المصدر الأول لاخبار اليمن

وثائق طائب تكشف كيف خطّطت أمريكا وإسرائيل لنهاية إيران في 4 أيام ففوجئوا بسيناريو أسود

المفاجأة التي هزّت المخابرات العالمية:

تقرير/خاص/وكالة الصحافة اليمنية//

في خضم التصريحات المثيرة التي أدلى بها الرئيس السابق لاستخبارات حرس الثورة الإسلامية حسين طائب، برزت تفاصيل خطيرة كشفت النقاب عن مخطط صهيوني-أمريكي كان يهدف إلى تدمير البنية التحتية العسكرية والأمنية الإيرانية بشكل شامل، لكنه اصطدم بجدار منيع من الاستعداد والوعي الأمني الذي أظهرته طهران في مواجهة هذه التهديدات.

وفقا لطائب، كانت الخطة المعادية تعتمد على هجوم متعدد المراحل، مدعوم بمعلومات دقيقة، وليس مجرد تحليلات نظرية، حيث كانت الضربة الأولى موجّهة بشكل مباشر نحو القادة العسكريين والعلماء النوويين في محاولة لشلّ القيادة المركزية وتعطيل السيطرة العملياتية، باعتبار أن إسقاط مركز القيادة سيؤدي إلى انهيار كامل المنظومة الأمنية والعسكرية الإيرانية.

لكن الواقع أثبت أن هذه الافتراضات كانت بعيدة كل البعد عن الصواب، حيث تمكّنت إيران من امتصاص الضربة بسرعة كبيرة، مع تعويض القادة المستهدفين على الفور، وإدارة الأزمة بأعلى درجات الكفاءة من قبل القيادات الميدانية التي كانت على دراية تامة بساحات الصراع.

المرحلة الثانية من الخطة، كما كشف طائب، كانت تهدف إلى استهداف مخازن الصواريخ والمنشآت النووية الإيرانية في إطار ضغط تصعيدي ممنهج، بهدف إجبار طهران على الدخول في مفاوضات من موقع الضعف، وقبول شروط مجحفة تفرضها واشنطن وتل أبيب. الفكرة كانت تعتمد على تصوّر أن الضربات المتتالية ستُحسم المعركة خلال أربعة أيام فقط، مما سيمنح الجانب الأمريكي-الإسرائيلي اليد العليا في أي مفاوضات لاحقة.

لكن المفاجأة كانت في الرد الإيراني السريع والمنظم، والذي قلب الموازين وأظهر قوة غير متوقعة في مواجهة هذا المخطط. فمنذ اللحظة الأولى، تم إصدار توجيهات واضحة من القائد الأعلى الإمام الخامنئي دون أي تردد أو ارتباك، مما أعطى الزخم اللازم للقوات الميدانية للتحرك بسرعة وحسم، وهو ما أفشل الخطة المعادية وأثبت أن البنية القيادية الإيرانية ليست فقط مرنة، بل قادرة على التكيّف الفوري مع أي تطورات طارئة.

الأهم في هذا السياق هو ما أشار إليه طائب حول أن إيران لم تكن فقط مستعدة لهذا السيناريو، بل كانت تنتظر لحظة كهذه لتثبت للعالم أن قدراتها الأمنية والعسكرية لا يمكن اختراقها بسهولة.

فالمنظومة الأمنية الإيرانية، وفقا لتصريحاته، كانت قد رصدت المخطط مسبقا واتخذت جميع الإجراءات اللازمة لتحصين نفسها، مما جعل الضربات الموجهة ضدها غير ذات تأثير يذكر.

هذا الاحتواء المذهل للأزمة كشف عن عمق الاستراتيجية الإيرانية في التعامل مع التهديدات الخارجية، حيث تمتلك طهران خططًا بديلة لكل سيناريو، وقدرة على إعادة التموضع والرد بشكل يضمن عدم تحقيق العدو لأهدافه.

التصريحات التي أدلى بها طائب تفتح الباب أمام العديد من التساؤلات حول طبيعة المعلومات التي كانت بحوزة إيران، وكيفية توصلها إلى مثل هذه التفاصيل الدقيقة حول الخطة الأمريكية-الإسرائيلية.

فإذا كانت طهران قد تمكنت من رصد المخطط قبل تنفيذه، فهذا يعني أن لديها مصادر استخباراتية عالية الكفاءة تعمل داخل دوائر صنع القرار المعادية، أو أن لديها تقنيات متطورة في التنصت والمراقبة الإلكترونية.

كما أن سرعة الاستجابة وتنفيذ الخطط البديلة تشير إلى وجود تدريبات مكثفة وتنسيق دائم بين جميع الأجهزة الأمنية والعسكرية، مما يجعل أي محاولة لزعزعة استقرار إيران مهمة شبه مستحيلة.

من الناحية الاستراتيجية، فإن ما كشفه طائب يؤكد أن إيران تعاملت مع الأزمة بمنطق “الحرب النفسية” بقدر ما تعاملت بها كمواجهة عسكرية.
فالقدرة على امتصاص الضربة الأولى والرد بشكل منظّم أرسلت رسالة واضحة إلى واشنطن وتل أبيب مفادها أن أي محاولة لاستهداف طهران ستكون مكلفة وغير مجدية.
وهذا يتوافق مع الاستراتيجية الإيرانية المعتمدة على الردع من خلال إظهار القوة والجاهزية، مما يزيد من تكلفة أي مغامرة عسكرية ضدها.

ختامًا، فإن كشف حسين طائب عن هذه التفاصيل ليس مجرد سرد للأحداث، بل هو تأكيد على أن إيران تمتلك رؤية أمنية شاملة تجعلها قادرة على مواجهة أي تهديد، سواء كان عسكريًا أو استخباراتيًا.

فالمرونة القيادية، والتنسيق بين الأجهزة، والقدرة على التكيّف السريع، جميعها عوامل جعلت من المخطط الأمريكي-الإسرائيلي يفشل في تحقيق أهدافه، بل ويعطي إيران فرصة لتظهر للعالم أنها قوة لا يُستهان بها في المعادلات الإقليمية والدولية.

وهذا ما يفسر لماذا تصر طهران دائما على أن أي عدوان عليها سيواجه برد قوي وحاسم، لأنها ليست فقط مستعدة له، بل لديها خطط متكاملة لتحويل أي هجوم إلى فرصة لإثبات قوتها ومنعتها.

قد يعجبك ايضا