المصدر الأول لاخبار اليمن

ماذا خسرت “إسرائيل” نتيجة هجمات اليمن؟

تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//

 

بينما تُستعاد مشاهد التهجير والمذابح التي مهدت لقيام كيان الاحتلال الإسرائيلي منذ 77 سنة، جاءت التطورات الميدانية من اليمن لتؤكد أن القضية الفلسطينية لا تزال حية في وجدان الشعوب، وليست منسية كما يحاول البعض تصويرها.

رسائل أبعد من الأهداف العسكرية

فرضت قوات صنعاء، خلال الأيام الماضية، حظراً بحرياً وجوياُ من خلال تنفيذ هجمات صاروخية وبطائرات مسيّرة استهدفت مطار اللد “بن غوريون”، والذي يُعد الشريان الجوي الأبرز للاحتلال.. بعد ان فرضت منذ نوفمبر 2023 حظراً بحرياً على ميناء أم الرشراش “إيلات” وكذا الإعلان الجديد بوضع ميناء حيفا الحيوي تحت الحظر اليمني.

وبالرغم من محاولات الاحتلال التقليل من أثر الهجمات اليمنية، إلا أن الواقع على الأرض أظهر استمرار تعليق الرحلات الجوية من قبل عشرات شركات الطيران العالمية، ما يعكس حجم التأثير المباشر على القطاع الاقتصادي والسياحي في كيان الاحتلال الإسرائيلي.

شلل في الجو… ومخاوف تتصاعد

أدت العمليات الأخيرة إلى حالة شلل حقيقية في حركة الملاحة الجوية، خصوصًا أن مطار اللد “بن غوريون” سبق وتعرض لاستهدافات مشابهة خلال الأسابيع الماضية.

ويأتي ذلك في ظل تصاعد الحديث في وسائل الإعلام الغربية عن فقدان الاحتلال لقدرته على تأمين أجوائه، في الوقت الذي لا تزال فيه جبهات الجنوب مشتعلة في غزة، والشمال مهددة من حزب الله في لبنان.

الرسالة التي حملتها الهجمات اليمنية كانت واضحة: لا حصانة لعمق

الاحتلال الإسرائيلي، ولا استقرار دون وقف العدوان على غزة.

نكبة متجددة… وعدوان مستمر

حلت قبل أيام ذكرى نكبة 1948 والتي جاءت في ظل عدوان متواصل على قطاع غزة منذ أكثر من 19 شهراً، راح ضحيته عشرات الآلاف من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، وسط دمار شامل للبنية التحتية وكافة مرافق الحياة.

وتتقاطع مشاهد القصف الحالية في غزة مع صور النكبة الأولى عام 1948، حين اقتُلع الفلسطينيون من أرضهم بقوة النار، واليوم.. تتكرر تلك المأساة أمام أنظار العالم، مع تواطؤ عربي رسمي وصمت دولي لم يعد صعبًا على الشعوب تمييزه.

مركزية القضية الفلسطينية

التحولات الإقليمية تظهر بوضوح أن القضية الفلسطينية لم تفقد زخمها في وجدان الشعوب الحرة، وأن محاولات تهميشها أو تقديمها كملف إيراني إقليمي أو ملف فلسطيني داخلي هي محاولات بائسة لتبرير الخيانة والتطبيع.

الدعم الشعبي والعسكري الذي تتلقاه غزة بشكل مستمر من اليمن، يعكس عودة مركزية فلسطين إلى طاولة الصراع الإقليمي والدولي، ليس بوصفها مجرد قضية إنسانية، بل باعتبارها مفتاح الاستقرار أو الانفجار في المنطقة بأسرها.

قد يعجبك ايضا