المصدر الأول لاخبار اليمن

أمريكا دفعت تكاليف اقتصادية وسياسية باهظة للهجوم العسكري على اليمن

ترجمة خاصة/وكالة الصحافة اليمنية//

“اليمن يهزم أمريكا”، كانت هذه إحدى الرسائل المنتصرة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أكد مسؤولون في أنصار الله الانتصار على الولايات المتحدة بعد أن أوقفت حملتها الجوية على اليمن في 6 مايو الماضي ، بعد فشلها في تحقيق أهدافها العسكرية. ومع ثبوت تكلفة هذه الحملة غير المدروسة، سواءً من حيث الإنفاق المالي الأمريكي أو حجم رأس المال السياسي الثمين الذي استنفدته في المنطقة، فإن التكلفة الإجمالية لهذا الهجوم قد تبقى حاضرة لفترة من الوقت.

وفي التقرير الذي كتبه ” كاري سبرينغفيلد”، لموقع “البنك الدولي” ونُشر اليوم الاثنين، اليمن أحد أفقر دول العالم يعاني من أزمات اقتصادية وإنسانية خانقة منذ اندلاع الحرب ضد التحالف بقيادة السعودية والمدعوم من الغرب قبل نحو عشر سنوات.

وأشار التقرير إلى أن أنصار الله يعودون للواجهة، لإنهاء الحرب المدمرة التي تشنها “إسرائيل” على قطاع غزة، بعد أن تواجدت أزمتي المجاعة في غزة والسودان بجانب اليمن.

شن أنصار الله هجومهم العسكري بدءًا من نوفمبر 2023م، وتحديدًا من خلال استهداف السفن المتجهة إلى “إسرائيل” والتي تمر عبر البحر الأحمر من بحر العرب والمحيط الهندي عبر مضيق باب المندب الضيق الذي يفصل اليمن عن جيبوتي وخليج عدن.

 ولتجنب الحصار، اضطرت السفن إلى الإبحار حول القارة الأفريقية، مما أدى إلى زيادة كبيرة في تكاليف الشحن.

الإبادة الجماعية في غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي

التقرير قال إن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة دخلتا في الصراع في يناير 2024 من خلال بدء حملات قصف على أهداف لأنصار الله في اليمن، حيث أوضح الرئيس جو بايدن أن هذه الإجراءات كانت ردًا مباشرًا على هجمات أنصار الله على سفن البحر الأحمر، لتتوقف الهجمات في البحر، بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس و”إسرائيل” في منتصف يناير2025. كما أطلقت سراح طاقم شحن كانت احتجزته قبل أكثر من عام.

بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين “إسرائيل” وحماس في منتصف مارس ، استأنف أنصار الله الهجمات إسنادا لفلسطين.

ومرة أخرى، أظهرت الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل عندما أطلق الرئيس ترامب في 15 مارس عملية “الفارس الخشن”، وهي حملة قصف على اليمن كان يأمل أن تُجبر أنصار الله على وقف الهجمات، راح ضحيتها العشرات من المدنيين، أبرزهم 68 شخصًا قُتلوا في أواخر أبريل في مركز احتجاز للمهاجرين الأفارقة في صعدة شمال غرب اليمن، و80 مدنيًا قُتلوا خلال هجوم على ميناء رأس عيسى في 18 أبريل؛ ليؤكد قائد الثورة اليمنية السيد عبد الملك الحوثي في خطاب متلفز إبريل الماضي، إن موقف صنعاء موجه ضد العدوين الإسرائيلي والأمريكي،

 والأمريكيين، الذين أعلنوا الحرب على اليمن علانية”، مضيفًا أن المعركة “هي من أجل فلسطين لمنع تهجير أهلها والضغط من أجل إنهاء الإبادة الجماعية التي يرتكبونها”.

غارات أمريكية بريطانية على السبعين بصنعاء

وأكد السيد عبد الملك الحوثي أيضًا أن أنصار الله “ستواصل مواجهة الأمريكيين المتواطئين مع العدو الإسرائيلي، ودعمهم وحمايتهم والانضمام إليهم في عدوانهم على فلسطين وشعوب أمتنا”.

في النهاية بحسب التقرير، باءت حملة واشنطن بالفشل، حيث أكدت عدة تقارير فشل الولايات المتحدة في تحقيق التفوق الجوي على أنصار الله. ولكن ربما تكون التكلفة المالية الباهظة مقابل مكاسب ضئيلة هي ما ستندم عليه الولايات المتحدة أكثر من أي شيء آخر.

في احاطات مغلقة قُدّمت للكونغرس في أوائل أبريل الماضي ، أفادت تقارير أن مسؤولين في البنتاغون أكدوا أنهم استنفدوا ذخائر بقيمة 200 مليون دولار في الأسابيع الثلاثة الأولى فقط، وبإضافة تكاليف نشر الأفراد والسفن الحربية، تكون الحملة قد كلفت دافعي الضرائب الأمريكيين “أكثر من مليار دولار في الشهر الأول”، وفقًا لما أكده مسؤولون في الكونغرس، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.

علاوة على ذلك، فصّل تقريرٌ من قناة إن بي سي نيوز فاتورةَ الولايات المتحدة لقصف اليمن منذ منتصف مارس، والتي شملت “مئات القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل؛ والتي تبلغ تكلفة الواحدة منها 85 ألف دولار؛ وما لا يقل عن 75 صاروخ توماهوك، يبلغ سعر الواحدة منها حوالي 1.9 مليون دولار؛ وما لا يقل عن 20 صاروخ كروز جو-جو من طراز AGM 158، بسعر حوالي 1.5 مليون دولار للصاروخ؛ والعديد من الذخائر الأخرى”، حسبما أكدت القناة الإخبارية الأمريكية في 9 مايو الماضي.

وأكد التقرير أن أنصار الله الحقوا أضرارًا مالية جسيمة بالمعدات العسكرية الأمريكية المتطورة، بما في ذلك إسقاط سبع طائرات مسيرة من طراز MQ-9، كل منها بتكلفة حوالي 30 مليون دولار، بالإضافة إلى ما يُقدر بـ 15 طائرة مسيرة من طراز MQ-9 أُسقطت في الصراع السابق. كما خسرت الولايات المتحدة طائرتين مقاتلتين من طراز F-18، كل منهما بقيمة 67 مليون دولار، عندما سقطتا من على حاملة طائرات أمريكية، وكانت آخر خسارة أُعلن عنها في 6 مايو.

في تلك اللحظة، ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، “سئم ترامب”، ولذلك أصدر البيت الأبيض أمرًا للقيادة المركزية الأمريكية في 5 مايو بـ”إيقاف” العمليات الهجومية. ترامب قال عن أنصار الله بعد توقف القصف، “ضربناهم بشدة، وكان لديهم قدرة كبيرة على تحمل العقاب”. وأضاف: “يمكن القول إن هناك شجاعة كبيرة لديهم.

قد يعجبك ايضا