تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //
لم تمض 12 ساعة على ما كتبه في منصة “تروث سوشيال” من طلب لإخلاء طهران، ثم تراجع وقام بحذفه، حتى خرج الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” اليوم بتصريحات جديدة يقول فيها إن صبر واشنطن نفذ، وأن مكان المرشد الأعلى وقائد الجمهورية الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي معروف، ويطلب من إيران الاستسلام غير المشروط. وهو ما أثار العديد من الأسئلة حول الأسباب التي جعلت من ترامب يطلق هذه التصريحات.
وفق مراقبين، فإن هناك عدة أسباب تقف وراء إطلاق ترامب لهذه التصريحات. السبب الأول هو أن ترامب من خلال هذا السيل من التصريحات المتوالية يحاول أن يشن حرباً نفسية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية بهدف كسر إرادتها والتشويش على الموقف الإيراني الصلب الذي يبدو ثابتاً في مواجهة “إسرائيل” والرد على العدوان بكل قوة وحزم، وجعل “إسرائيل” تدفع ثمن خطئها عندما قررت مهاجمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
السبب الثاني قد يكون أن الضربات الإيرانية ضد “إسرائيل” موجعة جداً، بحيث أفقدت ترامب حالة التوازن التي يحاول أن يبديها منذ بداية الرد الإيراني على “إسرائيل”، وقد يكون ترامب وصل إلى قناعة بأن العملية العسكرية “الإسرائيلية” بعيدة عن تحقيق أهدافها على إيران، ولهذا لجأ ترامب إلى لغة التهديد والوعيد ضد إيران.
مشاركة أمريكا
الحقيقية هي أن كل المؤشرات تقول إن مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية لـ “إسرائيل” في حربها ضد إيران لن تكون في مصلحة واشنطن أبداً، باعتبار ما ستجلبه هذه المشاركة من أضرار على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة. فإيران لن تقف مكتوفة الأيدي وستستهدف القواعد والمصالح الأمريكية في المنطقة، وهذا ما يؤكد عليه المسؤولون في طهران، إلى جانب أن واشنطن ليس من مصلحتها أبداً اشتعال حرب إقليمية في المنطقة نظراً لتداعياتها المدمرة التي قد تطال الولايات المتحدة الأمريكية نفسها.
وفيما إذا قرر ترامب المشاركة في هذه الحرب، فقد يكون بذلك يجر واشنطن إلى مأزق استراتيجي قد لا ينتهي إلا بخروج أمريكا تماماً من المنطقة، وهناك تجربة خاضتها واشنطن عندما انخرطت في حرب ضد اليمن من أجل “إسرائيل” وخرجت منها مهزومة، واضطرت لأن تعقد اتفاقاً لوقف إطلاق النار وفق شروط صنعاء .