المصدر الأول لاخبار اليمن

صنعاء تقلب الموازين .. قوى عظمى تعترف بسلطاتها وتبدأ التعامل معها

 

تقرير / وكالة الصحافة اليمنية //

قلبت صنعاء موازين القوى في المنطقة وفرضت نفسها كقوة عسكرية يجب احترام قراراتها، وهذا ما يتم فعلياً، حيث اضطرت القوى العظمى التي حاربت اليمن للتعامل مع سلطات صنعاء وعقد الاتفاقات معها والامتثال لقراراتها.

 

وفي سابقة تُعد الأولى من نوعها، طلبت بريطانيا من صنعاء الإذن بمرور حاملة طائراتها “HMS” في البحر الأحمر دون التعرض لهجوم، وفق ما نشره عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء محمد علي الحوثي في حسابه على منصة “إكس”، والذي قال فيه إن صنعاء سمحت لحاملة الطائرات الأمريكية بالمرور بشرط عدم قيامها بأي أنشطة قتالية أو عدائية تستهدف عمليات الإسناد اليمني للمقاومة الفلسطينية في غزة.

 

وتعد هذه هي المرة الأولى التي تطلب بريطانيا الإذن من اليمن لعبور سفن تابعة لها من البحر الأحمر، وهي الدولة التي احتلت جنوب اليمن لـ 129 عاماً عندما كانت الإمبراطورية العظمى التي لا تغيب عنها الشمس، ووقفت إلى جانب الحرب العدوانية التي شنها تحالف العدوان على اليمن في عام 2015م، وشاركت الولايات المتحدة الأمريكية في عدوانها الأخير على اليمن دعماً للكيان الإسرائيلي.

ووفق مراقبين، فإن الخطوة التي قامت بها بريطانيا وطلبها الإذن من صنعاء لمرور سفنها تؤكد وصول بريطانيا إلى قناعة باستحالة مرور سفنها عبر البحر الأحمر دون التعامل مع سلطات صنعاء، خصوصاً بعد وصول الولايات المتحدة الأمريكية إلى طريق مسدود في حربها على اليمن، والاضطرار إلى التفاوض مع صنعاء للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مقابل وقف صنعاء الهجمات على السفن الأمريكية.

وبالتأكيد فإن لندن كانت تعرف تماماً أن صنعاء لن تسمح لحاملة طائراتها بالمرور من البحر الأحمر، خصوصاً وأن صنعاء توعدت بريطانيا بعواقب وخيمة عقب مشاركتها في 29 أبريل في العدوان الأمريكي على اليمن وإعلانها شن ضربة جوية مشتركة مع واشنطن جنوب العاصمة صنعاء.

وحسب المراقبين، فإن خطوة بريطانيا اليوم بطلب الإذن من صنعاء لمرور حاملة الطائرات وتفاوض واشنطن مع صنعاء على وقف إطلاق النار سابقاً يعني أن هذه القوى بدأت تتعامل مع صنعاء بندية.

واعتبر المراقبون هذا التعامل اعترافاً ضمنياً بسلطات صنعاء كممثل لليمن.

ويرى المراقبون أن التطورات الأخيرة في الموقف الأمريكي والبريطاني تؤكد انتهاء زمن هيمنة واشنطن ومعها لندن على البحر الأحمر لصالح صنعاء، القوة الصاعدة التي استطاعت من خلال ما تمتلكه من قدرات عسكرية فرض هيمنتها على البحر الأحمر، وفرض نفسها كلاعب إقليمي في المنطقة له قراراته التي يجب أن تحترم من جميع دول العالم.

 

تقارب مع بلدان كبرى 

 ليست واشنطن ولندن وحدهما من بدأ التعامل مع صنعاء كسلطات أمر واقع في اليمن وقوة يخشى جانبها، فهناك تقارب كبير بين صنعاء وبلدان كبرى، وفق ما أكده عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء محمد علي الحوثي في 18 مايو الماضي، والذي قال في حسابه على منصة “إكس ” إن هذا التقارب ستفصح عنه الأيام، حيث يرجح عدد من المحللين فتح العديد من البلدان قنوات تواصل مع صنعاء باعتبارها صارت قوة مؤثرة في المنطقة ومصالح الدول تقتضي التعامل معها.

رفض الإغراءات

منذ بداية انخراط صنعاء في معركة طوفان الأقصى تحدث السيد عبد الملك الحوثي وعدد من المسؤولين في صنعاء عن رفض صنعاء لإغراءات قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية مقابل التخلي عن غزة.

ورغم أن السيد عبد الملك الحوثي والمسؤولين في صنعاء لم يكشفوا عن طبيعة الإغراءات، إلا أن كثيراً من التقارير أكدت أن الولايات المتحدة الأمريكية عرضت على صنعاء تحسين الوضع الاقتصادي والحل السياسي، وذهبت بعض التقارير للقول إن واشنطن عرضت على سلطات صنعاء تمكينها من حكم اليمن مقابل التخلي عن غزة، إلا أن صنعاء رفضت هذه الإغراءات جملة وتفصيلاً، ولم تقبل بتغيير موقفها من غزة، وهو ما دفع بالولايات المتحدة الأمريكية لشن عدوان على اليمن لثنيها عن موقفها المساند لغزة، لكنها خسرت في الأخير، ولم تحقق أي مكسب من هذا العدوان، بل بالعكس، جاءت هذه الحرب بنتائج عكسية على الولايات المتحدة الأمريكية، مما اضطرها في الأخير للتفاوض مع صنعاء، والتسليم بأن تحقيق الانتصار على صنعاء بات من المستحيلات.

وبالتأكيد فإن هزيمة الولايات المتحدة الأمريكية في اليمن، ومن قبلها السعودية التي دعمتها واشنطن في حربها على اليمن، سيكون له تأثير كبير في موقف واشنطن من اليمن، وقد تضطر واشنطن ومعها السعودية والكثير من الدول التي ما زالت تعترف بالحكومة الموالية للتحالف كممثل شرعي لليمن إلى تغيير هذه المواقف وفق ما تقتضيه المتغيرات في المنطقة.

قد يعجبك ايضا