المصدر الأول لاخبار اليمن

الضربات اليمنية تشل حركة الطيران وتعمّق أزمة الاقتصاد في الكيان الإسرائيلي

تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//

مع تصاعد الهجمات الصاروخية اليمنية باتجاه العمق الإسرائيلي، خصوصًا تلك التي استهدفت مطار “بن غوريون” الدولي بشكل يومي ومكثف، دخل كيان الاحتلال الإسرائيلي في أزمة متفاقمة على مستوى حركة الطيران والاقتصاد والسياحة، وسط تحذيرات من تداعيات طويلة الأمد في حال استمرار الضربات وتعليق الرحلات الجوية الدولية.

ففي أحدث تطور، أعلنت سلطات الاحتلال، مساء اليوم الأحد، إغلاق المجال الجوي في مطار “بن غوريون” مؤقتًا بعد رصد صاروخ جديد أُطلق من اليمن، في ضربة هي الأحدث ضمن سلسلة من 43 صاروخًا باليستيًا أُطلقت من اليمن منذ استئناف العدوان على غزة في مارس الماضي.

ورغم إعلان مزاعم قوات الاحتلال عن اعتراض الصاروخ اليمني عبر منظومة “ثاد” الأمريكية، إلا أن الخطر المستمر دفع شركات طيران عالمية للاستمرار في تعليق رحلاتها من وإلى كيان الاحتلال بشكل متواصل منذ أكثر من أسبوعين، خاصة بعد الضربة التي أصابت موقعاً قريباً من صالة المطار وأثارت شكوكًا حول فعالية منظومات الدفاع الجوي في تأمين المجال الجوي الإسرائيلي، حتى في أهم المرافق الحيوية.

خسائر متصاعدة وركود في القطاع السياحي

أثرت هذه التطورات مباشرة على قطاعي الاقتصاد والسياحة، حيث أدّى تعليق الرحلات الجوية إلى شلل شبه تام في حركة الطيران التجاري، وارتفاع حاد في أسعار التذاكر لدى الشركات “الإسرائيلية” التي ما زالت تعمل.

وتشير تقارير للإعلام العبري، إلى أن أسعار بعض التذاكر تضاعفت ثلاث مرات خلال أسبوع، ما أثار موجة غضب واستياء شعبي بين المستعمرين الصهاينة، خصوصًا مع اقتراب موسم السياحة الصيفية.

كما حذّر خبراء اقتصاديون من أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى خسائر كبيرة في قطاع السياحة، الذي يُعدّ أحد أعمدة الاقتصاد “الإسرائيلي”، ويستقطب سنويًا ملايين الزوار.. وقد بدأت بالفعل شركات سياحة وسفر بإلغاء حجوزات جماعية، في حين أُلغيت فعاليات ومؤتمرات دولية كان من المقرر إقامتها في يافا المحتلة “تل أبيب” والقدس المحتلة خلال الأشهر المقبلة.

ضربة مزدوجة.. الأمن والاقتصاد

الضربات اليمنية، التي طالت مطارًا دوليًا في قلب الكيان الإسرائيلي، وجهت رسالة استراتيجية مزدوجة.. ليس فقط بزعزعة أمن الأجواء “الإسرائيلية”، بل أيضًا بكشف هشاشة قطاعات حيوية تعتمد على الاستقرار الجوي، مثل السياحة والاستثمار والنقل.

ويرى محللون أن “تل أبيب” تواجه اليوم معضلة حقيقية، إذ أصبح مطارها الرئيسي – الذي طالما اعتُبر شريان الربط مع العالم – ضمن نطاق الاستهداف الفعّال، ما يضع “حكومة نتنياهو” أمام خيارين أحلاهما مر: إما الاستمرار في فتح المجال الجوي وتحمل المخاطر الأمنية، أو الإغلاق الجزئي والدخول في أزمة اقتصادية وسياحية متعمقة.

تعكس التطورات الميدانية الأخيرة حجم التأثير الذي أحدثته الضربات اليمنية خارج حدود الجغرافيا، لتطال عصب الاقتصاد والسياحة “الإسرائيلية”.

وبينما تتحدث حكومة الاحتلال عن “احتواء الموقف”، تبدو الأزمات المتراكمة – من انعدام الأمن الجوي إلى تهاوي ثقة المستثمرين والركود السياحي – مرشحة للتفاقم ما لم تتوقف العدوان على غزة أو تتوصل قوات الاحتلال إلى ترتيبات أمنية أكثر فاعلية لحماية أجوائها.

قد يعجبك ايضا