المصدر الأول لاخبار اليمن

واشنطن بوست: المعايير الإسرائيلية لتقديم المساعدات فاشلة وستهجر سكان غزة

متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية//

سلطت صحيفة “واشنطن بوست” الضوء على الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، موضحة أن الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات على السكان لا تعمل، أو بعبارة أخرى، فشلت ولا يمكن استئناف المساعدات الإنسانية بطريقة صحيحة إلا بعد وقف الحرب.

وقالت الصحيفة في افتتاحية لها، إن معاناة غزة استمرت لفترة طويلة ولأكثر من 19 شهرا، منذ 7 أكتوبر 2023، وعليه فأي قدر من المساعدات حتى لو كان قليلا هو موضع ترحيب، مع أن الاستجابة للجوع والحرمان الواسع في غزة كانت قليلة.

وكشفت الحشود الجائعة في مركز توزيع المساعدات هذا الأسبوع والتي يسيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي، مع حشود جائعة تقتحم الموقع، يأس الناس. وهو المركز الذي تديره مؤسسة غزة الإنسانية التي لها علاقات مع كل من الحكومة الإسرائيلية والأمريكية، وفق الصحيفة.

وتؤكد الصحيفة أن استئناف المساعدات هو رد على تحذيرات من أقوى حلفاء الاحتلال الإسرائيلي على الوضع الإنساني في غزة وأن المجاعة لم تعد مقبولة أو ما أسماه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ “خط أحمر”.

مع أنه هو نفسه من فرض الحصار الكامل على غزة ومنع دخول المساعدات إليها بعد خرقه وقف إطلاق النار في مارس، مبررا الحصار بأنه محاولة للضغط على حركة حماس من أجل إطلاق سراح ما تبقى من أسرى لديها وتسليم أسلحتها والتخلي عن إدارة القطاع.

ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو أوقف المساعدات إلى غزة في مارس في محاولة لإجبار حماس على إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين وإلقاء أسلحتها والتخلي عن السيطرة على القطاع.

وزعم نتنياهو بدون أن يقدم أدلة أن الدعم الإنساني الذي أشرفت على توزيعه الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى، سرقته حماس وباعته حتى تظل في السلطة.

وبناء على النظام الجديد، فكل الدعم الإنساني سيتم توزيعه من خلال مؤسسة غزة الإنسانية التي تعتمد على الشركات الأمنية الأمريكية لتوفير الأمن وتوزيع رزم الطعام وفي مراكز معينة محاطة بالجنود الإسرائيليين والدبابات.

وتقول الصحيفة:” لكن هذه الخطة، غير كافية وخطيرة وفاشلة في النهاية”.

فهي ليست كافية لأن مراكز التوزيع هي أربعة لتقديم المساعدة إلى مليوني نسمة. وتزعم “إسرائيل” أن المراكز تعمل (مع أن الصحافيين لم يعثروا يوم الخميس إلا على مركز واحد عامل).

ويهدف الاحتلال الإسرائيلي لتركيز التوزيع في مناطق الجنوب، مما يعني أن السكان الجائعين في الشمال لن يحصلوا على أي مساعدة.

ويخشى الناس أن تكون الفكرة هي من أجل دفعهم على الخروج قسرا من مناطقهم إلى الجنوب، وهو ما يطالب به المتطرفون في حكومة نتنياهو.

وبدا رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي في يوم الثلاثاء داعما للفكرة حيث قال إن الهدف هو ” إنشاء مناطق مطهرة في جنوب غزة ينتقل إليها كل سكان القطاع من أجل سلامتهم”.

وتعلق الصحيفة أن خطة التوزيع خطيرة لأنها ستجبر السكان على المرور عبر نقاط تفتيش إسرائيلية مسيجة وتقديم أوراق الهوية ثم الاقتراب من المرتزقة الذين يحرسون عمليات التوزيع. وبعبارة أخرى فما يجري هو “عسكرة للمساعدات”.

وكمثال عما يمكن أن يحدث خطأ، حدث في يوم الثلاثاء عندما استشهد فلسطيني وجرح 48 آخرين بسبب إطلاق المرتزقة النار عليهم وهم يحاولون التحكم بالحشود، وفق الصحيفة.

وحتى يسمح بالمزيد من المواد الإنسانية فإن فوضى أوسع ستحدث ومزيد من إطلاق النار.

وقبل بداية عمليات “مؤسسة غزة الإنسانية” استقال مديرها جيك وود الذي برر الاستقالة بأن عملها لا يتناسب مع “مبادئ العمل الإنساني والحيادية والاستقلالية وعدم التحيز”، كما واستقال مدير العمليات في المؤسسة أيضا. وعلى ما يبدو فلن تستمر الخطة في العمل على المدى البعيد إن لم يكن القريب.

وتقول الصحيفة إن الخطة، حتى لو نجحت حسب المعايير الإسرائيلية، أي تقديم الحد الأدنى من المساعدات لسكان غزة في ظل رقابة مشددة، فإنها ستؤدي مع ذلك إلى تهجير ما يقرب من مليوني فلسطيني اضطروا بالفعل إلى النزوح بسبب القصف المتواصل.

 

وتواجه “إسرائيل” موجة انتقادات متزايدة من حلفائها، بمن فيهم بريطانيا والاتحاد الأوروبي، وحتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طالب بإنهاء الحرب. ويشهد الرأي العام الإسرائيلي تحولا ضد استمرار القتال، وإن كان من غير الواضح بعد ما إذا كان هذا الضغط سيؤثر على نتنياهو.

قد يعجبك ايضا