المصدر الأول لاخبار اليمن

ترامب يُشهر سيف العقوبات والاتهامات في وجه بوتين

 زيلينسكي ينوح والكرملين يعترض..

تقرير/محمد الفائق/وكالة الصحافة اليمنية//

في تطور يعكس تحولات دراماتيكية في المشهد الجيوسياسي، تتجلى ملامح صراع جديد ومباشر بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ظل استمرار الحرب الطاحنة في أوكرانيا.

فبينما كان ترامب يُعرف بعلاقته الودية مع بوتين، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلًا عن مصادر مطلعة، عن تحول جذري في موقفه، حيث يدرس الآن بجدية فرض عقوبات على روسيا.

هذا القرار يأتي مدفوعًا بإحباطه المتزايد من الهجمات الروسية المستمرة، ويبدو أنه يمثل نقطة انعطاف في نهج ترامب تجاه الصراع الأوكراني.

العقوبات المقترحة، التي لن تشمل قيودًا مصرفية واسعة، تهدف إلى ممارسة ضغط على الكرملين لدفع بوتين نحو الموافقة على وقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا، في محاولة واضحة من ترامب لفرض حل سريع للمعضلة.

لم يكتفِ ترامب بالتلويح بالعقوبات، بل أطلق تصريحات نارية عقب الهجوم الروسي الأخير على أوكرانيا، واصفًا بوتين بأنه “جن جنونه تمامًا”. هذا الوصف غير المسبوق يعكس عمق الإحباط الذي وصل إليه ترامب، الذي استنكر بشدة أعمال القتل “دون داعٍ” واستهداف المدن الأوكرانية بالصواريخ والطائرات بدون طيار.

ورغم اعترافه بعلاقته الجيدة السابقة مع بوتين، أكد ترامب أن “شيئًا ما حدث له” وأنه يرتكب جرائم بشعة “دون أي سبب على الإطلاق”.

كما كرر ترامب قناعته بأن بوتين يسعى للسيطرة على أوكرانيا بأكملها، محذرًا من أن تحقيق هذا الهدف سيؤدي حتمًا إلى “سقوط روسيا”.

في الوقت ذاته، لم يسلم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من انتقادات ترامب، الذي اعتبر حديثه “يسبب مشاكل” وأنه “لا يقدم أي خدمة لبلاده”.

وكرر ترامب تأكيده بأن هذه الحرب “ما كانت لتبدأ أبدًا لو كان هو رئيسًا”، محملاً مسؤولية الصراع لكل من زيلينسكي وبوتين وبايدن، ومؤكدًا أن هذه “ليست حرب ترامب”، بل إنه يرى نفسه مجرد مساعد في “إخماد الحرائق الكبيرة والقبيحة” التي بدأت بسبب “عدم الكفاءة والكراهية الفادحة”.

 هذه التصريحات الحادة تُبرز بوضوح تحول ترامب من موقف الحياد أو التفاهم تجاه روسيا إلى موقف يتسم بالرفض الصريح لأفعال بوتين، مؤسسًا بذلك لساحة صراع جديدة، وإن كانت لفظية في ظاهرها، بين الرجلين.

لم يتأخر رد الكرملين على وصف ترامب لبوتين بالمجنون، حيث أشار إلى وجود “ضغوط عاطفية مفرطة في هذه اللحظة الحاسمة”، مؤكدًا أن الرئيس بوتين “يدافع عن روسيا”.

هذا الرد، رغم محاولته التخفيف من حدة التصريح، إلا أنه يعكس حساسية موسكو تجاه الهجوم الشخصي من شخصية بحجم ترامب. وفيما يتعلق بمسار التسوية، أوضح الكرملين أن مسودة مذكرة التسوية لم تُسلم بعد لأوكرانيا، وأن العمل عليها جارٍ، وأن الوثيقة “بحاجة إلى صياغة”، في إشارة إلى استمرار المحادثات الدبلوماسية الموازية للتصعيد العسكري.

 كما دافع الكرملين عن الضربات الروسية في أوكرانيا، مؤكدًا أنها “تُوجه للبنية العسكرية”، بينما تتهم روسيا الأوكرانيين باستهداف “مرافق البنية التحتية والمدنية في روسيا”.

وقد عبر الكرملين عن امتنانهم لترامب والولايات المتحدة على مساهمتهم في بدء عملية التفاوض بشأن أوكرانيا، معتبرين ذلك “إنجازًا مهمًا”.

ورغم هذه الإشارات الإيجابية نحو مساهمة ترامب في الحوار، إلا أن التصعيد اللفظي بينهما يلقي بظلاله على أي أمل في تحسن سريع للعلاقات.

الكرملين أشار أيضًا إلى وجود اتصالات بين الاستخبارات الروسية والأمريكية، لكنه اعتبر الحديث عن تعاون أمني واسع “سابق لأوانه”، مؤكدًا أن روسيا والولايات المتحدة في بداية الطريق نحو “استعادة العلاقات الثنائية”، وهي عبارة تبدو متناقضة مع لهجة ترامب الجديدة.

من جهته، قدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صورة قاسية للواقع على الأرض، كاشفًا أن روسيا أطلقت أكثر من 900 مسيرة خلال 3 أيام، إلى جانب صواريخ باليستية وكروز، وأن ضرباتها “تزداد اتساعًا كل ليلة”.

وأكد زيلينسكي أنه لا يوجد “منطق عسكريًا” في الهجمات الروسية الأخيرة، بل هي “خيار سياسي بأن بوتين اختار الاستمرار في الحرب”، مما يلقي باللوم المباشر على بوتين في استمرار التصعيد.

 وقد استغرب زيلينسكي استمرار الضربات الروسية بينما يُفترض أن الروس “يُعدون الآن مقترحات لمذكرة سلام بناء على لقاءات إسطنبول”.

ودعا زيلينسكي بوتين إلى “احترام من يتحدث إليهم”، متهمًا إياه بـ”اللعب بالدبلوماسية والدبلوماسيين”، ومشددًا على أن “هذا يجب أن يتغير”.

وفي دعوته لوقف الحرب وتحقيق السلام، طالب زيلينسكي بضرورة مقابلة “تزايد الضربات الروسية بزيادة العقوبات والحصار على تمويل وتجارة النفط الروسي”، مؤكدًا أن “لا يمكن إنهاء هجمات روسيا وتحقيق السلام إلا بقوة الولايات المتحدة وأوروبا والدول التي تحترم الحياة”.

هذا التباين الحاد في المواقف وتصاعد حدة التصريحات بين الأطراف الفاعلة يُشير إلى تعقيد الوضع وعدم وجود حل  وشيك، مع إضافة بُعد جديد من الصراع الشخصي بين ترامب وبوتين إلى المعادلة الجيوسياسية المعقدة.

قد يعجبك ايضا