متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية//
أعلن وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم اغتيال الجنرال الإيراني البارز محمد سعيد إيزدي، المعروف بـ”الحاج رمضان”. جاء هذا الإعلان في اليوم التاسع من العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية في إيران، وقد وصف كاتس العملية بأنها “إنجاز استخباري وعسكري بالغ الأهمية”.
وبحسب وكالة وطن الفلسطينية، فإن إيزدي يشغل منصب “قائد فيلق فلسطين” ضمن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وفي تقرير عن شخصية الشهيد قالت الوكالة الفلسطينية إن الوزير الإسرائيلي زعم أن إيزدي كان العقل المدبر لـ”خطة تهدف إلى تدمير إسرائيل عبر شن هجوم بري متزامن من عدة جبهات”، في إشارة واضحة إلى دوره في تنسيق الهجمات التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية خلال الأشهر الأخيرة.
وأضافت:”ادعت سلطات الاحتلال أن الشهيد إيزدي كان المحرك الرئيسي وراء عمليات الدعم المالي واللوجستي والتدريب لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة. كما أشارت إلى دوره في التنسيق الإقليمي مع حزب الله في لبنان والنظام السوري، بهدف توحيد صفوف المقاومة ضد إسرائيل، لا سيما بعد أحداث “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023.
غير أن هذه الرواية الإسرائيلية تخفي وراءها مسيرة طويلة لقائد استثنائي ضمن محور المقاومة، بحسب تقرير الوكالة الذي أضاف أن الشهيد “اشتهر بتفانيه المطلق للقضية الفلسطينية والتزامه الثابت بمواجهة الاحتلال حتى تحقيق التحرير الكامل للأراضي المحتلة”.
ولد محمد سعيد إيزدي عام 1964 في مدينة قم الإيرانية لعائلة ذات خلفية دينية. حصل على شهادة الهندسة الإلكترونية من جامعة خواجة نصير الدين الطوسي في طهران.
انضم مبكرًا إلى الحرس الثوري الإيراني خلال الحرب العراقية الإيرانية، حيث خدم في جهاز الاستخبارات قبل أن ينتقل للعمل في ساحات خارجية مثل لبنان والسودان ومناطق أخرى.
خلال فترة التسعينيات، برز دوره بشكل واضح في دوائر التنسيق العسكري بين إيران وحزب الله، وكان من أوائل الضباط الإيرانيين الذين تعاونوا مباشرة مع المقاومة اللبنانية لتطوير قدراتها الصاروخية، التي أصبحت الآن عنصرًا أساسيًا في ميزان الردع ضد إسرائيل. إضافة إلى ذلك، اضطلع بدور محوري في إنشاء وتوسيع شبكات تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، مستخدمًا مسارات عبر شرق إفريقيا وسوريا ولبنان، الأمر الذي أثار قلقًا متزايدًا لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والأمريكية.
ووفقًا للتقرير، أن الحاج رمضان تولى مع مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين رئاسة ما يُعرف بـ”فرع فلسطين” ضمن فيلق القدس، حيث أشرف بشكل مباشر على تقديم الدعم المالي والعسكري والتقني لفصائل المقاومة الفلسطينية.
وقد قدرت وسائل الإعلام العبرية أن إيزدي قام بتحويل ما يزيد عن 100 مليون دولار لحركة حماس خلال سنوات عمله الأخيرة، بالإضافة إلى تزويدها بصواريخ مضادة للدروع وطائرات مسيرة انتحارية، وتأهيل كوادرها الهندسية والتكتيكية.
وأكدت وكالة وطن أن فصائل المقاومة الفلسطينية كانت على معرفة وثيقة به، حيث كان أول مسؤول إيراني يزور قادة المقاومة الفلسطينية في مرج الزهور بلبنان عام 1992 بعد إبعادهم، ناقلاً إليهم توجيهات المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، بتقديم كافة أشكال الدعم لتعزيز صمودهم.
استمرت لقاءاته مع قادة المقاومة على مدى عقود، ووصفه الشيخ بسام السعدي في مذكراته بأنه “كرّس حياته كلها لتحرير فلسطين”، مؤكدًا زياراته المتواصلة لهم في سوريا ولبنان ومتابعته الدقيقة لتفاصيل التدريب والتسليح.
حافظ الشهيد إيزدي على تواصل مستمر مع أبرز قيادات المقاومة في غزة، بمن فيهم الشهيد محمد الضيف، والشهيد عبد العزيز الرنتيسي، والشهيد صالح العاروري، والشهيد يحيى السنوار، بحسب التقرير.
وأضاف: “سبق أن تعرض الحاج رمضان لعدة محاولات اغتيال سابقة، زعمت وسائل إعلام عبرية وقوعها بعد استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، واغتيال القيادي اللبناني فؤاد شكر في بيروت، وحتى استشهاد السيد حسن نصر الله، إلا أن تلك الأنباء ثبت لاحقًا أنها مجرد شائعات”.
وفي الوقت الذي تحتفل فيه “تل أبيب” بنجاح عملية اغتيال الحاج رمضان، يرى مراقبون أن هذه الخطوة ستعزز من تمسك محور المقاومة بمبادئه، وترفع من معنويات مقاتليه؛ فاستشهاد قائد بهذا الحجم يؤكد أن مشروع المقاومة راسخ ومتجذر في المنطقة، ولن يتوقف برحيل الأفراد، بل سيزداد قوة وصلابة.