خاص/ وكالة الصحافة اليمنية//
تشهد الساحة الدولية تصاعداً خطيراً في حدة التوترات بعد العدوان الأمريكي الأخير التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، حيث يبرز التساؤل حول مدى فاعلية هذه العمليات العسكرية والأهداف الحقيقية التي حققتها.
في هذا السياق، أبدى نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف تحليلاً دقيقاً للأوضاع، مشيراً إلى أن الحملة العسكرية الأمريكية لم تنجح في إلحاق أضرار جوهرية بالبرنامج النووي الإيراني، حيث بقيت البنية التحتية الحيوية لدورة الوقود النووي سليمة إلى حد كبير، مع احتمال استمرار عمليات التخصيب التي تشكل عنصراً أساسياً في المسار النووي الإيراني.
وأضاف ميدفيديف أن المشهد الإقليمي يشهد تحولات عميقة، حيث توجد مؤشرات على استعداد بعض الدول لتقديم دعم تقني متقدم لإيران في المجال النووي، مما يعقد المعادلة الاستراتيجية في المنطقة.
وعلى الجانب الإسرائيلي، لوحظ تصاعد ملحوظ في حدة الهجمات التي تستهدف العمق الإسرائيلي، مما خلق حالة من عدم الاستقرار والذعر بين السكان، بينما تواجه الولايات المتحدة تداعيات التورط في نزاع جديد.
ومن الناحية السياسية الداخلية في إيران، تشير القرائن إلى تعزيز تماسك الجبهة الداخلية، حيث تجمعت شرائح واسعة من الشعب الإيراني، بما في ذلك المعارضين سابقاً، حول القيادة في طهران.
وأشار ميدفيديف إلى المفارقة التاريخية في تحول صورة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من “رئيس للسلام” إلى محرك رئيسي لحرب جديدة، في وقت تعارض فيه أغلبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة السياسات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.
وفيما يخص الجوانب التقنية للعمليات العسكرية، تكشف التحليلات العسكرية المتخصصة أن منشأة فوردو النووية المحصنة داخل الجبال كانت الهدف الأصعب، حيث فشلت القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات (MOP) التي يبلغ وزنها 13 طناً في اختراق الطبقات الجيولوجية العميقة التي تصل إلى 80 متراً تحت سطح الأرض، خاصة بعد إخلاء المنشأة من المواد الحساسة مسبقاً.
أما في مواقع نطنز وأصفهان، فقد اقتصر تأثير صواريخ توماهوك على المناطق المحيطة دون إصابة المنشآت النووية الأساسية، مما يؤكد محدودية الأثر العسكري لهذه الضربات.
وتؤكد المصادر الإيرانية الرسمية أن هذه العمليات لم تكن سوى استعراضاً للقوة بدون مضمون استراتيجي حقيقي، مع تحذيرات صريحة من رد فعل إيراني قوي سيطال المصالح الأمريكية في المنطقة.
من جهة أخرى، استنكرت الخارجية الإيرانية هذه الضربات باعتبارها انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مؤكدةً أن استخدام دولة نووية كبرى للقوة ضد دولة ملتزمة بمعاهدة حظر الانتشار النووي يمثل خيانة للمبادئ الأساسية للنظام الدولي.
وأكد المسؤولون الإيرانيون على حق بلادهم الشرعي في الدفاع عن النفس وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، مع التعهد بالرد المناسب على هذه الاعتداءات.
وتشير التطورات الأخيرة إلى أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من التصعيد قد تغير بشكل جذري من موازين القوى الإقليمية، حيث تتهيأ إيران لخيارات ردعية متعددة، بينما دخلت القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة في حالة تأهب قصوى في إنتظار الرد الإيراني المدمر.