المصدر الأول لاخبار اليمن

تصريحات مفاجئة: مسؤول سعودي يفتح ملف النووي الإسرائيلي

 

متابعات / وكالة الصحافة اليمنية//

 

أثارت التصريحات المفاجئة لرئيس الاستخبارات السعودية الأسبق وسفير المملكة السابق لدى الولايات المتحدة الأمير تركي الفيصل، التي انتقد فيها الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، وربطها بملف السلاح النووي الإسرائيلي غير المعلن، موجة من التفاعل والجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

حيث دعا الأمير تركي الفيصل، في مقال رأي نشرته صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية، الخميس الفائت، إلى ضرب المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونا بدلًا من المنشآت الإيرانية، معتبرًا أن الضربة الأمريكية الأخيرة (مطرقة منتصف الليل) كشفت ازدواجية المعايير الغربية.

وأكد أن “إسرائيل” تمتلك أسلحة نووية خارج معاهدة الحظر، دون رقابة دولية، بينما تُهاجَم إيران تحت ذرائع “مُتناقضة”، مشيرًا إلى أن الغرب يدعم عدوان “إسرائيل” على فلسطين وغزة رغم معاقبته لروسيا على غزو أوكرانيا.

ووصف الفيصل دول الغرب بممارسة النفاق لكونها دعمت هجوم “إسرائيل” على إيران، في الوقت الذي ما يزال دعمهم للهجوم الإسرائيلي على فلسطين مستمراً.

وسلط الضوء على “التناقض” الحاصل في تعامل الغرب مع روسيا و”إسرائيل” ففي حين تُعاقب روسيا على غزوها أوكرانيا ويتم التغاضي عن “إسرائيل” في عدوانها على غزة، موضحاً إن “النظام الدولي القائم على القواعد، الذي طالما روّج له الغرب وأعلنه، في حالة من الفوضى”.

كما نوّه بتصاعد الدعم الشعبي الغربي لفلسطين، وحذّر ترامب من “المعايير المزدوجة”، معربًا عن استغرابه من تهنئة الأخير لإيران بوقف إطلاق النار رغم شنّه الحرب عليها.

وقال: “رفض عدد كبير من عامة الناس في الغرب مواقف قادتهم الزائفة، ويواصل الناس من جميع الأديان والألوان والأعمار إظهار دعمهم لاستقلال فلسطين؛ ومن هنا يأتي التحول المتزايد في مواقف قادتهم. وهذا تطور محمود”.

واستطرد قائلا: “مع ذلك، لا أستطيع فعل شيء حيال ازدواجية المعايير، والإبادة الجماعية التي يرتكبها نتنياهو، والصراعات الأخوية بين القادة الفلسطينيين، وجبن أوروبا، ووعد ترامب بإحلال السلام في الشرق الأوسط في ظل حربه مع إيران، وتهنئته لإيران على توقيع وقف إطلاق النار، أو إطرائه المفرط لنتنياهو”.

وبين أن العودة إلى الدبلوماسية ما زال ممكناً، ناصحاً ترامب بعدم اتباع “معايير مزدوجة”، مشيرًا إلى أنه عندما غزت واشنطن بقيادة الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما، العراق وأفغانستان قبل أكثر من عقدين، عارض ترامب تلك الهجمات، مذكرا أن الهجمات الأمريكية على هذين البلدين كانت لها عواقب غير مرغوب فيها، والهجوم على إيران سيكون له عواقب غير مرغوب فيها أيضا.

واختتم بالإعلان عن مقاطعته للولايات المتحدة حتى نهاية ولاية ترامب، محاكيًا موقف والده الملك فيصل بقوله “ما سأفعله هو أن أحذو حذو والدي الراحل الملك فيصل عندما نكث الرئيس الأمريكي آنذاك هاري ترومان بوعود سلفه فرانكلين دي روزفلت وساهم في نشأة إسرائيل.. امتنع والدي عن زيارة الولايات المتحدة حتى غادر ترومان منصبه.. وسأمتنع أنا عن زيارة الولايات المتحدة حتى يغادر ترامب منصبه”.

ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض لتصريحات الفيصل

تصريحات تركي الفيصل لاقت تأييدًا عبر عنه نشطاء عرب وفلسطينيين لما قالوه إنه جرأة في كشف الحقيقة ومواجهة التحيز الدولي.

وفي المقابل، انتقد معلقون إسرائيليون وغربيون ما وصفوه بـالخلط بين الدفاع عن النفس وتخصيب اليورانيوم العسكري، وقالوا إن إسرائيل لم تهدد باستخدام السلاح النووي، بل اكتفت بالسياسة الدفاعية.

فيما رأى مراقبون، ان ما قاله الفيصل ليس مجرد انتقاد عابر، بل هو تسليط ضوء على ثغرة كبيرة في السياسة الدولية تجاه السلاح النووي، حيث يُعامل برنامج إيران بصرامة، بينما يُعتبر البرنامج الإسرائيلي موضوعًا محظورًا على النقاش.

وذهب البعض إلى أن تصريح الأمير تركي الفيصل لم يكن مجرد تعليق صحفي، بل كان نداءً سياسيًا واستراتيجيًا يطالب المجتمع الدولي بإعادة النظر في معاييره المزدوجة حول استخدام الطاقة النووية في الشرق الأوسط .

“ديمونا الإسرائيلي” الملف النووي الذي لا يُناقش

يُذكر أن مفاعل ديمونا النووي في جنوب فلسطين المحتلة لم تخضع منشآته لأي تفتيش دولي منذ تأسيسه في ستينيات القرن الماضي، وهو ما يجعله أكبر ملف غامض في تاريخ الانتشار النووي.

ويعتقد البعض، أن “إسرائيل” استخدمته لتصنيع مئات الرؤوس النووية الاستراتيجية ، لكنها تتبع سياسة “الغموض النووي” ولا تعترف رسميًا بامتلاكها للسلاح النووي .

ويعتبر هذا الملف نقطة خلافية كبيرة داخل الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي لا تملك أي صلاحية للتفتيش على المنشآت الإسرائيلية.

 

ويبقى السؤال المطروح حيال هذه التصريحات المفاجئة: هل هذه التصريحات تأتي ردا على ووقوف إسرائيل بحزم ضد المشروع النووي السعودي أم صحوة عربية متأخرة؟

قد يعجبك ايضا