ثمن باهض دفعته “إسرائيل ” لعدوانها على إيران

 

تقرير / وكالة الصحافة اليمنية //

شكلت الحرب مع إيران التي اندلعت في يونيو 2025  نقطة تحول في تاريخ الصراع مع “إسرائيل” في المنطقة باعتبار الخسائر الغير مسبوقة التي لحقت بـ “إسرائيل “على كافة النواحي جراء هذه الحرب  .

 

ووفقاً للتقارير “الإسرائيلية”  والدولية،  فقد دفعت “إسرائيل”  ثمناً باهظاً لم يتوقعه مخططو الحرب، سواء على المستوى الاقتصادي أو العسكري أو الاجتماعي.

 

ويكشف هذا التقرير التفاصيل الكاملة لخسائر “إسرائيل”  استناداً إلى مصادر إعلامية “إسرائيلية” ودولية موثوقة.

 

الخسائر المادية المباشرة

قدرت وزارة المالية “الإسرائيلية” في تقرير لها هذا الاسبوع تكلفة الأضرار المباشرة التي تكبدتها خلال 12 يوماً من الحرب بـ 10 مليارات شيكل (3 مليارات دولار)، وهي أعلى خسائر مادية تسجلها “إسرائيل” في تاريخها القصير .

ونقلت صحيفة “معاريف” العبرية عن وزارة الضرائب قولها  انها تلقت 43 ألف طلب تعويض عن أضرار، 80% منها تتعلق بمنازل سكنية دمرت كلياً أو جزئياً بسبب الصواريخ الإيرانية .

ووفق الاعلام العبري تُقدر تكلفة إعادة الإعمار الأولية بـ 400 مليون دولار على الأقل، مع توقعات بارتفاع هذا الرقم بشكل كبير بعد التقييمات التفصيلية .

القطاعات الأكثر تضرراً

تعرضت المنطقة الكبرى لتل أبيب (التي تضم 50% من سكان “إسرائيل” ) لأكبر ضرر، حيث استهدفت الصواريخ الإيرانية ناطحات السحاب والبنية التحتية الحيوية .

تضرر معهد وايزمان للعلوم (أحد أهم مراكز البحث العلمي في “إسرائيل” ) ومصفاة حيفا للنفط (الأكبر في البلاد) بشكل جسيم .

أصيب مستشفى سوروكا في بئر السبع بضربة مباشرة تسببت في أضرار هيكلية كبيرة .

 

تكاليف الدفاع الجوي

وفق الاعلام العبري فأن تكلفة أنظمة الدفاع الجوي “الإسرائيلية” وصلت إلى 200 مليون دولار يومياً خلال ذروة الحرب  ،  فيما  نظام “مقلاع داود” تكلف تشغيله 700 ألف دولار لكل عملية اعتراض (لصاروخين اعتراضيين كحد أدنى ) .

وحسب الاعلام العبري فأن نظام “السهم 3” الأكثر تطوراً كلف 4 ملايين دولار لكل صاروخ اعتراضي، بينما كلف نظام “السهم 2” الأقدم 3 ملايين دولار للصاروخ الواحد .

 

التأثير الاقتصادي  

حسب تقارير الاعلام العبري فقد توقف 50% من النشاط الاقتصادي خلال أيام الحرب، مع إغلاق المدارس والشركات غير الضرورية  ، وقدرت تعويضات الحكومة للشركات المتضررة بـ 5 مليارات شيكل 1.5 مليار دولار .

كما اضطرت وزارة المالية في “إسرائيل” إلى نقل 3 مليارات شيكل من بنود الطوارئ وزيادة ميزانية الدفاع بـ700 مليون شيكل عبر اقتطاعات من وزارات أخرى .

 

الخسائر البشرية

أعلنت خدمات الطوارئ “الإسرائيلية” عن 28 قتيلاً وأكثر من 1300 جريح في الهجمات الصاروخية الإيرانية .

 

الصدمة المجتمعية

وصف مدير عام هيئة الضرائب “الإسرائيلية” الوضع بأنه “التحدي الأكبر في تاريخ إسرائيل”، حيث ترك الهجوم عشرات الآلاف بلا مأوى .

وذكرت  صحيفة “معاريف” العبرية أن الدمار الذي خلفته 12 يوماً من الحرب قد يتطلب سنوات للإصلاح، إن أمكن ذلك أصلاً .

التكاليف الاستراتيجية والعسكرية: تداعيات بعيدة المدى

أفادت تقارير عبرية عن فقدان مُسيرات عسكرية بملايين الدولارات، ما دفع وزير المالية سموتريتش إلى تجميد مشتريات الجيش تحسباً لجولة جديدة .

كما أكدت  التقارير وقوع أضرار غير مسبوقة لأنظمة الدفاع الجوي، مع حاجة ملحة لتعويض الصواريخ الاعتراضية المستنفدة .

 

أغلى حرب في تاريخ “إسرائيل”

تكشف الأرقام الواردة في التقارير “الإسرائيلية “أن الحرب مع إيران كانت الأكثر تكلفة في تاريخ “إسرائيل” متفوقةً بكثير على حروبها مع حماس وحزب الله.

و لم تكن التكاليف المالية الباهظة (التي قد تصل إلى 12 مليار دولار حسب بعض التقديرات) سوى جزء من الفاتورة، حيث تشكل الأضرار الاجتماعية والاستراتيجية تحدياً وجودياً لـ ” “إسرائيل ” .

 

تغير معادلات الردع 

كشفت الحرب مع إيران هشاشة الأمن “الإسرائيلي “باعتبار أن اختراق الصواريخ الإيرانية للدفاعات كشف نقاط ضعف خطيرة في الاستراتيجية الأمنية .

كشفت الحرب مع إيران حدود القوة الاقتصادية ،فرغم قوة الاقتصاد ” الاسرائيلي ” إلا إن الحرب مع إيران أكدت ان الاقتصاد الإسرائيلي غير قادر على الصمود وقد ينهار أمام أي حرب استنزاف طويلة الامد .

أكدت الحرب مع إيران تغير معادلات الردع حيث لم تعد “إسرائيل” الطرف الوحيد القادر على إلحاق أضرار جسيمة بالخصم في الصراعات الإقليمية .

وبالأخير تبقى هذه الحرب فصلًا جديدًا في الصراع مع “إسرائيل ” في المنطقة لكن تداعياتها أكدت أن زمن تفوق “إسرائيل “قد ولى إلى غير رجعة .