صنعاء/ وكالة الصحافة اليمنية//
أكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، اليوم الخميس، أن ما يشهده الشعب الفلسطيني من حرب إبادة متواصلة منذ أكثر من 600 يوم، يمثل امتدادًا لمعاناة عمرها 77 عامًا، محذرًا من أن الصمت الإقليمي والدولي شجّع الاحتلال على تصعيد جرائمه.
جاء ذلك في خطاب جديد للسيد عبدالملك الحوثي، تناول فيه مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والتطورات الإقليمية.
وقال السيد عبدالملك الحوثي إن “العدو الإسرائيلي يتعمّد استهداف الأطفال والنازحين في ساعات الليل، ويستخدم الجوع والتجويع سلاحًا ضد الفلسطينيين في قطاع غزة”، مضيفًا أن “خطة توزيع المساعدات التي يشرف عليها الاحتلال ليست سوى مهزلة تهدف إلى إدارة الجوع وهندسته، وإذلال الشعب الفلسطيني في طوابير مذلة مقابل كميات شحيحة من الغذاء”.
واتهم السيد عبدالملك الأمم المتحدة وبعض المنظمات الدولية بالتواطؤ في هذه الجريمة الإنسانية، مؤكدًا أن القبول بآلية توزيع المساعدات “الإسرائيلية” يمثل انتهاكًا صارخًا لكل المواثيق الدولية وحقوق الإنسان.
وعن استهداف القطاع الصحي، قال السيد عبدالملك إن الاحتلال يواصل قصف المستشفيات والبنية التحتية الصحية، في إطار مخطط واضح لتهجير سكان غزة وتفريغها بالكامل، مشيرًا إلى أن ما يحدث هو “عملية تطهير عرقي تهدف إلى إنهاء الوجود الفلسطيني”.
وتحدث السيد عبدالملك عن تصاعد الهجمات الإسرائيلية في الضفة الغربية، من عمليات القتل والاختطاف، لبناء مستوطنات جديدة وتدمير الممتلكات الفلسطينية، مضيفًا: أن “المغتصبين الصهاينة يحرقون المحاصيل ويهاجمون منازل الفلسطينيين في سياق منظم لتهويد الأرض”.
وحول المسجد الأقصى، كشف السيد عبدالملك الحوثي عن “مخطط مدروس ومستمر منذ سنوات، يستهدف تقويض أساسات المسجد من خلال 27 نفقًا محفورًا تحته”، محذرًا من أن “السور الجنوبي للمسجد بات مهددًا بالانهيار نتيجة الحفريات المتواصلة”، واصفًا اقتحامات الاحتلال المتكررة للمسجد بأنها “محاولة لفرض الطابع اليهودي على الأقصى وطمس هويته الإسلامية”.
وقال السيد عبدالملك الحوثي: إن الاستهداف الإسرائيلي للمقدسات لا ينفصل عن العدوان على غزة، بل يمثل “حلقة في مسار طويل من العداء لرسالة الإسلام، تجلى في هتافات المستوطنين المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم”، محمّلاً الصمت العربي والإسلامي مسؤولية تمادي الاحتلال في جرائمه.
وحذر السيد عبدالملك الحوثي من محاولات فصل القضية الفلسطينية عن محيطها العربي والإسلامي، مؤكداً أن “الصهيونية لا تعادي إيران وحدها، بل تعادي كل العرب والمسلمين”، مهاجماً أبواق التطبيع التي “تسعى لتصوير أن لا عداوة بين إسرائيل والعرب، في حين أن الحقيقة تكشف عن عداء عنصري وجودي تجاه الأمة بأسرها”.
وقال: “ما يجري في فلسطين لا ينبغي أن يُنظر إليه على أنه أمر بعيد عنا، فالعدو حاضر لأن يفعل بأطفالنا ما يفعله بأطفال غزة”.
وفي سياق آخر، استعرض السيد عبدالملك الحوثي جانبًا من العمليات العسكرية التي تنفذها قوات صنعاء دعماً للشعب الفلسطيني، موضحًا أنه “في هذا الأسبوع قامت قوات صنعاء بإطلاق 14 صاروخًا باليستيًا وفرط صوتي وطائرات مسيّرة على أهداف العدو الإسرائيلي في يافا، وحيفا، وعسقلان، وأم الرشراش”.
كما أكد أن “البحر الأحمر وخليج عدن لا يزالان مغلقين أمام السفن الإسرائيلية”.
وفيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي، شدد السيد عبدالملك الحوثي على أن ذلك “لن يوقف العمليات اليمنية المساندة لفلسطين”، مؤكدًا أن “ظروف الحرب لن تثني اليمن لا شعبيًا ولا رسميًا عن أداء واجبه المقدس تجاه الأمة”، مشيرا إلى مقدرات سوريا تتعرض للقصف والتدمير من قبل العدو الإسرائيلي، كما تتعرض مقدرات اليمن، إلا أن ما تتعرض اليمن من عدوان صهيوني يأتي واليمن في موقف شرف.
وتطرق السيد عبدالملك الحوثي في خطابه إلى ذكرى إحتلال القدس، مشيرا بضرورة أن تستفيد الأنظمة العربية من تلك الذكرى، وعدم إلتزام العدو الإسرائيلي بالمواثيق التي تم التوصل إليها، من خلال احتلا أجزاء جديدة من القدس، واستباحة المسجد الأقصى.
وأشاد السيد عبدالملك الحوثي بصمود الشعب والمقاومة الفلسطينية، مؤكدا أن ضرورة أن تعمل الأنظمة العربية على تقديم الدعم للمقاومة الفلسطينية، والتي ستحدث نتائج عكسية لصالح الشعب الفلسطيني.
وأشار السيد عبدالملك الحوثي في خطابه إلى الهزيمة التي تعرضت لها الولايات المتحدة على يد اليمن، مستدلا بشهادات القادة والمسؤولين الأمريكيين والتي كان أخرها تصريحات نائب الرئيس الأمريكي التي قال فيها أن الولايات المتحدة لا تستطيع الدخول في حرب ضد اليمن إلى ما لا نهاية.