المصدر الأول لاخبار اليمن

السيد عبدالملك الحوثي: ما لم تحققه “إسرائيل” في غزة لن تحققه في أي ساحة أخرى

تقرير/وكالة الصحافة اليمنية//

حذّر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كلمة متلفزة، من خطورة السياسات العدوانية الأمريكية والإسرائيلية الرامية إلى استهداف المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية كافة، معتبرًا أن ما يجري في القدس يشكّل “خطرًا بالغًا” على الأمة بأسرها.

 

واعتبر السيد عبدالملك أن ما يجري في القدس المحتلة والضفة الغربية ليس مجرد انتهاكات عابرة، بل هو جزء من مخطط صهيوني شامل يهدد الأقصى ويمتد لاحقًا إلى مكة والمدينة، داعيًا الأمة إلى كسر حالة “الخضوع والجمود” والتحرك بجدية لمواجهة المخاطر المحدقة.

كما استعرض التطورات في غزة والضفة ولبنان وسوريا، مشيدًا بصمود المقاومة، ومؤكدًا في الوقت ذاته استمرار العمليات اليمنية ضد الاحتلال في البحر الأحمر، مشددًا على أن المعركة مع الكيان الإسرائيلي “معركة مصير لا تقبل التراجع ولا المساومة”.

الأقصى في خطر

وأكد السيد عبدالملك في خطاب حازم ومباشر، أن الاحتلال الإسرائيلي ينفذ خطوات ممنهجة تمهّد لهدم المسجد الأقصى وفرض السيطرة الكاملة عليه، في ظل صمت رسمي عربي وإسلامي وصفه بـ”المخزي والخطير”.

وقال السيد عبدالملك الحوثي إن العدو الإسرائيلي يمارس سياسة الترويض التدريجي عبر اقتحامات متواصلة لباحات المسجد الأقصى، مع تصاعد الدعوات العلنية لهدم المسجد وبناء “الهيكل المزعوم”، مشيرًا إلى أن هذا المخطط “معلن وواضح ويشكّل ركيزة أساسية في المشروع الصهيوني”.

امتداد الخطر إلى مكة والمدينة

وأوضح السيد عبدالملك، أن ما يجري في المسجد الأقصى هو مقدمة لمخططات أوسع، قد تطال المسجد الحرام والكعبة المشرفة، مشدّدًا على أن الاحتلال الإسرائيلي سيواصل أطماعه ضد سائر المقدسات الإسلامية إذا نجح في مخططاته بالقدس.

وانتقد السيد عبدالملك بشدة البرود الرسمي العربي والإسلامي تجاه ما يتعرض له المسجد الأقصى، واصفًا ردود الفعل العربية والإسلامية بأنها “مؤشر خطير على حالة التراجع والضعف في الموقف الرسمي”.

تصعيد متواصل في الضفة وتهجير قسري

وفي سياق متصل، أشار السيد عبدالملك الحوثي إلى أن الأوضاع في الضفة الغربية تشهد تصعيدًا خطيرًا، مع تزايد عمليات التدمير والاعتداءات، خاصة في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، حيث تم تهجير أكثر من 40 ألف فلسطيني قسريًا، في وقت يسعى فيه الاحتلال لمنعهم من العودة إلى منازلهم ومخيماتهم.

كما حذّر السيد عبدالملك من توسع الاستيطان الإسرائيلي، مؤكدًا أن الاحتلال يواصل إقامة بؤر استيطانية جديدة تهدف لفرض سيطرة كاملة على الضفة الغربية.

صمود غزة وإخفاق الاحتلال

وفي معرض حديثه عن المعركة في غزة، أشاد السيد عبدالملك الحوثي بصمود فصائل المقاومة الفلسطينية رغم مضي أكثر من 21 شهرًا على العدوان الإسرائيلي، لافتًا إلى أن المجاهدين في القطاع ما زالوا صامدين في مواجهة واحدة من أعتى آلات الحرب في العالم.

وأكد أن الاحتلال “فشل في كسر شوكة المقاومة الفلسطينية أو استعادة أسراه دون الدخول في صفقات تبادل”، مشددًا على أن ما يقوم به العدو ضد الأهالي في قطاع غزة “ليس نصرًا بل فضيحة عسكرية وأخلاقية”.

تصاعد العدوان الإسرائيلي في لبنان وسوريا

وفي ملف الجبهات الأخرى، أشار السيد عبدالملك الحوثي إلى استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وسوريا، محذّرًا من خطورة هذه الانتهاكات، خاصة أن العدوان على سوريا “يأتي بلا مبرر سوى أطماع الاحتلال”.

إشادة بالموقف الكوبي والإيرلندي

وأشاد السيد عبدالملك الحوثي في كلمته، بثبات الموقف الكوبي في مواجهة الهيمنة الأمريكية، رغم قرب كوبا الجغرافي من الولايات المتحدة، داعيًا الأنظمة العربية والإسلامية إلى الاقتداء بهذا النموذج، واتخاذ خطوات عملية في مقاطعة الاحتلال سياسيًا واقتصاديًا.

كما رحّب بخطوة الحكومة الإيرلندية التي أقرت قانونًا لحظر استيراد منتجات المستوطنات “الإسرائيلية”، معتبرًا أنها خطوة إيجابية يجب أن تتبعها خطوات أوسع من الدول العربية والإسلامية.

نموذج الردع الإيراني

وتطرّق السيد عبدالملك الحوثي إلى المواجهة الأخيرة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن الموقف الإيراني أظهر فعالية القوة حين تُستخدم في إطار الحق المشروع، إذ نجحت إيران، رغم الحصار والحرب النفسية، في ردع الاحتلال وفرض معادلات جديدة.

وأوضح أن الثبات والرد الحاسم كانا عنصرَي قوة في الموقف الإيراني، مشيرًا إلى أن طهران أرغمت العدو الإسرائيلي على وقف عدوانه خلال 12 يوماً تحت وقع الضربات العسكرية، مع استعدادها لرد أقوى في حال تكرار الاعتداءات.

صمود وثبات اليمن رغم الغارات

وفي الشأن اليمني، أكّد السيد عبدالملك الحوثي أن الموقف اليمني في مواجهة الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي وأعوانهما لا يزال صامدًا، رغم الغارات والاعتداءات المتكررة.

وأشار السيد عبدالملك، إلى أن اليمن نفذ خلال الأسبوع المنصرم عدة عمليات نوعية استهدفت مواقع العدو الإسرائيلي باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة، إلى جانب استمرار الحظر البحري على الملاحة “الإسرائيلية” في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب.

وأكد أن اليمن، رغم ما تعرض له من أكثر من 1700 غارة جوية في جولات سابقة من التصعيد الأمريكي والإسرائيلي، لا يزال ثابتًا في موقفه، معتبرًا أن التضحيات التي تقدمها صنعاء مبعث عز وفخر ومحل قبول عند الله.

لا للاستسلام ولا للهيمنة

وختم السيد عبدالملك الحوثي كلمته بالتأكيد على أن الشعوب العربية والإسلامية تمتلك القدرة على حماية حقوقها ومقدساتها إذا ما توحدت وتخلّت عن سياسات الخضوع، مشددًا على أن خيار المقاومة هو السبيل الوحيد لردع الهيمنة الأمريكية والصهيونية، ومنع مخططات الاستعباد والتوسع في المنطقة.

قد يعجبك ايضا