المصدر الأول لاخبار اليمن

قصة الطفل علي فرج: جراح لا تُنسى من ذاكرة الوحشية الإسرائيلية

غزة/ وكالة الصحافة اليمنية//

في حي صغير بمدينة غزة، كان الطفل علي فرج 8 سنوات يلعب مع شقيقاته الخمس حول والدهم الذي كان يحكي لهم قصصًا قبل النوم. كانت الأسرة تعيش حياة بسيطة، لكنها مليئة بالحب، رغم الحصار والقصف الإسرائيلي العشوائي على المدنيين.

الطفل علي ، من مدينة غزة تحوّل إلى رمز للصمود الفلسطيني بعد أن نجا من قصف إسرائيلي مدمر استهدف منزل عائلته في حي اليرموك يوم 24 أبريل الماضي.

هذه المأساة، التي وُصفت بـ”مجزرة اليرموك”، أودت بحياة والده فرج، وشقيقاته الخمس: زينة (14 سنة)، لين (13 سنة)، رزان (11 سنة)، سعاد (6 سنوات)، وجوري (سنتان)، إلى جانب 16 فرداً آخرين من عائلتي فرج وشحتو، معظمهم أطفال.

 والدته، نهى شحتو، نجت بإصابات بالغة، لكنها فقدت والديها وإخوتها وأطفالهم، مما جعل علي الناجي الوحيد من عائلته إلى جانب أمه.

أُصيب علي بجروح بالغة، حيث قذفته القوة الانفجارية إلى سطح المنزل المجاور، وعُثر عليه وهو ملقى على السطح، مذهولاً، مصاباً ومغطى بالغبار والدماء.

في المستشفى، تحدث علي بصوت ضعيف: “كنت مع أبي… فجأة انفجر كل شيء، لا أعرف ماذا حصل. رأسي يؤلمني”. كلماته البسيطة عكست عمق الصدمة التي عاشها طفل فقد عالمه في لحظة.

تحوّل علي إلى شاهد صغير على جريمة كبرى، إلى وجه من وجوه البراءة المغدورة في غزة. صورة تروي حكاية فقدٍ لا يُوصف، ووجعه أصبح وجعا عاما.

 هو الآن طفل بلا أخوات، بلا بيت، لكنه يحمل حكاية لا يمكن نسيانها، تختصر وجع آلاف الأطفال الفلسطينيين الذين سلبتهم الحرب دفء العائلة، تجسد قصته الألم العميق والأمل الهش في ظل الحرب المستمرة على غزة.

 لم يعد علي ذلك الطفل الضاحك، بل أصبح ينكمش على نفسه، يخاف من أي صوت عالٍ، ويستيقظ ليلًا مذعورًا من الكوابيس.

 

والدة الطفل الفلسطيني علي فرج

 

والدته نهى، التي كانت ترقد في سرير مجاور بإصابات خطيرة، وصفت الخسارة بقلب مكسور: “البيت اختفى. زوجي، بناتي، أهلي… كلهم ذهبوا. بقي لي علي وبس”.

رغم الألم، يُظهر على صموداً يفوق سنه. ارتباطه بوالدته، وحضن أقاربه الدافئ، هما الخيط الرفيع الذي يربطه بالحياة. لكن دون وقف الحرب، فتح المعابر لرفع الحصار الجائر على غزة، وتوفير الدعم النفسي لـ”علي” وغيره من الأطفال ممن فقدو أهلهم ، فسيظل علي وأمه يواجهان مصيراً مجهولاً.

علي فرج، الطفل الذي نجا من الموت ليحمل جرحاً لا يُشفى، يذكّر العالم بأن وراء كل صاروخ قصة إنسان. صوته، رغم خفوته، يستحق أن يُسمع، وأمله الهش يستحق أن يُحمى.

علي فرج ليس رقمًا في إحصائية، بل طفلٌ حُرم من طفولته، ومن حقه أن يعيش بكرامة. قصته تذكير بوحشية العدوان الإسرائيلي، وصمود الأطفال الذين يدفعون ثمنًا ليس لهم فيه أي ذنب.

قصة الطفل علي فرج ليست مجرد مأساة فردية، بل انعكاس لمعاناة شعب بأكمله تحت وطأة الحصار والعدوان الإسرائيلي.

قد يعجبك ايضا