غزة/وكالة الصحافة اليمنية//
رحّبت عدة فصائل فلسطينية، مساء اليوم السبت، بالموقف الإيجابي والمرن الذي أبداه وفد المقاومة الفلسطينية المفاوض بقيادة حركة “حماس”، خلال مباحثات وقف إطلاق النار الجارية بوساطة دولية، مؤكدين دعمهم للجهود الهادفة إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وأعربت لجان المقاومة في فلسطين عن تقديرها لما وصفته بـ”الموقف الوطني الجاد والمسؤول” الذي قدمه الوفد الفلسطيني المفاوض، عقب مشاورات موسعة مع مختلف القوى والفصائل، بما فيها لجان المقاومة، مشيدة بما اعتبرته حرصًا عاليًا على تلبية تطلعات الشعب الفلسطيني.
ودعت اللجان في بيانها، الوسطاء الإقليميين والدوليين إلى “الضغط الجاد على الاحتلال الإسرائيلي لإلزامه بما وافقت عليه المقاومة الفلسطينية”، محذّرة من أن استمرار العدوان يشكل “محرقة تاريخية ضد الشعب الفلسطيني المظلوم”.
وفي السياق ذاته، رحّب حزب الشعب الفلسطيني بالرد الإيجابي الذي قدمته حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار، مشددًا على ضرورة تكثيف المشاورات الفلسطينية لمواجهة العراقيل المحتملة التي قد تضعها إسرائيل أمام تنفيذ الاتفاق، مع التأكيد على أهمية ضمان الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية من خلال الأمم المتحدة.
كما دعا الحزب إلى “الوحدة الوطنية لضمان تطبيق الاتفاق وضمان عدم خرقه”، مطالبة بتسريع وصول المساعدات وبدء جهود إعادة الإعمار وفك الحصار عن قطاع غزة.
بدورها، ثمّنت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ما وصفته بـ”الحرص العالي والمسؤولية الوطنية” التي أبدتها حركة حماس خلال المفاوضات، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني “يتعرض منذ عامين لحرب إبادة متواصلة”، شبيهة بالممارسات النازية، وفق وصف البيان.
ودعت الجبهة إلى “ضمانات واضحة وصارمة” تلزم الاحتلال بوقف العدوان، والانسحاب الكامل، ورفع الحصار، مع ضرورة الحذر من “المراوغات الإسرائيلية المتوقعة”، وأشادت بصمود سكان القطاع والمقاومة الفلسطينية، مؤكدة مواصلة الدعم الشعبي للمقاومة حتى تحقيق الأهداف الوطنية.
من جانبها، رحّبت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بقبول حركة حماس عرض الوسطاء لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، مشيرة إلى أن هذا الموقف يستند إلى “حق الشعب الفلسطيني في وقف آلة القتل والتجويع”.
وأكدت الجبهة الديمقراطية أن الاتفاق، وفقًا للمشاورات مع حماس، يجب أن يضمن فتح المعابر، وتدفق المساعدات بلا شروط، وانسحاب قوات الاحتلال إلى المواقع المتفق عليها وفق تفاهمات 19 يناير 2025، مع توفير أماكن إيواء للنازحين ونقل الجرحى للعلاج خارج القطاع.
وشددت الجبهة على ضرورة تقديم الوسطاء ضمانات جدية لمنع الحكومة الإسرائيلية من التنصل أو الالتفاف على الاتفاق، مؤكدة أن وحدة الموقف الفلسطيني تبقى أساسًا في مواجهة التحديات، وضمان الانتقال إلى “مرحلة اليوم التالي” على أساس الرؤية الوطنية الجامعة، بما يحفظ وحدة الأرض والشعب الفلسطيني.
ويأتي هذا الحراك السياسي في ظل ترقب فلسطيني ودولي لنتائج المفاوضات الجارية، وسط تصعيد ميداني مستمر في قطاع غزة، وقلق متزايد من انهيار الاتفاقات المحتملة بفعل تعنت الاحتلال الإسرائيلي.