن خذلته السياسات الرسمية، لا يزال حيًّا.

وإذا كانت صواريخ اليمن ومسيراته اليوم تُربك المطارات والملاحة، فإنها، رمزيًا، تعيد الاعتبار لقضية ظن البعض أنها تُنسى.

قد يعجبك ايضا